ما العناصر الضرورية لإنجاح شركتك الناشئة؟
كيف يمكن للخيارات التجارية أن تحقق أرباحاً كثيرة وتأثيراً اجتماعيا كبيراً ضمن ثقافة استهلاك تتغيّر بشكل سريع؟ ما هي المقاييس المناسبة للمشاريع الناجحة؟ ما هي مسؤولياتنا الاجتماعية والأخلاقية تجاه السكان المحرومين؟
هذه بعض من الأسئلة الاستراتيجية التي طرحت خلال مؤتمر وارتن الثالث للشرق الأوسط وشمال افريقيا الذي نظّم في 12 نيسان/ أبريل 2014 في حرم كلية "وارتن" في جامعة بنسيلفانيا.
ركّز المؤتمر الذي استمر يوماً كاملاً على "إطلاق إمكانيات المنطقة" من خلال جمع اللاعبين الرائدين في العالم العربي من أجل مناقشة بيئة الأعمال المتسارعة التغيير.
وقدم المشاركون في الجلسات تباعاً مبادرات ومقاربات جديدة للرساميل المخاطرة والاستثمار المؤثر والأسهم الخاصة والريادة، بينما عالج آخرون الخصخصة والسياسات والسياسات التجارية والبنية التحتية والتعليم.
وركّز ناصف ساويريس الرئيس التنفيذي لـOCI N.V والدكتور فريدي سي باز، المدير العام ومسؤول التمويل ومدير الاستراتيجية في بنك عودة، في خطابين مهمين، على الحاجة إلى استغلال الفرص والمخاطرة من أجل تحقيق أرباح كبيرة مع إتاحة الوقت لتحقيق عائدات.
ورغم الاضطرابات التي شهدتها مصر في السنوات الثلاثة الأخيرة، تطوّر عودة هناك وحافظ حتى على عملياته في سوريا بينما معمل الاسمنت التابع لـOCI لا يزال يعمل في حلب إلى اليوم، حتى لو بـ30% من قدرته. وشجّع اللاعبان على الالتزام بمسؤولية الشركات كممارسة جيدة تحقق عائدات مالية بدلاً من الاكتفاء بالخطوات الجديرة بالثناء.
وعلى الرغم من أن عدم الاستقرار السياسي الحالي وغياب إطار العمل القانوني يمكن أن يكونا عقبات بالنسبة للكثير من المستثمرين، إلاّ أن إنجازات ريم مسعد تذكّرنا بأن التغيير رغم بطئه، ممكن عبر المثابرة والجهد. فقد افتتحت آلاف الوظائف أمام النساء السعوديات في السنوات الخمسة الماضية وحصلت الكثير منهن على أجور متساوية لنظرائهن الذكور. وأكدت أسعد، وهي مستشارة مالية سعودية، بأن التغيير الاقتصادي يؤدي إلى تغيير اجتماعي، وبرهن عدد المشاركين في الجلسات عن الزيادة المتنامية في وجود الرياديات النساء في الشرق الأوسط وشمال افريقيا، نظراً إلى المرونة في ساعات العمل وموقع المجال الرقمي.
وعلى الرغم من أن الولوج إلى التكنولوجيا لم يعد حكراً على جيل معيّن من المستهلكين العرب، إلاّ أن طريقة استخدام التكنولوجيا لاتخاذ قرارات الشراء يمكن أن تتنوّع بشكل واسع. وكشف جو سعدي، الشريك الرفيع المستوى والمدير الإداري لـ Strategy &'s Middle East business، بأن المستهلكين يبتعدون سريعاً عن الإعلام الشعبي ويتجهون بشكل متزايد نحو الموارد الإلكترونية. ولكن المعلنين كانوا بطيئين في التقاط هذا التوجّه، فـ62% من الإعلانات في الشرق الاوسط وشمال افريقيا تذهب إلى الإعلام الشعبي مقارنة بـ10% إلى الموارد الرقمية. ويشير سعدي إلى أن السياسات التي تسهّل الدفع على الإنترنت والتوصيل يمكن أن تساعد الشركة والحكومة في الوقت نفسه على إطلاق العنان لإمكانيات زبائن التجارة الإلكترونية.
في المقابل، ينصح المستثمرون الشركات الناشئة بالعثور على حاجة في السوق وتلبيتها بشكل خلاّق. وفي حين رأى خالد تلحوني من صندوق "ومضة كابيتال" حاجة إلى مقاربة إقليمية أكثر منها مقاربة خاصة بكل دولة على حدة، ركّز شايان حبيب من "آيديافلوبرز" Ideavelopers، على أهمية أفكار الشركات المصممة على قياس الحاجات المحلية، ورأت حنان عبد المجيد من "كاميلايزر" kamelizer، مصر والسعودية والإمارات كأسواق أساسية، مشيرة إلى الإمكانية الهائلة في سوق تطبيقات المحمول في ظل وجود 200 مليون مستخدم إقليمي للمحمول.
ولفت حبيب وكون أودونيل من مؤسسة "هنداوي" (الذي تحدث خلال جلسة لرواد الأعمال) إلى أمثلة عن مشاريع ناجحة استجابت لحاجات تخص موقعاً محدداً، وشجّعا الرواد على تحديد مشاكل محلية خاصة جداً وتصوّر حلول غير تقليدية. وحذر حبيب من ارتكاب الخطأ الشائع الذي يقوم على نشخ مشاريع ناجحة في الخارج من دون تعديلها محليًّا.
وأشار المشاركون في الجلسات بكثرة إلى الحاجة إلى تقديم خدمات تعليمية وخدمات رعاية صحية أفضل. ودعا الدكتور شريف كامل من الجامعة الأميركية في القاهرة وصلاح خالد من وقف الاسكندرية والدكتور صفوان مصري من مركز كولومبيا العالمي، طلاب "وارتن" والمشاركين إلى توحيد جهودهم والقيام بالمزيد لمجتمعاتهم عبر تطوير المهارات التي تستجيب لحاجات السوق.
كانت المنظمات الخيرية موجودة أيضاً لإظهار دورها في تطوير مهنيين من أصحاب المهارات للسوق وفي تشجيع المغتربين العرب. ووصفت منى موافي عملها مع Rise Egypt، التي توجّه الموارد العالمية إلى بناء القدرات، بأنه استراتيجية للاستثمار العالي التأثير، مشددة على أن الاعتماد على البيانات أمر ضروري لتعزيز ثقة المستثمر.
خلص المشاركون إلى أن استقرار منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتحسّنها وانتعاشها هي مسؤولية اللاعبين الاقتصاديين جميعاً. وعلى القطاع الخاص أن ينشر الرساميل بشكل استراتيجي من أجل تعبئة تغيير فعال. والفرص موجودة للمستعدين لمعالجة مشاكل حقيقية عبر حلول خلاقة. وفهم حاجات الجيل التالي وتلبيتها ستكون المفتاح لإطلاق إمكانيات المنطقة.