شركة ناشئة فلسطينية تبتكر نموذج ولاء جديد
نُعتَ محمّد بالمجنون عندما قرّر ترك وظيفته المُربحة في الولايات المتحدة حيث عاش لمدّة 12 سنة ليرجع إلى بلده الأم: فلسطين.
في شباط 2015، أطلق محمّد العملة تطبيق "سويبت" Swipt في رام الله كبرنامج ولاء رقميّ يعمل على المحمول، ويتيح الفرصة للشركات الصغيرة والمتوسّطة أن تخصّص البرنامج وفقاً لمتطلّباتها. كما يهدف هذا البرنامج إلى تعزيز التفاعل ما بين المشتري والعلامة التجارية.
وبينما تعتمد مكافآت برامج الولاء التقليديّة على عمليّة الشراء والقيمة التي يدفعها المشتري، تعتمد مكافآت تطبيق "سويبت" على عمليّات إضافية ترتبط بتجربة المستخدِم والعلاقة بين المشتري والبائع. وبالتالي تُحتسب مثلاً المشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي والإعجاب بصفحة التاجر نقاطاً تُسَجّل على حساب المشتري.
أمّا التاجر فلا يستفيد فقط من اكتساب زبائن مخلِصين وحسب، لكّنّه يستفيد أيضاً من تسويق المستخدِمين لمنتَجاته بالمجّان ومن التحليلات التي تزوّد بها "سويبت" شركته.
وخلال أربعة أشهر، استطاعت هذه الشركة الناشئة أن تستقطب ما يقارب 1300 مشترك (مشترين)، و7 تجّار (باعة) من ضمنهم مقاهي ومتجر حلويات وصالون.
تطبيق سويبت متوفر الآن على "آي أوس إس" iOS و"آندرويد" Android، وسوف يتمّ إطلاقه في الأردن والسعودية عمّا قريب.
أحضر مشروعك إليك بدلاً من الذهاب إليه
في وقتٍ تمرّ فيه المنطقة العربية بحالةٍ اقتصاديةٍ وسياسيةٍ محبطة، أصبح الخروج والمغادرة حلّاً أو حتّى حلماً للكثير من الشباب. ولكن بالرغم من ذلك، يوجد سببان رئيسيّان يدفعان رياديين كعملة إلى تأسيس مشاريعهم في دولةٍ ناميةٍ بدلاً من دولةٍ متطورّة ذات بيئةٍ حاضنة للريادة:
1. منافسة أقلّ
تتمحور إدارة الأعمال حول هدفٍ واحد وهو تقديم الحلول. ولذلك، فإنّ فرصة نجاح شركةٍ محلّيّة في دولةٍ ناميةٍ حيث يوجد مشاكل عدّة وحلول قليلة، تعلو عن فرصة نجاح شركة أجنبيّة في دولة متطورّة حيث تتوفّر الحلول بكثرةٍ.
فإذا قرّر ريادي عربي أن يؤسِّس شركته في بيئةٍ ناضجةٍ كالولايات المتحدة، أو أوروبا أو حتّى دبي، سيكون أمام نسبة عالية للفشل لصعوبة تسليط الضوء على شركته وسط زحام المشاريع المحليّة. وعلى الأغلب، سيتفوّق المحلّي على الأجنبي بالنواحي المتعلّقة باللغة والمعارف والعادات المجتمعية التي قد تعيق الريادي الأجنبي.
وعن رجوعه إلى الشرق الأوسط، يقول العملة أنّ البيئة الرياديّة في أوج ازدهارها. أي بمعنى آخر، إنّ الوطن العربي ما زال خصباً ومُستقبلاً لحلول تسّد الفجوات.
والعملة الذي يعترف أنّ قراراً كهذا ليس سهلاً، يقول إنّ "الكثير من الناس عارضوني في البدء، من ضمنهم الأهل والأصدقاء، فلم أجد الدّعم الكافي. ولكنهم عندما أصبحوا يرون أنّني جادّ، وأنّني أنوي إحداث تغيير وإيجاد شيء جديد، أصبحوا مقدرّين لعملي."
2. لا لهجرة العقول
وفقاً لإحصاءاتٍ نشرتها "وورلدإيديكاشن فيوز أند ريفويز" (World Education Views and Reviews (WENR، فإنّ "حوالي 80% من طلاب الدراسات العليا العرب يدرسون في المهجر. ونصف هؤلاء - خصوصاً الآتين من شمال إفريقيا – لا يعودون إلى أوطانهم بعد التخرّج، ممّا يسبّب خسارةً سنويّة بقيمة مليارَي دولار."
خسارة كهذه لا يمكن غض النّظر عنها، بخاصّةٍ وأنّها كافية لتطوير الاقتصاد العربي وتحسين الحالة الإنسانيّة والاقتصادية للملايين من المواطنين. ولذلك يجب توزيع الكفاءات بشكلٍ يتناسب مع حاجات الشعوب، من خلال تشجيع الريادة المحليّة وترويجها كحلٍّ اقتصادي.