هل يصبح تعلّم اللغات أسهل مع انطلاق 'ديولنجو' في المنطقة العربية؟
انطلقَت منصّة تعليم اللغات، "ديولنجو" Duolingo، في العالم العربي، ما يعني أنّ بات يمكن للمتحدّثين باللغة العربية تعلّم اللغة الإنجليزية من خلال التمارين والألعاب والامتحانات المجّانية.
هذا التطبيق (الصورة أدناه) صُمِّم ليكون مثل لعبة، حسبما تقول نائبة رئيس المبيعات والتواصل في "ديولنجو"، جينا غوتهيلف. وتضيف أنّ "هذا يجذب المستخدِمين الذين لا يهتمّون بتعلّم لغةٍ ما، وهم [على ما أعتقد] مَن يستخدِمون هواتفهم للّعب عادةً."
انطلقَت الشركة في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2011، بعدما أسّسها رائدا أعمال في تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات. هذان الشابّان اللذان كانا من طلّاب جامعة "كارنيجي ميلون" Carnegie Mellon University، لويس فون آهن وسيفيرين هاكر، كانا يهدفان إلى تأمين تعلّم اللغات للجميع على أساسٍ علميٍّ، بغضّ النظر عن الموقع الجغرافي والحالة المادّية. ولهذا، بحث الثنائيّ في كتب اللغة ومن ثمّ استخدم دراساتٍ تفصيليةً عن المستخدِمين لتطوير المناهج الدراسية الخاصّة بالتطبيق.
وعلى سبيل المثال، لمعرفة إذا ما كان من الأفضل تعليم الناس الصفات adjectives قبل الأفعال verbs أو العكس، قام الفريق بتقديم نسخةٍ إلى 13 ألف مستخدِمٍ ونسخةٍ أخرى إلى 13 ألف مستخدِمٍ آخرين. وذلك، بحسب غوتهيلف، لقياس التباين وإذا ما كان يدلّ على أيّ تغييرٍ يُعتدّ به إحصائياً في مجال التعليم.
على منصّة التطبيق للّغة الإنجليزية، يوجد 12 مرحلةً تشمل المبتدئين وصولاً إلى متوسّطي الخبرة، بمساعدة الموارد الجماعية. والدروس في اللغة قيد التطوير حالياً لا تتضمّن العربية بعد، ولكنّها تشمل التركية والعبرية.
بعد الإشارة إلى أنّ دورات اللغة الإنجليزية المكلفة يمكن أن تكون عائقاً رئيسياً أمام دخول الناس من المناطق الفقيرة أو الريفية إلى بعض المهن، تشرح غوتهيلف أنّ "هدفنا يكمن في جعل تعلّم اللغة مجّانيّاً للجميع؛ وهذا الإطلاق يعني أنّه يمكننا تقديم دورةً في اللغة الإنجليزية من خلال اللغة العربية."
ووفقاً لبحثٍ قامَت به "الاستشارية الدولية للتعليم والمعارض" ICEF، يمكن للأشخاص المهنيين في الشرق الأوسط إجادة اللغة الإنجليزية بنسبةٍ تصل إلى ضعفَي ما يمكن لنظرائهم الذين لا يمتلكون أيّة مهارات في الإنجليزية أن يتعلّموه.
من جهتها، لقياس مستويات مستخدميها، وضعَت الشركة عدّة امتحاناتٍ بدأت تحصل على اعتراف بعض المؤسّسات مثل "هارفرد للإرشاد"Harvard Extension وجامعة "كارنيجي ميلون" وحتّى حكومة كلولومبيا، وذلك في سبيل استبدال امتحان "توفل" TOEFL الغالي الذي يكلّف 250 دولاراً بآخر يكلّف 20 دولاراً فقط.
ويقدّرون أنّه بين 300 ألف مستخدِم، يوجد حوالي 100 ألف معلِّمٍ يتعلّمون اللغة من التطبيق. وفي دراسةٍ قامَت بها "جامعة مدينة نيويورك"City University of New York، تبيّن أنّ 34 ساعةً على "ديولنجو" تعادل فصلاً دراسياً لتعليم اللغة في إحدى الجامعات الأميركية.
"واليوم، لدينا نحو 100 مليون مستخدِم،" تقول غوتهيلف مشيرةً إلى أنّه "يمكن أيضاً إجراء اختباراتٍ حول كيفية تدريس اللغة بطريقةٍ أكثر فعالية بناءً على ملايين البيانات التي تُجمَع على أساسٍ أسبوعيّ." وتضيف أنّ "هذا الأمر ساعد ‘ديلنجو‘ على زيادة معدّل اكتساب المعرفة بشكلٍ كبير مع مرور الوقت، وحتّى على تكييف المناهج الدراسية بمساعدة التعلّم الآلي."
تأمل الشركة أن تواصل تطوير هذه الخطوة الأولى لها في المنطقة، كما وإضافة المزيد من اللغات إلى اللغة الإنجليزية. وهذا الإعلان الذي صدر في نهاية تموز/يوليو عن الشركة التي يبلغ عمرها أربع سنوات ويقع مقرّها في بيتسبرغ في بنسلفانيا، جاء بعد سلسلة التمويل الرابعة Series D التي قامَت بها شركة "جوجل" Google، حيث وصل إجمالي الاستثمارات في "ديولنجو" إلى 83 مليون دولار.
هذه الشركة التي تجاوزَت منافِستَها "روزيتا ستون" Rosetta Stone، لا تحقّق الربح بعد، خصوصاً وأنّها تعمل على تطوير منتجاتها وزيادة قاعدة مستخدِميها، والاستمرار في عدم استخدام أيّ إعلاناتٍ أو جمعٍ للبيانات.
"لدينا الكثير من الاستثمارات، ولهذا فنحن مرتاحون كوننا ننمو بالطريقة الصحيحة،" كما تقول غوتهيلف.