Wallety في مصر تجعل الدفع على الإنترنت أكثر أماناً
يوجد في مصر الآن شركة تحدّت النفور الواسع النطاق لاستخدام بطاقة الائتمان على الإنترنت، من خلال إنشاء منصة آمنة للدفع الإلكتروني للمستهلكين في مصر.
فبعد ثلاث سنوات من البحث والتطوير، انطلقت "ووليتي" (Wallety)، التي تملكها "كلاود لوك إنترناشونل" Cloud Lock International، مؤخراً بهدف جعل الدفع على الإنترنت أسهل وأكثر ثقة وأماناً للتجار المصريين والبنوك والمستهلكين.
في البداية اجتمع الرئيس التنفيذي ملك ميتش وفريق "ووليتي" لإطلاق منصة بيع تذاكر على الإنترنت للفعاليات والحفلات، غير أنهم واجهوا عقبة كبيرة بما يتعلق بالدفع لأنه لم يكن هناك أي منصة دفع إلكتروني موثوقة في مصر في ذلك الوقت. وأدرك ملك أن هذه المشكلة نفسها كانت تؤثر أيضاً على رياديين طموحين آخرين في مجال التجارة الإلكترونية، لذلك أعاد هو وفريقه التركيز على حل هذه المعضلة الجديدة.
تعمل "ووليتي" على صون هوية صاحب بطاقة الائتمان، وضمان أن يكون المالك الحقيقي للبطاقة الائتمانية هو فقط من يستخدم هذه الوسيلة في الدفع. وبمجرد أن تقوم بإدخال معلوماتك، تحتفظ "ووليتي" بسجل جزئي لبطاقة الائتمان الخاصة بك، حيث تطلب آخر أربعة أرقام من البطاقة ورمز التحقق لتأكيد العملية. وقرار الاحتفاظ بسجل جزئي عن البطاقة هو خاصية أمنية أيضاً، فإذا دخل أحد نظام التشفير، لن يجد أي معلومات كاملة ويمكن استعمالها. وحتى الآن، تنجح هذه الشركة الناشئة بإفساح مكان لنفسها بين المصارف المصرية والتجار حيث اشترك لديها أكثر من 50 تاجر منذ تموز/ يوليو.
والبنك العربي الافريقي الدولي هو الشريك المصرفي الرئيسي لـ"ووليتي"، حيث تتطلب الخدمة أن يفتح جميع التجار حساباً في البنك كي يكونوا مؤهلين لاستعمالها. وقد يبدو هذا إجراء تقييدي ولكن "ووليتي" تجري محادثات الآن مع بنوك أخرى في مصر لتقديم خيارات إضافية للتجار في ما يتعلق بالحسابات. وتقوم "ووليتي" بإيداع الدفعات على الإنترنت في هذه الحسابات.
ولجني المال، تفرض "ووليتي" على المستخدمين 10 جنيهات مصرية (أقل من دولارين) سنوياً عن كل بطاقة. ويسمح للمستخدمين بأن يكون لديهم ثلاث بطاقات باسمهم. ولكن بمبلغ ضئيل كهذا قد تحتاج "ووليتي" إلى المزيد من الوقت قبل أن تجني الأرباح. ولكن على المدى البعيد، إن وصلت إلى عدة ملايين مستخدم، فعلى العائدات أن تجعل منها منصة مستدامة.
صحيح أن في المنطقة منصات أخرى للدفع على الإنترنت، إلاّ أن "ووليتي" لا تشهد أي منافسة مباشرة وهامة محلياً. ويشرح ملك أن معظم المنافسة غير المباشرة التي تواجهها "ووليتي" تأتي من بطاقات الحك التي تقدمها خدمات أخرى بينها "كاش يو" (CashU) وهي أداة دفع معروفة للكثيرين في مصر.
غير أن المنافسة الأكبر لـ "ووليتي" قد تكون تلوح في الأفق. فمؤخراً أقامت "باي بال" (PayPal) شراكة مع خدمة "تسوّق واشحن" (Shop and Ship) من "أرامكس" Aramex في مسيرتها باتجاه العالم العربي، بهدف تمكين حسابات التجار في السعودية والبحرين وعمان، مع خطط لاستهداف السوق المصري في العام المقبل. وفي الوقت نفسه تواصل "ووليتي" بناء الثقة وحشد ولاء الزبائن. وتقدم هي وشركاؤها التجار تخفيضات خاصة شهرياً لعمليات الشراء على الإنترنت عبر منصة "ووليتي".
عقبات وخطط توسّع
يشرح ملك بأن الكثير من المصارف في مصر تحجب استخدام بطاقة الائتمان على الإنترنت، خوفاً من أن يتصل الزبائن مطالبين باستعادة نقودهم وبأن يشتكوا من أنهم لم يقوموا بمثل عمليات الدفع هذه.
وتحاول "ووليتي" تخفيف هذا الخوف عبر تأكيد هويات الزبائن للمصارف وتقليص الحاجة إلى استعادة الأموال. ويشرح ملك أنه "منذ أن افتتحنا المنصة في تموز/ يوليو، لم تحصل أي عملية إعادة لأموال زبائن. ليس لأننا خارقون بل بسبب المفهوم الذي تقوم عليه المنصة".
ومع انتقالها إلى نيويورك، تحمل "ووليتي" خططاً للتوسع أفقياً وعامودياً عبر صفقات مع شركاء مصرفيين في دول جديدة وإضافة خاصيات إلى المنصة بينها دفع الفواتير على الإنترنت بشكل أوتوماتيكي. وفي الوقت الراهن، تسعى "ووليتي" إلى إقامة شراكة مع الكثير من البنوك الجديدة لتشجيع المنافسة وتمكين المنصة. وتأمل بأن تنجح في إضافة إمكانيات أكثر إلى التجارة الإلكترونية الإقليمية بشكل عام وتجاوز التحديات المصرفية التقليدية عبر جعل الدفع على الإنترنت أكثر أماناً وموثوقية. وقال ملك "لا يمكننا فعل ذلك لوحدنا. نحتاج إلى تشجيع الرياديين في الشرق الأوسط كي يبدأوا مواقعهم الخاصة للتجارة الإلكترونية. ونحتاج إلى مساعدتهم وإن كانوا بحاجة إلى مساعدتنا فنحن جاهزون".