'بركة بتس' يستخدم أخبار المنطقة لتحفيز التغيير الإيجابي
تقول راما الشقاقي، مؤسسة موقع "بركة بتس" Baraka Bits الإخباري ورئيسته التنفيذية، "لا بأس إن لم نرى آلاف المشاهدات لمقالاتنا. فنحن نرغب في التضحية بالمشاهدات من أجل استثمار طويل الأمد".
قد يكون هذا موقف غير تقليدي من قبل رئيسة تنفيذية لموقع إخباري ـ ولكن "بركة بتس" ليس موقعاً إخبارياً تقليدياً ـ خصوصاً انه يركز على العالم العربي.
يسعى موقع "بركة بتس" عبر شعاره "أخبار جيدة من الشرق الأوسط"، إلى توثيق والترويج لـ"سرد بسيط ومنعش حول المنطقة العربية وشعبها وثقافتها وبيئتها ودياناتها"، وهو شيء مختلف كلياً عن نوع الأخبار الإقليمية التي توردها المؤسسات الإعلامية التقليدية.
أطلق الموقع في تموز/يوليو 2012 بنسخة تجريبية وهو يعمل وفق القيم الأخلاقية نفسها للشركة الأم "بركة فنتشرز" Baraka Ventures، الصندوق الذي شاركت الشقاقي في تأسيسه إلى جانب محمود أبو وردة، وهي أن يكونوا عناصر للتغيير الإيجابي، ليس لناحية الأرباح التي تجنيها الشركة فحسب بل لناحية المساهمة الكاملة في المجتمع.
وصحيح أن النجاح بالنسبة لـ"بركة بتس" قد لا يقاس بمبيعات الإعلانات أو الجدل الذي يثار في أقسام التعليقات، كما هو الأمر بالنسبة لمواقع إخبارية أخرى، إلاّ أنهم لا يزالون بحاجة إلى جذب قاعدة مستخدمين كبيرة من "القراء الذين أستُثمر فيهم والذين يُعتَبرون أصليين وملتزمين ويطرحون أسئلة للمتابعة ويهتمون بالقضايا التي نكتب عنها" بحسب ما تقول الشقاقي. وربما على عكس الموجة الأخيرة من الشركات الناشئة، تفكر مؤسسة الموقع على المدى البعيد.
وهذه المقاربة القائمة خصوصاً على سنوات من مجموعات التركيز في الولايات المتحدة والإمارات، هي التي قادت الشقاقي وفريقها من العاملين بدوام جزئي إلى إعادة النظر في تصميم الموقع الذي أطلق رسمياً في أوائل تشرين الثاني/نوفمبر. وتقول الشقاقي "درسنا الاتجاه الذي يسلكه القطاع" حيث "الناس يكتبون أو يقترحون قصصهم الخاصة على منصات إخبارية أو منصات للتدوين المصغّر مثل "بينترست" Pinterest، أو "ستمبل أبون" StumbleUpon، أو "باز فيد كوميونيتي" BuzzFeed Community.
وتقول الشقاقي إن الجاذبية البصرية وسهولة المشاركة تعتبران عناصر أساسية في عملية إعادة التصميم. وتضيف "نريد أن نبقي القصص التي تنشر على موقعنا قصيرة، مع تركيز كبير على الصور لأنه (بناء على الأدلة المجمعة في مجموعات التركيز) بهذه الطريقة يتخذ الناس قرارهم بشأن قراءة مقالة أم لا". تتوفر خيارات مشاركة إضافية في التصميم الجديد، أكثر من خياري فيسبوك وتويتر الاعتياديين. وتقول الشقاقي "لدينا الآن لوحة تسمح لنا بالمشاركة على 12 شبكة مختلفة".
كانت ردة الفعل على التصميم الجديد مبهرة. وتقول الشقاقي "لم نحصل على ردود فعل رائعة فحسب بل ارتفاع هائل في عدد الزوار". وتشير إلى أن التغيير الأكبر هو "أننا بدأنا الحصول على جماهير في دول خارج الإمارات. فقد انتقلنا من جذب زوار من 90 دولة إلى 136 حول العالم. وارتفع عدد زوارنا في الولايات المتحدة بنسبة 400% منذ أطلقنا التصميم الجديد".
ولكن هؤلاء الزوار الجدد لا يقومون فقط بقراءة القصص، بل يشاركون أيضاً في المحتوى بطريقة جديدة. فهم يضغطون على زر "اقترح قصة" الجديد والذي يظهر على الصفحة الرئيسية، ويتصلون بفريق الشقاقي لطلب الإعلان والترويج للموقع ويرسلون طلبات للمحررين. وتقول الشقاقي إن مقالات الصور "تحصل على التفاعل الأكبر. ضغط 300 شخص زر "الإعجاب" على آخر قصة نشرت وتتضمن صوراً".
ولكن مجدداً، تعتبر نقرات الإعجاب مجرد أدوات للوصول إلى نتيجة وهي جعل المحتوى متوفّراً وذي صلة بأشخاص ومستثمرين يسعون للتغيير الإيجابي في المنطقة وهو أمر ستضاعف الشقاقي وفريقها الجهود فيه عام 2014. وتقول "نحن في الموقع الصحيح وسنبقى هنا" هذا العام.
وتقوم الشقاقي بشكل خاص باستكشاف إمكانية استخدام "بركة بتس" لأهداف تعليمية. وهي تفخر بشكل خاص بمبادرة تقوم على تدريب لاجئين فلسطينيين في لبنان والضفة الغربية وغزة يواجهون فرص عمل محدودة، على كتابة قصص صحافية بهدف أن يصبحوا مساهمين منتظمين في الموقع. ولكن الشقاقي تضيف "آمل في توسيع هذا الأمر أكثر من مجرد تدريب صحافيينا وهو تدريب الناس في مراحل تعليمية مبكرة على الكتابة الصحافية الإيجابية".