دمى لبنانية تسعى لتعكس صورة أكثر واقعية للجسم بحسب كلّ سوق
"ماي دول أند مي" تصنع الدمى بطريقةٍ تشبه السوق التي تستهدفها. (الصورة من My Doll and Me)
قبل أن تطغى شاشات اللمس وألعاب الواقع الافتراضي وألعاب الأجهزة على ترفيه الأطفال بوقتٍ طويل، كانت الدمى وحدها تسود عالم الخيال.
لقد عادَت هذه الدمى لتظهر مجدّداً مع شركاتٍ ناشئةٍ، مثل "دمية" Dumya و"ثيرادولز" Theradolls، تركّز على إعادة إحياء التجربة المتعلّقة بالدمى من أجل إحداث تغييرٍ في حياة الأطفال بطريقةٍ أو بأخرى.
إلا أنّ شركة الدمى اللبنانية "ماي دول أند مي" My Doll and Me تعتقد أنّ لديها الحلّ المثالي لإضفاء طابعٍ عربيّ على دمى تبدو بصحةٍ جيّدة، وأنّها ستنشر "ثقافةً من شأنها تعزيز قوّة الفتيات الصغيرات في المنطقة"، وفقاً للمؤسِّسة الشريكة لميس جوجو التي التقتها "ومضة" لمناقشة مفهوم الشركة والتحدّيات التي تواجهها ونجاحاتها.
"ومضة": ما هي الفكرة وراء شركة ‘ماي دول أند مي‘؟
لميس جوجو: نحن نعيد إحياء موضة الدمى. كما تعلمون، إنّ موضة وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الافتراضية هي التي تسود اليوم، ولذلك رغبنا في إعادة موضة اللعب بالدمى. إلّا أنّ دمانا ليست شقراء وليس لها عيونٌ زرقاء وجسم مثالي، فتلك الدمى تضع معايير عاليةً على الفتيات الارتقاء لها وتتسبّب لهنّ بمشاكل في الطريقة التي ينظرن بها إلى أجسامهنّ. ولذا، بدلًا من ذلك، فنحن نركّز على تعزيز قوّة الفتيات.
"ومضة": ما هي المزايا التي أرادت الشركة للدمى أن تعكسها؟
جوجو: إنّ الميزة الأهمّ التي بحثنا عنها هي الفتاة البريئة وطبيعية المظهر التي يتراوح عمرها بين ثمانية وعشرأعوام؛ فتاةٌ لا تضع مكياجاً ولا تملك جسم عارضات الأزياء. وأردنا أيضاً أن تبدو الدمى كالفتيات اللبنانيات العاديات وليس كفتيات أميركا أو الغرب، فهذه [الدمى] تباع في السوق اللبنانية. وقرّرنا أنّه كلّما ندخل فيها سوقاً جديدةً، سنعدّل في ملامح الدمى لتتناسب مع الدولة التي نستهدفها.
"ومضة": هل اعتمدَت الشركة على التمويل الذاتي؟ وإن كان الأمر كذلك، كم بلغ الاستثمار الأوّل؟
جوجو: نعم، اعتمدنا على التمويل الذاتي. فقد استخدمنا أرباح شركةٍ تعليميةٍ ترفيهية كنّا قد أطلقناها سابقاً في العام 2005 (‘فريزي‘ Frizzy)، لتأمين استثمارٍ بقيمة 500 ألف دولار أميركي. وخصّصت الأموال لتغطية الإيجارات والتصميم والتصنيع والشحن.
"ومضة": متى تمّ تصنيع مجموعة الدمى الأولى؟
جوجو: في نهاية عام 2012. راودتنا الفكرة عام 2010، إلا أنّه تحتّم علينا أن نحصل على نماذج من مصانع مختلفة في الصين. وعملنا على ذلك على مدار سنة حتى [توصّلنا] إلى أفضل الملامح للدمى. وضمّت المجموعة الأولى حوالى 2000 دمية.
"ومضة": ما هي التحديات التي واجهتماها؟
جوجو: واجهنا تحدّياتٍ عدّة من حيث تصنيع الدمى. فالصين بعيدة، وكان السفر إليها ثمّ العودة عدّة مرّات أمراً متعباً. ورجال الأعمال الصينيون ليسوا مثلنا، فإلى جانب عائق اللغة، كان لديهم رؤياهم الخاصّة بشأن الأمر. فهم قادرون على أداء أيّ مهمة تطلبها منهم، غير أنهم قد يقدّمون لك نوعية سيئة جداً إذا لم تصرّ على توقيع عقدٍ معهم. وقد يمنحون مفهومك لأيّ شخصٍ يطلبه منهم ما لم تكن تمتلك حقوق النشر. فإذا ذهبتَ إلى الصين وقلت لهم: ‘أريد مفهوماً يشبه تماماً مفهوم ‘ماي دول أند مي‘، سيقومون بذلك لك. لا أخلاقيات عالية لديهم من هذه الناحية بقدرنا.
"ومضة": كم من الوقت استغرقكما بدء جني ما يكفي من الأرباح لتغطية التكاليف؟
جوجو: لم يمضِ وقتٌ طويلٌ على ذلك في الواقع، منذ ستّة أو سبعة أشهر تقريباً. فالاستثمار الذي وجب تغطيته كبير، وكنّا ننفق الأموال باستمرار على ملابس جديدة للدمى وعلى مساحاتٍ كنّا نستأجرهار موسمياً. والسوق اللبنانية ليست كبيرةً، ولا يملك الأفراد فيها قدرةً شرائيةً عاليةً، لذا استغرق سداد الاستثمار وقتاً طويلاً.
"ومضة": كم من الوقت تطلّب بيع مجموعة الدمى الأولى جميعها؟ وكم يبلغ سعرها؟
جوجو: بعناها جميعها خلال العام الأول. ويتراوح سعر الواحدة منها ما بين 65 و75 دولاراً أميركياً.
"ومضة": أين يمكن شراء هذه الدمى؟
جوجو: نملك متجراً صغيراً في منطقة فردان Verdun في بيروت، وأكشاكاً موسمية في مراكز تسوّق ومنها ‘آ بي سي‘ ABC وأسواق بيروت Beirut Souks. ونسوّق دمانا أيضاً على ‘فايسبوك‘ ونملك نظام تسليمٍ محليّاً وفي الخارج. وسنطلق في أيلول/سبتمبر متجرنا الإلكتروني.
"ومضة": هل استوحيتما من دمى ‘فلّة‘ Fulla؟
جوجو: ‘فلة‘ هي تماماً كـ‘باربي‘ Barbie، أما نحن فلسنا كذلك. ‘باربي‘ دمية صغيرة بلاستيكية ونحيلة بالكاد يبلغ طولها عشرين سنتمتراً. أمّا دمانا، فيتراوح [طولها] بين الخمسين والمئة سنتمتر، وهي محشوّة بالقطن وليست مصنوعةً من البلاستيك.
"ومضة": كم يبلغ عملاء الشركة من العمر؟
جوجو: قرّرنا أولاً أن نستهدف الفتيات الصغيرات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 3 و5 أعوام. إلّا أنّنا حين أطلقنا مفهومنا، أدركنا أنّ الفتيات الأكبر سنًا كانت تشجّعهنّ أمهاتهنّ وجدّاتهنّ على شراء دمانا. فبات [العمر] الذي نستهدفه يتراوح بين 8 و14 عاماً.
"ومضة": ما هي أهدافكما المستقبلية من حيث المبيعات؟
جوجو: نودّ أن نبيع ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف دمية بحلول نهاية عام 2016، وأن نكون قد فتحنا فرعَين جديدين.
"ومضة": أين تنويان التوسّع؟
جوجو: نحن نعمل على بيع مفهومنا كامتياز franchise في أسواق مجلس التعاون الخليجي العربية وأسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى إبرام صفقة قريباً. ونرغب أيضاً في التوسّع إلى الشرق الأقصى كباكستان مثلاً والهند وأميركا اللاتينية.