تحتفل تيدكس في الجامعة الأميركية في القاهرة بالريادة المصرية
نظمت "تيدكس في الجامعة الأميركية في القاهرة" TEDxAUC الفعالية الثانية من "Idea Bakers" (أي خبازو الأفكار) في حرم الجامعة الجديد ، في نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي. وقد تمّ تأجيل الفعالية عدة مرات علماً أنه كان مقرراً أن تجري في حرم الجامعي الجامعة الأميركية في التحرير ولكن الاضطرابات المحلية الأخيرة لم تحل دون إيجاد المنظمين حلاً آخر.
تشارك عشرون ريادياً مصرياً من جميع الميادين قصص نجاحهم المثيرة للإلهام وقدموا للجمهور نظرة عميقة إلى الوحي الذي يقف وراء أفكارهم وكيف عملوا على "خبزها" بأفضل المكونات.
تمحورت الفعالية حول التشابه بين إطلاق الرياديين لأفكارهم وصناعة الخبازين للفطائر. فتماماً كما تحتاج الفطيرة اللذيذة خبازًا ماهراً لصناعتها، تحتاج الإنجازات الكبيرة منفذاً مثابراً وماهراً. ويشرح عمر أشرف مؤسس TEDxAUC قائلاً "نحن نعتقد أن خبز الفكرة أهم من الفكرة نفسها، فقد تُقابل مفكرين يومياً ولكن الخبازين الأذكياء نادرون جداً".
كان الاجتماع معدًّا لإقامة تواصل بين الرياديين الناجحين والذين لا تزال أفكارهم في مرحلة "الخبز"، كي "يخبزوا" أفكارهم بالمزيد من المكونات في أقصر وقت ممكن. وأضاف أشرف "إذا كانت فكرتك غير مخبوزة جيداً إذاً فهي غير موجودة. وقد يكون لديك مليون فكرة ولكنها لا تساوي شيئاً إن لم تبلورها".
تراوح المتحدثون في الفعالية بين رجال الأعمال الناجحين والرياديين الشباب وأساتذة في الجامعة الأميركية في القاهرة، بالإضافة إلى مؤدين يؤمنون بقوة الأفكار، تحدثوا عن مختلف جوانب الريادة.
من بين المتحدثين المتميزين:
ـ شادي بركات، المؤسس الشريك لـ"هوم بايج" The Home Pageأي الصفحة الرئيسية، تحدث عن امتلاك روح المبادرة والتعلم الذاتي بدلاً من أن يكون هناك شخص يقول لك ماذا تفعل. وربط بين أن تكون ريادياً والانضمام إلى ثقافة "افعل ذلك بنفسك" Do-It-Yourself.
ـ كون أودونيل، مؤسس "سرمدي" Sarmady ورئيس موقع Book.com الذي تحدّث عن التفكير بشكل عالمي عن الشركة في مرحلة التأسيس ولكن تطبيق المشروع محلياً.
ـ شريف الغمراوي، مؤسس "قرية بساطة"، تحدث عن تجربته المهنية وكيف انتقل من القاهرة إلى صحراء سيناء ليؤسس شركة أحلامه وليعيش نمط الحياة الذي يطمح إليه، لأنه يؤمن بأن الجانبين غير منفصلين عن بعضهما. وكان المشروع، عبارة عن قرية إيكولوجية صديقة للبيئة، حيث يمكن للناس قضاء أيام ممتعة بعيداً عن تلوث القاهرة وزحمتها.
أما المتحدثين المصريين في الفعالية فيمكنكم العثور عليهم على موقع TEDxAUC وصفحة المعجبين على فايسبوك.
كانت TEDxAUC مستوحاة من قناعة المنظمين بأن الجامعة الأميركية في القاهرة هي مجتمع متنوّع ومليء بالأفكار الملهمة والقصص الناجحة التي ترسم ملامح المنطقة العربية بأسرها. فهم يؤمنون بالتاريخ العريق للجامعة وبإسهامها في النمو الفكري للقادة المصريين. وارتباطها الوثيق بالوسط المحلي للشركات الناشئة يميزها ضمن المنطقة.
وبمثابتي من الخريجين القدامى في الجامعة الأميركية في القاهرة، يمكنني أن أشهد عن كثب على مساهمتها فيّ شخصياً وفي مصر بشكل عام. ولكن انطلاقاً من إدراكي أيضاً بأن الجامعات المصرية الأخرى قدمت مساهمات أيضاً، قد يرغب أحد ما في تأسيس TEDxEgyUni ونشر أفضل الأفكار من جميع الجامعات دفعة واحدة، والاحتفال بالأجزاء الجيدة للتعليم العالي في مصر. وفي الوقت الحالي، أتطلع قدماً إلى فعالية TEDxAUC المقبلة لأن هذه كانت "مخبوزة" بشكل جيد.