نصائح رمضانية وحياتية: كيف تجتذب هذه المنصّة العربية للمرأة مشاهديها؟
مع أكثر من 13 مليون مشاهدةٍ على قناتها على "يوتيوب" YouTube، يبدو أنّ منصّة "لوليا" Loolia الرقمية التي تربط ما بين النساء العربيّات وخبراء أنماط المعيشة في المنطقة، ستكون بدايتها مثيرة. وهذا الموقع الذي أُطلِق في شباط عام 2014 من بيروت يوفّر محتوىً تفاعلياً يتناول عدّة مواضيع تتراوح بين الموضة والأزياء الرياضة والتغذية والأمومة والطبخ والنصائح الزوجية.
وفي هذا الإطار، أجرَت "ومضة" مقابلةً مع أحد الشركاء المؤسِّسين في "لوليا"، إريك أبي يونس (الصورة أدناه)، لمعرفة ما الذي يتطلّبه الأمر لإطلاق منصّةٍ نسائيةٍ ناجحةٍ في الشرق الأوسط، وما هي النصائح التي تقدّمها لغيرها من الروّاد في المنطقة.
"لوليا" تعد متابعيها بفيديو كلّ يوم. (الصورة من "لوليا")
"ومضة": إنّ إطلاق منصّةٍ تُعنى بأنماط المعيشة للنساء من قبل مهندس كمبيوتر يبدو أمراً غير تقليديٍّ. ما هو الدافع الذي يقف وراء إطلاق ‘لوليا‘ وكيف بدأ كلّ شيء؟
إريك أبي يونس: جاءَت ‘لوليا‘ كنتيجةٍ لحوارٍ أجريتُه مع الصديقة داليا شرتوني عن نموّ المنصّات المخصّصة لمشاكل النساء، وعمّا هو مطلوب في السوق. وتعليق الصديقة أنّه سيكون جميلاً لو يتمّ الوصول إلى خبراء عرب في أنماط المعيشة في مكانٍ واحدٍ، كان بمثابة الشرارة التي أضاءَت فكرة ‘لوليا‘ في رأسي وجعلتني أفكّر.
"ومضة": كيف انتقلتم من الفكرة إلى التنفيذ وإطلاق ‘لوليا‘، وما كان التحدّي الأكبر؟
أبي يونس: إنّ تأمين الاستثمار التأسيسيّ كان الخطوة الأولى باتّجاه جعل ‘لوليا‘ حقيقة، وأنا ممتنّة لمديرَيّ السابقَين، منصور منصور وهشام فاضل، اللذين قدّما لي الدعم فكانا من أوّل المستثمِرين والمرشدين أيضاً. لقد تركتٌ عملي الاستشاريّ وبدأتُ العمل مع داليا ومنصور على نموذج ‘لوليا‘ وبلورة مهمّتها وطريقة عملها. لم تكن هذه عمليّة سهلة.
بالإضافة إلى ذلك، فالشراكة مع إلسا عون ووسيم القاري مؤسِّس "أنوثة" Ounousa.com، إحدى أهمّ المنشورات على الإنترنت التي تُعنى بشؤون المرأة، كانَت بمثابة دعمٍ كبيرٍ لنا لكي نفهم جمهورنا المستهدَف أكثر. وفي شهر تموز 2015، تمكّنا من الحصول على تمويلٍ جيدٍ في الجولة الأولى للاستثمار من "آي ماجيك إنفست" IMagic Invest، وهذا ما شكّل دفعةً قويّةً لإطلاق عمليّاتنا.
لجهة العمل، إنّ التحدّي الأكبر كان في بلورة رؤيتنا حول ما نريد أن تكون عليه ‘لوليا‘ في غضون 5 سنوات. فالتفكير في إمكانات عملك على المدى الطويل يأخذ كثيراً من التخطيط، ولكنّه يُبقي العمل والفريق على الطريق الصحيح. أمّا التحدّي الآخر فكان في الجانب التقنيّ لإطلاق المنصّة، والتأكّد من إدراك كلّ التفاصيل قبل الإطلاق، وهذا ما أخذ وقتاً أكثر من المتوقّع.
كيف تتجنّب الصداع في شهر رمضان: واحدة من المقالات العربية في "لوليا".
"ومضة": قلتِ إنّ تمكين المرأة من الأسباب التي أدّت إلى إطلاق ‘لوليا‘، كيف تقوم هذه الأخيرة بذلك ولم التركيز علة أنماط المعيشة؟
أي يونس: من نقاط القوّة لدينا أنّنا نوفّر محتوىً عربياً عالي الجودة يزوّدنا به مدوّنون وخبراء موثوقون ومعروفون في العالم العربي. من جهةٍ ثانية، أعتقد أنّ مصطلح lifestyle نمط المعيشة يُفهَم بطريقةٍ خاطئة، لأنّ الكثيرين يظنّون أنّه يقتصر على الموضة والماكياج ولكنّه يتعدّى ذلك في الواقع. فعندما نقدّم نصائح حول الصيام في شهر رمضان، وعندما نقدّم نصائح عن أهمّية الرضاعة الطبيعية، فنحن نقوم بطريقةٍ أو بأخرى بتمكين النساء ودعمهنّ، في وقتٍ تقع كلّ هذه المواضيع تحت مظلّة نمط المعيشة.
لدى ‘لوليا‘ ما يقارب 200 فيديو في 8 فئات مختلفة، مع فيديو جديد يتمّ تحميله كلّ يوم. نصوّر معظم هذه الفيديوهات في استديوهاتنا في بيروت، وامتلاك استديوهات خاصّة بنا يؤثّر كثيراً على نوعية المحتوى الذي نُنتِجه. لقد أردنا أن تكون الفيديوهات حقيقيةً وطبيعية، وأعتقد أنّ هذا السبب الرئيسيّ في جذب نحو مليونَي مشاهَدة على "يوتيوب" كلّ شهر.
"ومضة": لمَ تركّزون على محتوى الفيديو العربي، وهل ستقدّمون محتوىً مكتوباً؟
أبي يونس: من أحد الأهداف التي انطلقَت المنصّة لأجلها هو تعزيز وصول النساء في الشرق الأوسط إلى فيديو ذي محتوى عربي عالي الجودة. الإحصاءات الحالية عن المحتوى العربي تدقّ ناقوس الخطر، فقد أظهرَت "قمّة توصيل العالم العربي" Connect Arab Summit عام 2012 أنّ نسبة المحتوى العربي على الإنترنت تبلغ 1.5% ومن المتوقّع أن تصل عام 2015 إلى 3%.
إذا كانَت هذه الأرقام المتدنّية هي أرقام المحتوى العربي المكتوب، فكيف سيكون المحتوى المصوّر؟
وحتّى الآن يأتي معظم المشتركين لدينا من السعودية التي تعتبر ‘أمّة اليوتيوب في العالم‘. وبالنسبة لنا، يُعدّ هذا مؤشّراً عمّا يحتاج المستخدِمون ويفضّلونه. وفي المحصّلة، أطلقنا ‘مجلّة لوليا‘ المكتوبة على الإنترنت.
"ومضة": كيف كان التجاوب مع خدمات ‘لوليا‘، وهل من خططٍ للتوسّع مستقبلاً؟
أبي يونس: لدينا إلى الآن أكثر من 174 ألف مشتركٍ في قناتنا على ‘يوتيوب‘ و350 ألف زائرٍ فعليٍّ لموقعنا في الشهر. ونحن نخطّط لإطلاق خدمة جديدة للمواعيد عبر الفيديو بحلول منتصف تموز/يوليو لمجموعةٍ مختارة من المستخدِمين، وبعد ذلك لعامة الناس. ونأمل أيضاً أن نوسّع مكاتبنا واستديوهاتنا لتصل إلى بلدانٍ مثل الإمارات والسعودية، حيث يمكننا جذب خبراء ومدوّنين محلّيين وتقديم محتوى مخصّصٍ أكثر.
"ومضة": هلّا أخبرتِنا عن خدمة المواعيد عبر الفيديو، وكيف ستجني منصّتكم المال؟
أبي يونس: لقد تمّ استيحاء هذه الخدمة من ‘جوجل هيلباوتس‘ Google Helpouts، الخدمة التي تستخدِم محادثات الفيديو عبر الإنترنت لتوصيل المستهلِكين مع الخبراء. وخدمة مواعيد الفيديو التي ستقّدمها ‘لوليا‘ ستسمح للعميل بالتواصل مع الخبير من 25 إلى 50 دقيقة، وذلك بعدما يسجّل عبر موقعنا ويحدّد موعداً ويختار الموضوع الذي يريد الحديث عنه وبالتالي الخبير. وكمقابلٍ لهذه الخدمة، سوف نتقاضى عمولةً ثابتة، وجميع المعاملات سوف تجري عبر الموقع.
إذاً فمواردنا المالية سوف ترتكز إلى العمولات الثابتة، والإعلانات على الموقع، وظهور المنتَجات التجارية في المحتوى الذي نقدّمه (الإعلانات المدمجة).
"ومضة": ما هي أكبر التحدّيات التي واجهتكم عند إطلاق ‘لوليا‘، وما النصيحة التي يمكن تقديما لروّاد الأعمال؟
أبي يونس: الوجود في لبنان بحدّ ذاته جعل من البنى التحتية مشكلةً رئيسيةً علينا التعامل معها. فعدم توفّر اتّصالٍ جيّدٍ للإنترنت وانقطاع الكهرباء يمكن أن يبطئا الأمور بالفعل، خصوصاً بالنسبة لمنصّة فيديو. ولكنّ هذا لم يوقفنا؛ وإذا وُجد شيءٌ جعلنا نفكّر من منظورٍ آخر ونكون مبتكرين، فهو البحث عن طرقٍ لتيسير الأمور.
أهمّ نصيحة يمكن أن أقدّمها هي أنّه لا يجب الخوف من اتّباع الشغف، فالمسيرة الريادية ليسَت مخيفةً كما يعتقد كثيرون. والنصيحة الأخرى تكمن في فهم العملاء بشكلٍ جيّدٍ جدّاً، فهؤلاء سوف يقدّمون لك معلوماتٍ وأفكاراً قيّمةً لا يمكن لأيّ أحدٍ آخر أن يقدّمها.