تأسيس الشركات الناشئة في مصر: ثقافة يحرّكها الطلاب
ثمة حالة من الحشرية بين الطلاب الجامعيين المصريين تجاه الشركات الناشئة لذلك فإن المئات منهم ذهبوا إلى "كلية الحاسبات والمعلومات" في جامعة القاهرة لحضور ندوة بعنوان Step Up Start Up في25 أبريل/نيسان الماضي. ومعظم الحاضرين كانوا من طلاب العلوم ولكن مع أقلية صحية من طلاب الفنون أيضاً وقد استمعوا إلى عدد من ألمع المتحدثين يناقشون ما يحتاج الشخص ليصبح ريادياً.
وشارك في تنظيم الحدث طلاب سفراء جوجل من جامعة القاهرة ومؤتمر الطالب حول الاتصالات والمعلومات. وعلى الرغم من أن المجموعتين جديدتان نسبياً، إلاّ أنهما أثبتتا فعاليتهما، فالثانية كانت تقدم لطلاب جامعة القاهرة عدداً من ورش العمل االطويلة الأمد التي تساعدهم على بناء مهاراتهم الشخصية لادراكها أن هذه المهارات لا يمكن أن تتطوّر عبر المنهاج الجامعي العادي. وفي الواقع كانت المهارات الشخصية هي محط تركيز الكلمات في الندوة.
بدأ وائل الفخراني المدير الإقليمي لجوجل، الحدث، بحديث طويل عن السمات الشخصية الضرورية لبدء الشركة الخاصة. وبالطبع ذكر المخاطرة كسمة ضرورية وقال إنه قام بأول مخاطرة في هذا المجال في عمر 12 عاماً وأكمل ذلك حيث قام في مرحلة ما ببيع الملابس المرفوضة التي لا تباع لوجود خلل طفيف في تصنيعها وذلك مقابل أسعار زهيدة.
وأشار الفخراني إلى أنه قبل الانضمام إلى جوجل، قام ببعض المشاريع التي فشلت واثنان فقط نجحا فعلاً إلاّ أن الفشل حفّزه على الاستمرار مشيراً إلى السمة الشخصية الثانية الضرورية وهي المثابرة. وكان حريصاً أن يقول هنا ان الريادة ليست للجميع فهي تتطلب عملاً شاقاً وإنه إذا كان الهدف هو الأمان المالي المستمر فمن الأفضل اللجوء إلى وظيفة عادية. واعترف بأنه في هذه المرحلة من حياته لا يرغب بأن يكون ريادياً وهو يقود إلى القول بأن كون الشخص موظفاً في جوجل هو أمر خال من المخاطر على الأقل في المستقبل المنظور.
وكانت الكلمة التي جذبت انتباه الجمهور من مؤسسة "نولا كب كايك" ليلى صدقي. فحديها المدروس بشكل جيد والذي وصفت فيه تجربتها في إطلاق الشركة، بالكاد ذكرت ممارساتها التجارية وبدلاً من ذلك تحدثت عن حبها لبلدها ومنتجها، وخلق روح المشاركة الجماعية.
ففي الواقع كانت صدقي أول من قام بمشروع "كب كايك" ناجح في مصر. وفي أحد الأيام تلقت اتصالاً غير متوقع من جيهان السادات أبلغتها فيه أن نولا كب كايك أثبتت كم تحب ليلى بلدها. وكان هذا الكلام مفرح بالنسبة للجمهور، في ظل الحالة الثورية التي تعيشها مصر حالياً. وقد قدمت صدقي كب كايك لكل الحاضرين ولقيت المبادرة صدى إيجابياً وكذلك الـ"كب كايك" التي كانت لذيذة!
ولكن التصفيق الأكبر كان من نصيب آخر الفائزين ببرنامج "نجوم العلوم"، هيثم دسوقي. فملصق الاستشعار باللمس الذي اخترعه يمنح تكنولوجيا اللمس لأي شيء. وإذا لم يخترع شيئاً آخر في حياته فسيذكر دائماً على الصعيد المحلي وهذا على الأقل واضح من خلال ردة فعل الجمهور كلما تكلّم.
كانت القاعة مليئة بالطلاب ومعظمهم التزموا بعدم اللهو كثيراً بأجهزتهم الخلوية وهو بحد ذاته نجاح. ولكن كان هذا حدث منعش لأن منظميه جلبوا متحدثين من مختلف ألوان الطيف ولم يركزوا مثل الكثيرين في فعاليات أخرى على الويب والمحمول. وهذا يظهر أن الريادة في مصر تنمو حتى لو ببطء في المجتمع من أسفل إلى أعلى.