أربعة أسئلة تجيب عنها قبل اعتبار مشروعك فاشلاً
يقول توماس أديسون فيمقولة منسوبة له أن "الكثير من حالات الفشل تكون بسبب عدم إدراك الناس كم هم على مقربة من النجاح حين يُعلنون عن استسلامهم".
في ما يخص الشركات الناشئة ورواد الأعمال تبدو الأرقام العالمية عن حالات الفشل مرتفعة. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن 90% من المشاريع الريادية المهتمة بالتكنولوجيا تفشل، بينما نسمع بشكل متكرر عن التحديات والمشاكل التي تعاني منها الشركات والمؤسسات الريادية في المنطقة العربية. ولكن بالمقابل، فإن قصص النجاح العظيمة لشركات ريادية مثل "فيسبوك" و"جي مايل" و"مكتوب" وغيرها تجعلنا نعيد التفكير بجدية أكبر في مقولة أديسون، وكم من قصص الفشل التي نسمع عنها كانت لتتحول لقصص نجاح لو تم الانتباه لبعض الأمور ونقاط الضعف قبل فوات الأوان.
ما سأناقشه اليوم موجه للرياديين الذين بدؤوا بالشعور أن الفشل يقترب من مشاريعهم، فمثل هذه الأفكار غالباً ما تسبب العديد من المشاكل وتخلق تحديات غير ضرورية، وربما تسبب فقدان الأمل والإحباط الذي يؤدي بدوره لقرارات ليست في مصلحة أي شركة جديدة. وذلك عبر أربعة أسئلة بسيطة قد تساعدك على إنقاذ شركتك قبل فوات الأوان:
- هل خطة عمل مشروعك بحاجة لتعديل؟
يغيب عن الكثير من الرياديين عند وضع خطة العمل تحديد معايير واضحة لقياس الأداء. وبالتالي فإن حدوث أي فشل في أحد أقسام الشركة قد يهمل إنجازات الأقسام الأخرى.
إن مراقبة مؤشرات الأداء المتنوعة مثل الربحية وتطور تفاعل الزبائن مع إعلاناتك وأرقام المبيعات المختلفة وزيارات الموقع وعدد المعجبين والمتابعين لك في صفحات مواقع التواصل وغيرها من المؤشرات، يساعدك لتكتشف مباشرة مواضع الضعف عندك لتحاول ترميمها قبل فوات الأوان.
وقد تجد نفسك مضطراً لإعادة رسم خطة عملك من جديد والاعتماد على نقاط قوة كانت غائبة عنك عندما وضعت خطتك الأولى، فهكذا يمكن أن تحول أي فشل محتمل لنجاح جديد.
- هل تنقصك المعرفة أو
الخبرة؟
يبدأ الكثير من الريادين مشاريعهم عبر التركيز على الفكرة أو باستخدام نقاط قوتهم في موضوع معين. فمثلاً نجد العديد من مبرمجي تطبيقات الهواتف الذكية أصحاب الخبرة التقنية فقط يتكلمون عن مشاريع تطبيقات جديدة.
المشكلة هي أن هناك العديد من المعارف الأخرى الضرورية لكل مشروع، مثل طرق الحسابات وإدارة الفريق وتسويق منتجاتك وخدماتك ووضع استراتيجيات البيع وغيرها بالإضافة للخبرة العملية في الأسواق والتي تأتي عبر الزمن وبعد ممارسة العديد من الأخطاء للتعلم منها.
ففي حال بدأت تشعر بأن مهاراتك لا تكفي لإنجاح مشروعك وأن مشروعك سيفشل بسبب ذلك، فإنك بحاجة للمسارعة للتعلم والحصول على الخبرة الضرورية للحفاظ على إنجازاتك. ومن المفيد أن تفكر في توظيف أو حتى مشاركة من يكمّل مهاراتك ولديه الكفاءة التي تنقصك والتي يحتاجها مشروعك.
- هل خطط التمويل
مناسبة؟
تختلف مشاكل التمويل التي تواجه الرياديين من مشروع إلى آخر. فالبعض يُخطىء في احتساب التكاليف منذ البداية ليصطدم بالواقع ويجد مشروعه بحاجة للمزيد من الأموال. فتمويل المشروع لا يعني فقط تمويل تأسيس المشروع، وإنما يتبعه كلفة استمرارية المشروع وتمويل رواتب الموظفين ومصاريف روتينية ولوجستية أخرى.
إن كنت تشعر بأنك على مقربة من أزمة مالية قد تتسبب بفشل مشروعك، فاعلم أن الوقت قد حان لمراجعة ودراسة الميزانية والبحث عن حلول سريعة أقل كلفة. حاول أن تركز جهودك وبالتالي مصاريفك على المهام الأكثر أهمية ولا تتردد في اتخاذ بعض القرارات الصعبة كإغلاق إحدى نقاط البيع على سبيل المثال مقابل افتتاح متجر إلكتروني يعرض منتجاتك لشرائح أكبر من زبائنك.
من جهة أخرى قد يكون من المفيد في مثل هذه الحالات بناء شراكات وتحالفات مع شركات أخرى لمواجهة مشاكل التمويل، مثلاً كنت تجد في تكاليف فريق التوزيع لديك خطراً يهدد مشروعك فيمكنك إيجاد بديل أرخص عبر البحث عن شراكة مع شركة مختصة بالتوزيع وإيصال المنتجات.
- لماذا لا يشتري الزبائن منتجاتك أو خدماتك؟
الحقيقة أن هذا أكثر الأسئلة خطورةً. فبدون الرغبة والحاجة لمنتجاتك وخدماتك في السوق ستشعر أنك في مأزق كبير قد يكون وحده سبباً كافياً لفشل شركتك.
يجب تحديد أسباب ذلك من خلال النظر إالى الأمور التالية:
- الأسعار: هل أسعارك مرتفعة جداً؟ أو ربما منخفضة جداً تظهر شركتك بأنها تقدم منتجات رخيصة ليست بمستوى منافسيك؟
- التسويق: زبائنك لا يعلمون بوجودك وبالتالي فلا أحد يطلب منتجاتك أو خدماتك.
- شريحة الزبائن: تقدم منتجك للسوق الخطأ، بينما هناك إمكانية وجود أسواق أخرى بحاجة لهذا المنتج. هنا عليك البحث عن سوق جديد ووضع خطط مناسبة للتوجه له.
- الموارد البشرية: عندما تتقن الشرح عن خدماتك تبيعها بسهولة، وان كنت تفتقر لأسلوب ومهارات البيع، فمن الأفضل أن تترك هذه المهمة لشريكك أو أأحد الموظفين.
بعد تحديد سبب (أو أسباب) عدم رغبة زبائنك بالشراء فإنك بحاجة لوضع حلول فعالة وجريئة لمعالجة كل سبب. أهم ما يمكنك أن تبدأ به لاكتشاف هذه الأسباب هو التكلم مع زبائنك والاستماع لآرائهم. استخدم الوسائل الحديثة كالتصويت في صفحات الفيسبوك أو نماذج استبيانات جوجل لجمع هذه المعلومات التي ستساعدك لمعرفة الخلل والعمل على إصلاحه لإنقاذ المشروع من الفشل.
وطالما أنك قد اتخذت قرار المغامرة بتأسيس شركتك
الخاصة فمن الطبيعي أن تتوقع العديد من المصاعب والعقبات. قد تساعدك
هذه الأسئلة الأربع لمواجه فشل محتمل يهدد شركتك، ولكن من المؤكد أن
هناك العديد من الجوانب والنقاط الأخرى التي قد تسبب الفشل في حال عدم
تلافيها قبل فوات الأوان. المهم قبل كل شيء أن تؤمن بفكرتك وأن لا
تستخف بجهودك وقدراتك.