لمَ اختار موقع إخباري تركي إطلاق نسخته العربية من بيروت؟
مكاتب Haberler.com في إسطنبول
بحلول نهاية العام 2015، ستصبح بيروت موطناً لبوابة إخبارية أخرى في المنطقة العربية، أو تلك هي الخطة المقررة على الأقل للمنصة الإخبارية التركية الناجحة "هابرلر" haberler.com.
يغطي الموقع المجاني أخباراً متنوعة، من الاقتصاد إلى المسلسلات، وهو متوفّر على الإنترنت منذ سبع سنوات. ويقول أكرم تيمور، المدير العام للشركة المالكة للموقع "يني ميديا" Yeni Media، إنهم طوال هذه المدة، شهدوا النمو يتضاعف سنة بعد سنة. ووفقاً لهم، هذا الموقع هو ثالث موقع إخباري في البلاد من حيث عدد الزيارات التي بلغت حوالي 2.6 مليون زائر يومياً.
ويقول صادق يلدز، الرئيس التنفيذي لـ"مجموعة سينا" SENA Group Inc.، الشركة الأم التي تشرف على "يني ميديا": "لدى الشرق الأوسط إمكانات أكبر بالنسبة إلينا. نرى عدد السكان يتزايد [...] والاقتصادات تشهد نمواً مضطرداً والإقبال مرتفع على الانترنت". ورغبة من يلدز في الاستفادة من المبادرات الدولية التي تسعى إلى الاندماج الإقليمي من حيث الاستثمار، مثل المبادرات النابعة من الولايات المتحدة والبنك الدولي، يقول إنّ تحفيز القطاع الخاصّ على تحويل انتباهه إلى مناطق أخرى كان عاملاً مهماً بالنسبة إليهم.
يعمل موقع "هابرلر" من إسطنبول، وكلمة "هابرلر" تعني "أخبار" بكلّ بساطة. يجمع الموقع محتواه من وكالات إخبارية، بينما يقوم فريق من المترجمين والمحررين بتحريرها بأسلوبهم. يدّعي صادق أنّه ما من موقع يقدّم أخباراً مماثلة مباشرةً من الوكالات: "نحن نعتقد أنّ لدى بوابة إخبارية من هذا النوع فرصة كبيرة في الشرق الأوسط."
المقرّ بيروت
أخبر القائمون على الموقع "ومضة" أنّ قرار جعل بيروت مقراً لنسخة الموقع العربية بالكامل يعود إلى قرب العاصمة اللبنانية من تركيا (لا تبعد بيروت عن إسطنبول إلا ساعتين بالطائرة)، ويعتقدون أنّه سيكون من الأسهل العثور على الموظفين فيها. ولكن، من الواضح أنّه لاختيار الشريك علاقة كبيرة بهذا الخيار، وعلى الرغم من التوترات التي يشهدها لبنان من وقت إلى آخر، ما زال يُنظر إلى البلاد على أنها أكثر حرية بالمقارنة مع دول الخليج من حيث وسائل الإعلام.
يقول يلدز: "شكّل لنا التعميم 331 الصادر عن مصرف لبنان دافعاً قوياً لنستثمر في لبنان. نحن نتطلع إلى الحصول على ما يصل إلى 10 ملايين دولار من شركة رأسمال استثماري لبنانية، وسوف نستثمر نحن بأنفسنا حوالى مليونيْ دولار أيضاً". وقد حرص العم يلدز وابن أخيه تيمور على أن يضيفا أنهما لم يتلقّيا حتى الآن أي تمويل خارجي للموقع أو موقعهم الآخر الخاص برصد الأخبار، "هاربميتر" habermetre.com. ويقول ويلدز: "هذا التمويل سينصبّ بالنسبة إلينا بتنمية عملنا وتوسيعه".
وبصرف النظر عن أنّ الوضع الأمني في لبنان والمنطقة ككلّ يشكّل موضع قلق، لم يواجه الموقع أي تحديات فعلية حتى الآن، وفقاً ليلدز. ولكن، ماذا عن المنافسة؟ في بلد يضمّ أكثر من 30 موقعاً إخبارياً قائماً، معظمها باللغة العربية، ستكون المنافسة قاسية جداً على فريق "يني ميديا". ويقول يلدز: "لدينا خبرة تقنية قوية جداً"، مضيفاً أنّ اعتمادهم على موظفين بدوام كامل يعملون من مقر الشركة وضعهم في صفوف المنافسين الأمامية في تركيا: "نحن واثقون من أننا سنحقق ذلك في العالم العربي أيضاً".
10 أقسام أساسية تغطي حوالي 50 مواضيع من المشاهير إلى
السياسة
عنصر جديد على الساحة
وبصرف النظر عن استيراد المسلسلات الدرامية التي تتمحور حول الحقبة العثمانية، تشكّل البوابة الإخبارية التركية هذه خطوةً جديدة. فحتى الآن، كان الأمر يتعلق بالطعام، فـ "ييميكسيبيتي" Yemeksepeti شركة تركية رائدة في توصيل الطعام عبر الانترنت تجتاح المنطقة بسلاسة داخلةً بلد تلو الآخر منذ العام 2012، عندما حصلت على جرعة نقدية بقيمة 44 مليون دولار من شركة أسهم خاصة في الولايات المتحدة.
وقد تضمّنت المنصات الناجحة من خارج العالم العربي انطلاق "لينكد إن" LinkedIn باللغة العربية للمرة الأولى في شهر فبراير/شباط، كما يُفترض أن يصبح موقع "هافنجتون بوست" Huffington Post متوفراً باللغة العربية في وقت ما من هذا العام.