من الرواد إلى الرواد: محامون يدعمون الشركات الناشئة في مصر
تعتبر الإجراءات القانونية لتأسيس شركة ناشئة أول وأهم الخطوات التي تواجه رواد الأعمال. ولعل القطاع الريادي يفتقر إلى شركة محاماة متخصصة في تلبيةاحتياجات الشركات التي تخطو أولى خطواتها نحو خلق كيانات قوامها سليم قانونًا.
من هذا المنطلق، قرّر شريف حفني مؤسِس شركة "ليفاري"Levari للخدمات القانونية، تكريس جزء من شركته لمساندة رواد الأعمال، فيما يتعلق بالإجراءات القانونية اللازمة لتأسيس شركاتهم، وتقديم الاستشارات القانونية.
حفني رائد أعمال مصري، نشأ في بريطانيا، وحصل على مرتبة الشرف في إدارة الأعمال من كلية الحقوق في جامعة "نورثهامبتون" Northampton، ثم حصل على شهادة في القانون من جامعة اكسفورد. وقد عمل حفني كمحامي في بريطانيا طيلة 5 سنوات، ثم مع منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة في جنيف. ثم انتقل مع مكتب "كرويل آند مورينج Crowell & Moring" الدولي للمحاماة والاستشارات القانونية، إلى مصر.
وبعد دراسة واحتكاك مباشر بالسوق المصرية لمس نقصًا واضحًا في جودة الخدمات القانونية المطروحة للشركات الناشئة في مصر، فقرر تأسيس "ليفاري" لسد الثغرة.
دشنت "ليفاري" خدماتها في نوفمبر /تشرين الثاني من عام 2012، بالشراكة مع "بيتمانس"Pitmans، وهي شركة دولية للمحاماة والخدمات القانونية، معنية بخدمات الشركات، وتتخذ من بريطانيا مركزًا رئيسًا لها.
أتاحت تلك الشراكة الفرصة لـ"ليفاري" أن تخدم القطاع الريادي المصري محليًا ودوليًا (من خلال الشريك البريطاني)، ما يعد الرياديين بمستقبل أكثر أمانا لشركاتهم إذا قرروا التوسع بمنتجاتهم أو خدماتهم عالميًا.
وبما أن حفني في الأساس محامِ متخصص في دمج الشركات وصياغة عقود الاستثمار، يتيح مكتبه تشبيك الرواد مع مستثمرين دوليين. وفي حالات الشراكة الأجنبية تؤمّن "ليفاري" عقود شراكة خاضعة للقانون البريطاني، الذي يراه حفني: "أكثر قدرة من القانون المصري على حماية حقوق أطراف العقد كافة".
كما ويُطلع حفني الرواد على تجارب عالمية ناجحة وفاشلة، ويتيح لهم عنصر التشبيك مع أصحابها لتفتيح مداركهم وتوسيع حيز خبراتهم.
يدرك حفني أن مشوار الريادة في بدايته غالبًا ما يرتبط بنقص في الموارد المالية. "يمكن لرائد الأعمال الاتصال بـ"ليفاري" وحجز ساعة مجانية، لشرح وضع شركته القانوني، والمعوقات القانونية التي تواجهه، لأقوم بمناقشته في سبل الوصول إلى حلول جذرية للمشكلة، ومساندته في تنفيذها على الأرض، مقابل 50% خصم عن أسعار الخدمات ذاتها بالسوق المحلية، مع إمكانية السداد على أقساط شهرية".
ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد، بل بإمكان رائد الأعمال الحصول على أي استشارة قانونية، بعد التأسيس أو قبله، عبر الهاتف ما أكدّه رواد استفادوا من خدمات "ليفاري" عبر مكالمات هاتفية ومراسلات الكترونية. ومنهم "المصنع"ElMasna3 لإنتاج المحتوى وإدارة التسويق على منصات التواصل الإجتماعي، و"أوفرنا"Offerna، موقع التخفيضات الجماعية على الإنترنت، و"اينودوز"Enodos، شركة الاستشارات الإدارية تحليل بيانات الأعمال.
وأشار أحمد عارف مؤسس "أوبورتيون" أن خدمات "ليفاري" القانونية، ساهمت في إبرام عقود تجارية ناجحة لمنتجه Fresh Buzz. أما عبد الله عسل، مؤسس "أوفرنا"، فيعول، حسب إفادته، على توفر نماذج عمل دولية لدى "ليفاري" قد تسهم في خططه التوسعية مستقبلًا.
ولضمان الانخراط مع المجتمع الريادي المصري، تتواجد ممثلة شركة "ليفاري" بمقر مسرّعة الأعمال "فلات6لابز" Flat6Labs في القاهرة، 4 أيام إسبوعيًا، لمساندة الرواد مجانًا.
كما تعمد "ليفاري" استئجار مساحة عمل في المجمع الريادي "ذا جريك كامبس"The Greek Campus، والذي يضم حاليًا71 شركة ناشئة.
هذا فيما لم يزل حفني متحفظًا في عدد الشركات الناشئة التي يستقبل طلبات الاستشارات منها شهريًا، فهي تتراوح من 5 إلى 10 شركات فقط. يبرر حفني ذلك قائلًا: "أوُلي الكثير من الاهتمام لجودة الخدمة وقيمة الوقت، ولكي أتمكن من مساندة رواد الأعمال بكفاءة أرى التركيز والنجاح مع عدد محدود أفضل للطرفين".
ومن واقع تجربته مع رواد الأعمال خلال العاميّن الماضييّن، لمس حفني بعض التوجهات الخاطئة، منها:
-
"لا تفترض طلبات المستثمر المحتمل وتبدأ العمل عليها قبل وجوده فعليّا، فلكل مستثمر خطة ورؤية وطموحات تختلف عن الآخر."
-
"لا تبدأ مشروعك بأكثر من إمكانياتك، فقد تستغرق أكثر مما تتوقع للعثور على الممول المرتقب."
-
"لتأسيس شركة ناشئة عليك الاستعانة بمراجع حسابات ومحامي، حتى لا تعرقلك مشاكل ورقية في المستقبل".
ويؤكد حفني أنه من منطلق عمله المباشر مع المستثمرين داخل وخارج مصر، فهو لا ينصح عميله أبدًا بتمويل مشروع غير مكتمل الأركان من الناحية القانونية أو المحاسبية. ويأخذ حفني على بعض مكاتب المحاماة والشركات القانونية في مصر: "عدم توضيح الرؤى القانونية بما يكفي لرواد الأعمال".
لتلك الأسباب، تعتمد "ليفاري" على نشاطاتها القانونية التقليدية في مصر وخارجها، لتحقيق العوائد، بما أن خط خدمات القطاع الريادي لا يقوم على أساس ربحي.
ويدعو حفني شركات المحاماة الكبرى في مصر، إلى دخول القطاع الريادي بقوة، لتلبية احتياجاته ومساندة الرواد، واصفًا الشركات الناشئة بأنها: "المخرج الآمن للإقتصاد المصري من كبوته الراهنة".