كيف يمكن لرواد الأعمال تحفيز التغيير نحو مجتمعات أكثر صحية؟
ركّزت ورش عمل ونقاشات "أسبوع ريادة الأعمال الاجتماعية" SOCENT 2014 في دبي الأسبوع الماضي، على كل المواضيع المتعلٌّقة "بفعل الخير" من المسؤولية الاجتماعية الى التصميم من أجل قضية اجتماعية.
كما ونظّم الأسبوع "جائزة هالت 2014" لأفضل فريق يقدّم حلاً في مجال الرعاية الصحية، ويذهب الرابح الى نيويورك ليشارك بالمنافسة الدولية للحصول على مليون دولار من الأموال التأسيسية والارشاد من مجتمع الأعمال الدولي.
ولم يختر المنظمون المواضيع من باب الصدفة لا بل هي متابعة للمواضيع التي تمّ تناولها في فعالية العام الماضي بالاضافة الى أنها "ثمرة النزعات واهتمامات المجتمع" بحسب فيريشتيه أمارشي احدى مؤسسات الأسبوع الخمس. وتعتبر أن مهمّة هذه الفعالية هي بناء مجتمع لرواد الأعمال الاجتماعيين، ليكون "مرناً يواجه التقلّبات ويثابر". نريد أن نكون "المنصة التي تجمع هذا المجتمع ليتواصل ويكتشف كل الفرص المتاحه،" تقول أمارشي.
وفي اطار جلسة نقاش حول "المجتمعات الصحية"، أرادت تشجيع رواد الأعمال الاجتماعيين على أن يصبحوا عناصر ناشطة للتغيير في مجالات أساسية كالرعاية الصحية والبيئة، توصل المتحدثون الى انه "صحيح اننا نعيش في مجتمع يمكن وصفه بالصحي في دبي، الا أنه ليس الأفضل لا بل يحتاج الى التطوير والتغيير".
لا شكّ أن هذا الموضوع بغاية الأهمية في بلد اعتاد الناس على أن "يهتمّوا بأفضل مطعم، وأفضل "بيتزا" وأفضل "بيرجر"، لا أن يهتمّوا بأفضل العادات الغذائية وباعادة التدوير"، قالت تاتيانا أبيلا، المؤسسة الشريكة لموقع الأخبار البيئية "جومبوك" Goumbook التي حاورت باميلا ويلسون مؤسسة منصة أخصائيي الرعاية الصحية "صلة"، وستيورت فليمنيغ المؤسس الشريك لشركة إعادة تدوير النفايات الالكترونية "إنفيروسيرف" Enviroserve، ونيخيل عيداني من شركة الاستشارات "بوز أند كو" Booz & CO والمهندس المعماري إمانويلي ماتوتيني، مؤسس شركة الهندسة المعمارية الصديقة للبيئة "ليب"Leap .
وفي قاعة تعجّ بمشاركين يستمتعون بالنقاش وبتناول "البطاطا المقلية" من دون زيت والعصير العضوي، اتّفق المتحدثون على أهمية تغيير المناهج التعليمية وتطويرها من أجل توعية الأجيال على المسؤولية الاجتماعية. وهنا لكلّ من المتحدثين تجربته: فليمينغ اعتبر أنه من الخطأ الرضوخ لمطالب الأولاد بتحديث أجهزتهم الالكترونية بشكل متواصل، في حين ماتوتيني يدعو الى تشجيع النشاطات الخارجية كالمشي وركوب الدراجات، وعيداني يشدد على أنه من الضروري تغيير البنى التحتية في المدارس.
واعتبر المتحدثون أنه في خضم القضايا الكثيرة التي يجب معالجتها في مجال الصحة والبيئة، لا بدّ من التركيز على قضية واحدة وتطويرها.
وتبقى مسؤولية الشركات الكبرى في بناء مجتمعات صحية كبيرة ومهمة. ويتحدث فليمينغ عن كميات "الهدر" و"الافراط" لدى هذا النوع من الشركات. "على سبيل المثال، أملك كميّات هائلة من التلفزيونات والكاميرات التي ما زالت بحالة جيدة، ولكن لا أستطيع بيعها أو منحها لجمعيات خيرية لأن الشركات تريد إعادة تأهيلها والتخلّص منها لأنها كانت معروضة في المتاجر أو صالات العرض." ليضيف "هذا أمر غير مقبول. عوضاً عن تحقيق الأرباح "الضخمة" تستطيع الشركات تحقيق أرباح منطقية والتمتع بمسوؤلية اجتماعية في الوقت ذاته."
خلال هذه الجلسة الحوارية، تمّ التطرق الى المشاكل والحلول أيضاً. وقالت أبيلا في هذا الاطار أن "معظم الأفراد كسولين ويحتاجون الى خدمة سهلة ليعتنقوا التغيير".
الا أن "أسبوع رواد
الأعمال" لا يكتفي بعرض الأفكار فحسب لا بل يسعى الى تقديم حلول
ملموسة وواقعية من خلال تنظيم ورش عمل بالتعاون مع شركة "سي 3" C3 التي تعنى
بالمشاريع الاجتماعية والتي تتخذ من دبي مقراً لها. وأطلعتنا ميديا
نوسنتيني، مؤسسة "سي 3" ومؤسسة شريكة في SOCENT أن ورش العمل تجذب
الجميع ولكن بشكل أساسي المتطوعين والطلاب ورواد الأعمال المهتمّين في
المجال الاجتماعي. ويبقى الهدف منها "زيادة الوعي والتشديد على أن
المشاريع الاجتماعية هي منتجات قابلة للنمو".