أربع نصائح من مؤسسة سعودية لإنشاء وكالة مبادرات إبداعية
كيف يمكن للمرء بناء وكالة إبداعية ناجحة متكاملة الخدمات في المملكة العربية السعودية؟ الإجابة بسيطة، وإن لم تكن بالضرورة سهلة التنفيذ، على حدّ تعبير ديانا حاسي، مؤسسة ومديرة إدارة "روبيكس لابز" Rubix Labs في جدة، ألا وهي: بناء فريق عمل رائع قبل أي شيء آخر.
قبل أن تجد أول زبائن لها حتى، أجرت مكالمات عبر "سكايب" Skype ووظّفت أول الموظفين للقيام بالأعمال المتوقعة، إيماناً منها بأن الأمور ستسير على خير ما يرام. ومع نمو وكالتها التي توسّعت لتغطي ليس كافة الخدمات التقليدية للوكالة الإبداعية فحسب، بل لتشمل أيضاً استراتيجيات وسائل التواصل الاجتماعي وخدمات المواقع الإلكترونية، كما أنها ضاعفت فريق عملها بأربع مرات في غضون سنتين لإنجاز العمل المتنامي – وقد تمسكت هي وفريق عملها بالذهنية المنطقية والدقيقة عينها، والتي تتناقض مع تربيتها اللبنانية-الألمانية وأسلوب العمل "الألماني جداً". فتقول: "ما أبحث عنه في المرشحين أولاً وقبل كل شيء هو الموهبة/القدرات والالتزام، ومن ثم الشخصية، سواء في مجال التصميم/الإبداع أو وضع استراتيجيات التواصل أو خدمة الزبائن".
بعد الموهبة والقدرات – وهي شرط بديهي يجب أن يتمتع به كل موظف جديد توظفه الشركة – يأتي الالتزام وهو مهم بشكل خاص بما أنّ أغلبية المرشحين المؤهلين لتبوؤ مناصب في "روبيكس" هم أجانب يجب إقناعهم بالانتقال إلى المملكة. وتقول حاسي في هذا الخصوص: "خلال المقابلات التي أجريها، أحرص على سؤال المرشحين عن أهدافهم الشخصية [من حيث] تجميع المال والتّنعم بحياة مستقرة أو إذا كانوا يبحثون عن خوض تجربة أكثر مغامرة في شركة ناشئة. وحين أجد الشخص المناسب، أتناقش مع المسؤول عن الشؤون المالية لنقدّم للمرشّح أعلى راتب/عرض" تتناسب مع "القيود اللوجستية" الكثيرة التي يواجهها حكماً الاجانب العاملين في السعودية. لكنّ جعل الأعضاء الجدد في الفريق يشعرون أننا نهتم لأمرهم أمر استحق العناء في "روبيكس". وتضيف: "أستطيع القول وفقاً لخبرتي إن هذه المرحلة تفي بالغرض دائماً."
وأخيراً، يشكل العثور على المرشحين المناسبين الذين ينسجمون مع ثقافة الفريق الجانب الالهامي الأخير في عملية التوظيف التي تتبعها حاسي. فتقول: "نحن نبحث عن مرشحين مرحين وودودين ومتعاطفين يضفون جواً من المرح على الوكالة. ونتوقع من الموظفين أن يرغبوا في التواجد بيننا، وهذا هو العنصر الأساسي لضمان النجاح والتقيد بالمواعيد النهائية المرهقة والمحمومة يطغى عليه جو من الفرح والمرح في المكتب."
قد تصفونها بالخطوة الجريئة أن يقوم أحدهم بتأليف فريق عمل قبل أن يعرف كيف سيدفع رواتبهم – أو حتى ما إذا كان سيتمكن من ذلك. لكنّ حاسي لم تبدأ من الصفر. فهي تقول: "عندما أطلقنا الوكالة في البداية لم يكن لدينا قاعدة زبائن. لكنّني كنت أعمل في هذا المجال منذ سبع سنوات [في دبي، مع "ياهو!" و"مكتوب" ] بحلول الوقت الذي أطلقت فيه "روبيكس"، لذا فإن أشخاصاً كثر كانوا يعرفونني ويريدون العمل معي أو تعريف زملائهم إليّ."
بالإضافة إلى ذلك، علمت حاسي أن وكالة مثل "روبيكس" ستسدّ فجوة في السوق. إذ عندما انتقل زوجها إلى المملكة العربية السعودية في العام 2009، لاحظت من خلال خبرتها الواسعة في هذا المجال أنّ "ثمة زبائن غير راضين عن نوعية الأفكار الإبداعية المتوفرة وطريقة تنفيذ المشاريع. وهذا ما أطلق أول شرارة في ذهني لتأسيس "روبيكس لابز"".
كما تشير حاسي إلى أن ما يميز "روبيكس لابز" ليس اتساع نطاق الخدمات التي تُقدمها فحسب. "يعود الفضل الكبير إلى المدير الإبداعي أحمد كمون الذي ساعدنا في وضع استراتيجية الوكالة فضلاً عن إنتاج عمل ذي جودة عالية يكون مصدر افتخار للزبائن أمام زملائهم. بالإضافة إلى أن انتشار صيت أعمال "روبيكس" كان عنصراً أساسياً لجذب زبائن مهمين. إذ إنه حين أصبح "ليبتون" Lipton (شركة تابعة لـ "يونيليفر" Unilever) زبوناً، أوصى فريق "ليبتون" ماركة الأغذية المعلبة "كنور" Knorr (وهي ماركة أخرى تابعة لـ "يونيليفر") بـ"روبيكس"، وبدورها أوصت "كنور" بالشركة إلى ماركة أخرى من ماركات "يونيليفر"، وهي ماركة مزيل الرائحة "أكس" Axe.
منذ إنطلاق "روبيكس"، لم يقتصر الزبائن على السعودية فحسب، بل هي تشمل دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان. فضلاً عن الاستمرار في استهداف المنطقة ككل، تبدو حاسي متفائلة بالنسبة إلى المستقبل القريب، إذ تعلن: "أريد أن أنمي شركتي بشكل مستمر. إنّ التعامل مع 22 موظفاً ليس كافياً بالنسبة إلي.ّ فأنا أتصور أن تصبح "روبيكس" رائدةً في السوق من حيث الأفكار في آخر صيحات التكنولوجيا الرقمية ومزدهرةً في تطوير الويب ووسائل التواصل الاجتماعية".