تطبيق جديد يرفّه عن المصريين
غالباً ما تكون الشركات الناشئة ثمرة إحباط مؤسسيها.
وتلك هي حال شركة "سنابز" Snapze الناشئة في القاهرة التي صممت تطبيقاً للهواتف المحمولة يساعد الناس على إيجاد نشاطاتٍ يمكنهم القيام بها استناداً إلى ما يحبونه، فينصحهم بالكتب والأفلام والفعاليات والبرامج التلفزيونية.
تفسّر رانيا رياض، المؤسسة الشريكة: "راودتني الفكرة عندما انتقلت إلى القاهرة قبل ثلاث سنوات. كان من الصعب علي الاطّلاع على ما يحصل في المدينة وكان الناس من حولي يقومون دائماً بالأمور عينها. أردت الخروج واكتشاف أمور جديدة".
وتتابع قائلةً: "كان المحتوى على الانترنت مجزّءاً جدّاً وأردت فعلاً وجهةً واحدة تزوّدني بمجموعة متنوعة من المحتويات في خدمة سهلة الاستعمال. فلفتت انتباهي المحرّكات التي تدرس خيارات وسلوك المستخدم وأردت جعل تجربة الانترنت شخصية أكثر هنا".
كلّما ازداد استخدام "سنابز"، باتت تجربة المستخدم شخصية أكثر. وأمّا هذا المحرّك الذكي الذي يسمح للتطبيق بدرس خيارات المستخدم، فقد بناه المؤسس الشريك لرياض، أسامة بريقع الذي تصفه بـ "العبقري". كونها أمريكية من أصل مصري اعتادت على إدارة فرق التقنيين في شركات متعددة الجنسيات في الولايات المتحدة، فهي تدرك جيداً ما تقوله.
العودة إلى مصر
أمّا قصّة رانيا، فهي بحدّ ذاتها ملهمة. فقد وُلدت وترعرعت في الولايات المتحدة ثمّ قررت العودة إلى مصر متحديةً حركة هجرة الأدمغة، لتُحدث فرقاً وتؤسس عملاً لها وتخلق فرص عمل جديدة وتجد طريقة لردّ الجميل.
لكنّ رحلتها لم تكن سهلةً، فالتغيير لم يكن قطّ كذلك. اشتعلت الثورة بعد ثمانية أشهر من وصولها، ما زاد من صعوبة تأسيس "سنابز". إلاّ أنّ ذلك لم يكن حتى من أكبر مشاكلها؛ إذ تبين لها أنّ إيجاد مطوّرين موثوقين أمر معقد أكثر بعد. وعلى الرغم من أنّ "سنابز" كانت من ضمن الدفعة الأولى للشركات المتخرجة من الشركة الحاضنة "فلات 6 أبس" Flat6Labs في القاهرة، إلاّ أنّها لم تتمكن من إطلاق تطبيقها على متجر تطبيقات آبل إلاّ مع بداية الشهر الحالي (في حين ما زالت النسخة الخاصة بـ "أندرويد" قيد الإنشاء).
أمّا الآن وقد انطلق التطبيق وبات متوفراً للجميع، فهو يساوي أفضل التطبيقات من حيث الجودة. وتتوفر واجهة التطبيق بالإنكليزية فقط، لكن يتم العمل على النسخة العربية، وبما أنّ معظّم مزودي المحتويات في مصر ما زالوا يوفّرون المحتوى بالإنكليزية فقط، فلا يمكن اعتبار ذلك نقطة ضعف حتى الآن.
من حسن الحظّ أنّ إبرام الشراكات مع مزوّدي محتوى محليين كان مثمراً، إذ تضيف رانيا قائلةً: "لقد كنت محظوظة فعلاً ومذهولة في ما خص سير العملية وعدد الشراكات التي تمكنت من إبرامها، وذلك ما حفزني فعلاً للسير قدماً".
التوسّع في السوق
المحلية
لا منافسة مباشرة فعلية لـ "سنابز" غير أنّ خدماتٍ كثيرة توفّر المعلومات حول النشاطات. ولكن، ما يميّز التطبيق عن غيره هو المحتويات الشخصية التي يجمعها حسب سلوك كلّ شخص. يعتمد نموذج عائدات الشركة على الإعلانات والرعاية، مع أنّ إمكانية شراء ميزات إضافية داخل التطبيق In-App Purchase ستصبح متاحة قريباً. كما تنوي الشركة أيضاً ترخيص المحرك وهذه خطوة ذكية أخرى.
ما زالت "سنابز" في بدايتها، غير أنّها استقطبت حتى الآن 1000 مستخدمٍ. وستبقى نشاطاتها التسويقية محدودة إلى أن يردها مصدر دخل إضافي، لذا تكمن الخطة في الوقت الحالي في التركيز على مواقع الشبكات الاجتماعية، غير أنّه ستتسنى لها فرصة القيام بتسويق مشترك، إذ يُتوقع أن تتلقى دفعة إعلامية من شركائها في الأسابيع القادمة.
سيستمر الفريق في إضافة مزيد من فئات النشاطات لمضاعفة استفادة المستخدمين. ويُفترض أن يكون ذلك سهلاً، إذ إنّ الواجهة الخلفية للنظام مصممة في طريقة قابلة للتوسيع تسمح بإضافة المحتوى من دون أيّ تكلفة. تأمل رياض أن تبدأ شركتها بجني الأرباح في غضون عامٍ، وتأمل أن تبدأ بالتوسع، متى أثبتت قيمتها، في المنطقة وفي الخارج.
أعتقد أنّ أمام "سنابز" فرصة جيدة؛ فمبدأها بسيط ويهدف إلى تسهيل حياتنا قبل كلّ شيء، وذلك ما يجب على التقنيات كافة أن تفعله. آمل أيضاً أن تحقق الشركة نجاحاً لكي تكون بمثابة قدوةٍ بعدم اضطرار أفضل المتعلمين إلى مغادرة مصر.