موقع للتدوين المصغر يساعد المستخدم على تحقيق أهدافه
يمكن ان تطرق الفكرة رأس صاحبها في أي وقت، ولكن يحتاج الأشخاص الى تصديق جدوى أفكارهم، والشروع في تنفيذها فيحصلوا على تسمية رواد أعمال. هكذا إستلهم عبد المجيد الثاري، وهو طالب مبتعث سعودي الأصل والنشأة يدرس علوم الحاسوب في جامعة "مالايا" في ماليزيا، فكرة مشروعه، "ليريود" Liriod، وذلك خلال مشاهدته لأحد الأفلام، حيث كان البطل يدوّن بطريقة منظمة بعض الأمور الفرعية حول موضوع رئيسي واحد.
و"ليريود" منصة تفاعلية للتدوين المصغر، تسمح لمستخدميها كتابة تدونيات قصيرة فرعية تتبع لموضوع رئيسي يحددوه بأنفسهم. تتشابه المنصة، من حيث المفهوم العام، مع بقية منصات التدوين المصغر، مثل "تمبلر" tumblr على سبيل المثال، الذي استحوذ عليه "ياهو!" مؤخراً، و الذي يعد أشهر خدمات التدوين المصغر التي تتيح للمستخدم كتابة تدوينات قصيرة من كتابات وصور وفيديو، ومشاركتها مع متابعيه. ولكن منصة "ليريود" تختلف عن تلك الخدمات في أن التدوين يكون مقيّدا بهدف رئيسي معين (أو عنوان رئيسي تندرج من تحته عدة تدوينات)، ويرتبط بمدة زمنية محددة يلزم المستخدم نفسه بها لتحقيق الهدف الذي يدون عنه.
وتهدف منصة "ليريود" الى ان يدون المستخدم يومياً حول الهدف أو المشروع الذي يعمل من أجله، متحدثاً عن ما أنجزه في هذا اليوم لتحقيق أهدافه، وما تواجهه من صعوبات، وكيفية تغلبه عليها، ويتلقى المستخدم تعليقات من مستخدمين آخرين للموقع ربما تساعده في إنجاز ما يريد تحقيقه.
إشتق الموقع لنفسه إسما من واقع ما يؤديه من وظيفة، فكانت الكلمتين "مقيد" Limited و"مدة" Period ضمن الكلمات التي وضعت للبحث عن النطاق المناسب، وتم الجمع بين بادئة الكلمة limited ونهاية الكلمة period لإشتقاق الإسم "ليريود" liriod. ويقول الثاري عن إختيار إسم الموقع، "اختيار الاسم كان أصعب مما تخيلت! عندما قررت تنفيذ المشروع كان التوجه هو العالمية –بداية الاستهداف عربيا- لهذا كان من الافضل اختيار اسم مقبول عالميا وسهل النطق".
وتتوافر على المنصة العديد من الخدمات الإلكترونية التي تتناول فكرة تحديد الأهداف وتقييدها زمنيا بمدة محددة ومتابعة تحقيقها، مثل Goalmigo و42Goals، ولكن يوفر "ليريود" بديلا عربيا من المنطقة، كما يختلف من حيث خواص التقييد الزمني للهدف الذي يتم التدوين من أجله.
وكما ويحتاج "ليريود" في تقديري الى طريقة أكثر جاذبية لعرض التدوينات والأهداف الخاصة بالمستخدمين، بهدف إثارة إنتباه بقية مستخدمي الموقع للإستفادة مما يشاركه غيرهم، بما يحقق لهم الفائدة إذا ما أرادوا تحقيق أهداف ومشاريع مشابهة لتلك التي يقوم غيرهم بالكتابة عنها.
وكان قد اطلق الثاري "ليريود" في الثالث من شهر أيار/مايو الجاري منفردا، وهو يعمل على بناء الشراكات حالياً، ولا يزال الموقع في مرحلة تجريبية. ويشير الثاري الى أن عدد المسجلين قد وصل حتى الان الى ٢٧٠ مشترك، وعدد الاهداف المدرجة بالموقع قد تخطى ١٠٠ هدف.
ويركز الثاري، في الوقت الحالي، على زيادة عدد مستخدمي المنصة وإضافة مزيد من الخواص، من بينها خاصية "المشاركة في الأهداف الإجتماعية" والتي يقول عنها الثاري بأنها "سوف تساعد كل من الافراد والمنشآت، وستتمكن المنشآت من إعطاء موظفيها فرصة الاشتراك في هدف واحد، وخلق روح التعاون بينهم من أجل تحقيق الهدف".
مشكلة الشباب مع سوق العمل في المنطقة
وعلى الرغم من دراسته لهندسة برمجيات الحاسوب في جامعة "ستافورد شاير" Staffordshire البريطانية، إلا أن الثاري، كغيره من الشباب في المنطقة العربية، إلتحق بالعمل في مجال يبتعد عن مجال تخصصه، حيث عمل مساعدا لشؤون الموظفين في قسم الموارد البشرية باحدى المستشفيات الحكومية المتخصصة في السعودية. ويواجه المشكلة ذاتها العديد من الشباب حديثي التخرج في المنطقة العربية، حيث تختلف إحتياجات سوق العمل المحلي في كثير من الأحيان عن مجالات التعليم المتخصص التي يتلقاها الخريجين، ولكن ريادة الأعمال توفر لهم فرصة تأسيس أعمالهم الخاصة في مجالات العمل التي يفضلونها ويجيدونها.
وعاد الثاري، بعد ثلاث سنوات قضاها في هذه الوظيفة، الى متابعة البحث في المجال الذي يحبه، حيث إلتحق من جديد بجامعة "مالايا" الماليزية ليستكمل دراسته في مجالات الحاسوب. كذلك شارك في تأسيس ثلاث مشاريع مختلفة في مجال التكنولوجيا وهي، بالإضافة الى "ليريود"، خدمة "بطاقة" btaqa، وهي خدمة إلكترونية تسمح للمستخدم بالحصول على صفحته التعريفية الخاصة التي يمكنه مشاركتها مع من يريد التواصل معه، و"ريستفال" Restval وهو موقع وتطبيق سياحي للهواتف الذكية ما زال تحت التطوير يساعد المسافرين على إكتشاف أماكن جديدة أثناء السفر. ويتحدث الثاري عن تجربته قائلاً: "لطالما كان حلمي ان اعمل في مجال الحاسب، وها أنا الآن اسير نحو طموحي وأكمل دراستي في تخصص الحاسب الآلي"