جراح مصري يحوّل شغفه بالأخشاب الى شركة ناشئة
"أمتلك هذا الشغف بالأخشاب منذ الصغر، وقد بدأت تأسيس مشاريع صغيرة باستخدام الأخشاب منذ أن كان عمري 7 سنوات"، يقول شهير ميخائيل، جراح عظم مصري ويملك شركته الخاصة - "جزوارين" Gazwareen - لتصنيع الأثاث الخشبي يدوي الصنع.
يُصمم ميخائيل الأثاث الخشبي، ويُصنعه بيديه مستخدما قطع الأخشاب الطافية (المتناثرة من السُفُن القديمة والأشجار الشاطئية التي جرفتها الأمواج الى شاطئ البحر). ويبحث ميخائيل عن الأخشاب الجيدة في سواحل مصر الشمالية، ثم يقوم بتخزينها لمدة تتراوح بين شهرين وعدة سنوات، قبل أن يقوم بإعادة إستخدامها وتحويلها الى قطع أثاث فنية.
ويتحدث ميخائيل بحماسة، "تحكي كل قطعة من الأخشاب تاريخاً طويلاً، وتأتي من مكان بعيد. إنني أصنع أثاث خشبي جديد من أخشاب قديمة ما يعطيه مظهراً فريداً، وطبيعياً".
يُستوحى الإسم "جزوارين" بالأساس من إسم واحدة من فصائل الأشجار المحلية المنتشرة في جميع أنحاء مصر، والتي تتميز بأخشابها الصلبة، عالية الجودة، ويستخدمها في أغلب مشاريعه.
تعلّم صانع الأخشاب، ميخائيل، معظم مهاراته من والده، الذي كان يمارس الطب هو أيضاً، في سن صغيرة. أسس والده ورشة عمل صغيرة للأعمال الخشبية في منزل الأسرة بمنطقة العجمي، بمدينة الإسكندرية، ولا يزال ميخائيل يستخدمها ذاتها. و يقول واصفا نشأته، " لقد نشأت في بيئة مليئة بالأخشاب، وعشت بالقرب من البحر".
يتخذ ما يفعله ميخائيل في شركته أحد أشكال إعادة التدوير بطريقة فنية، ولكن فكرة تحويل ذلك الى مجال عمل راودته فقط منذ 8 سنوات، عندما عرض عليه أحد أصدقائه أن يضع منتجاته الخشبية بين المعروضات في معرض فني للوحاته. حقق المعرض نجاحا، ويقول ميخائيل "إزدادت ثقتي، وقررت تحويل تلك الهواية الى شركة".
تزدهر "جزوارين" الآن، وتمتلك قائمة من طلبات الأثاث التي تنتظر التنفيذ، مما دفع ميخائيل الى توظيف أحد أصدقائه. وتُباع منتجات "جزوارن" عبر موقع الشركة على الإنترنت، وعبر صفحة على فيسبوك، وكذلك عبر أحد معارض بيع القطع الفنية، الذي يملكه أحد أصدقائه في حي الزمالك، في القاهرة.
ليس الأمر سهل ومُسلي دائماً، يستهلك ميخائيل الكثير من الوقت والجهد للمحافظة على إستمرارية العمل، حيث أن المواد الخام لمنتجاته ليست متوفرة في الأسواق. ويُشكل جمع الأخشاب الطافية عملا مرهقا، بطيئا وأحيانا خطيرا، حيث يتم أثناء أو بعد العواصف مباشرة. ولا يتوقف الأمر هنا، "تنظيف الأخشاب، تخزينها، والحفاظ على طبيعتها يحتاج الى قدر هائل من الجهد"، يضيف ميخائيل.
ويقول ميخائيل، "أعتقد أن الإنجاز الذي أشعر بالفخر تجاهه، هو أنه على الرغم من كوني طبيب من عائلة من الأطباء، لقد جمعت الشجاعة الكافية لخوض مثل هذا المجال، وخصصت الوقت والجهد له". في المستقبل، يتطلع ميخائيل الى التعاون مع فنانين آخرين يعملون بمواد أخرى مثل السيراميك، المعدن والدهانات. كما يتطلع الى التوسع دوليا، وإن كان لا يرى الأمر عاجلا.