موقع "فوطة" يجلب الشهرة للمناشف المصرية
تشتهر مصر بقطنها.
وأفضل المناشف، أو الفوط باللغة المحكية المصرية، في العالم تصنع فيها
ولكن لا يوجد ماركة مصرية للمناشف معروفة محلياً ولا دولياً. لذلك
تهدف "فوطة" إلى تصحيح
هذا الوضع.
ويشرح كريم النجدي، المؤسس المشارك
للموقع، كيفية ولادة هذا المشروع. ويقول إن "أفضل الماركات تنتج
مناشفها هنا في مصر ولكن ليس لدينا ماركات عالية الجودة يتم تسويقها
بشكل جيد وتقدم للمجتمع المصري نفسه. بل على العكس، من النادر أن تجد
القطن المصري في مصر ومعظم منتجي المناشف لا يلبون احتياجات السوق
المحلية. إذاً لدينا القدرة على إنتاج أي شيء هنا وجعله علامة تجارية،
ولكن ليس هناك من أشخاص يريدون المخاطرة لذلك قررنا أن نكون نحن
المخاطرين. وقد استغرق التخطيط نحو عام قبل
انطلاقنا".
وقام الفريق خلال ذلك العام بعدة سفرات إلى مدينة المحلّة للنسيج التي تعتبر عاصمة إنتاج المناشف في مصر. وهناك تتجه جميع المصانع نحو أسواق التصدير المربحة. وإحدى العقبات هي أن مناشف "فوطة" كلّها من القماش المنسوج (جاكار)، أي أنها تستخدم قطناً مصبوغاً لنسج التصميمات. فتغيير نوع النسيج على آلات صناعة المناشف يأخذ ست ساعات، وهذه فترة استراحة للمصنّع لا تجنى فيها أية أرباح. لذلك قام كريم وشريكه المؤسس محمد طارق بدراسة أساليب الإنتاج بالتفصيل وخرجا بخطة إنتاج تسمح لهما بطلب عدة تصاميم بكميات قليلة وبتقليص وقت الاستراحة في المصانع.
لقد اختبرت عينات من المناشف بنفسي، فهي ذات نوعية فاخرة وتمتص الماء بشكل لافت. ومنها ما هي بحجم مناشف الشاطئ لذلك فهي تلائم معظم حاجات تنشيف المياه. أما التصاميم فهي حديثة وغير تقليدية، ولأنها مناشف جاكار فهي قوية ومدة صلاحيتها طويلة. كما أن توضيبها وتغليفها جيد وغير تقليدي، كما أني من هواة الألوان الزاهية.
وانطلقت "فوطة" قبل نحو عام وهي تأمل أن تبدأ بجمع الأرباح في غضون السنتين المقبلتين. ولكن العقبات أمام دخول السوق كبيرة وحتى اليوم تواجه منافسة غير مباشرة من منتجي المناشف العالية الجودة الذين يبيعونها في مصر عبر مختلف المحلات ويبيعون ماركات مناشف مطرزة محلية مثل تيكاز. والعقبة اللاحقة التي عليهم تجاوزها لضمان النجاح ستكون من دون شك التوزيع. ولدى الشركة أصلاً متجر عرض منتجات محدودة في إطار شراكة مع "نولا كب كايك" في القرية الدبلوماسية 3 على الساحل الشمالي وتخطط للمزيد من التعاون مع ماركات محلية. ويرغب فريق "فوطة" أيضاً بأن يكون لهم حضور في ثلاث دول بحلول نهاية السنة.
وبما أن هدفهم الأساسي في السوق هو الفئة العمرية 18 و35 عاماً والفئتين الاجتماعيتين "أ" و"ب"، فإن تصاميمهم المستوحاة من التصاميم الغربية مثالية للسوق المحلية. ولكن على المستوى الدولي حيث هذه التصاميم سائدة، عليهم أن يعرضوا تصاميم تدل تبدو مصرية أكثر لتمييز أنفسهم. ولكن المؤسسين الإثنين يعرفان أن عليهما أن يتقدما خطوة خطوة خصوصاً في ظل التغيرات التي تشهدها مصر في الآونة الأخيرة.
إن القول بأن هذا المشروع ينطلق من الحب قد يكون مبالغ، ولكن كريم فخور بما حققه حتى الآن، خصوصاً "رؤية كل ذلك يتحوّل إلى حقيقة" كما يقول، مشيراً إلى أن "أي شيء تخلقك بنفسك هو دائماً الأغلى على قلبك". وأعرب عن الأمل بأن تستمر الشركة في النمو والوصول إلى أكبر شرائح تستحق أن تصل إليها لأن مصر لطالما اعتبرت علامة تجارية في القطن يمكن الافتخار بها.