ريادة الأعمال لطلاب فلسطين بدءاً من جامعة بيرزيت
قد يكون من الصعب التصديق أنّ الآن هو الوقت المثاليّ لإطلاق عملٍ في فلسطين.
"لم يكن يوجد تمويلٌ كافٍ من قبل، ولكن الآن بدأت صناديق التمويل تنشط،" تقول المديرة العامّة لـ"باليز" Pallease، هدى الجخّ، مضيفةً أنّ البيئة الحاضنة أفضل حالياً، حيق كانت مشكلتها من قبل هي مشكلة توقيت."
من اليسار إلى اليمين: الرئيس التنفيذي لـ"ماشفايزر"، بيتر أبو الزلف؛ والمدير التقني لـ"بريدي"، أحمد أبو عمر؛ الرئيس التنفيذي لـ"بينش بوينت"، خالد أبو الخير؛ مديرة العمليات في "فضفض"، ميس عطري؛ أستاذ الاقتصاد والأعمال في جامعة "بيرزيت"، عمر عمران؛ مديرة مسرّعة النموّ "عربرينير"، حنان خالدي؛ مدير "ليدرز"، شادي عطشان؛ المديرة العامة لـ"باليز"، هدى الجخّ. (الصور من كريستينا غانم)
جاء حديث الجخّ في إطار مناقشةٍ ضمّت مستثمرين وروّاد أعمال في جامعة "بيرزيت" بقرب رام الله، يوم الخميس الماضي. وتمّ تنظيمها ضمن فعاليةٍ بعنوان ‘جولات ريادية‘ Entrepreneurial Tours، التي كانت تلك محطّتها الأولى في الجولة التي تستهدف طلّاب وجامعات الضفّة الغربية.
وقال الجخّ إنّ "ريادة الأعمال لا يمكن استبدالها بسهولةٍ مع وظيفةٍ أخرى؛ فإذا كنت تحاول أن تكون رائد الأعمال ولم يكنت ذلك في صميم تكوينك، فإنّ تجربتك ستكون مروّعة."
ولكن، بالرغم من توافر المزيد من صناديق الاستثمار، قال مدير "ليدرز" Leaders، شادي عطشان، إنّ النقص في الخبرة لدة الروّاد الفلسطينيين يمكن أن يقود إلى فرق مؤسّسةٍ ضعيفةٍ.
الحصول على التمويل
إنّ أبواب المستثمرين مشرّعةٌ في فلسطين، بحسب الجخّ التي شجّعَت الطلّاب على البحث عن استثماراتٍ إذا كانوا يملكون أفكاراً لتنفيذها. وتابعَت بقولها: "تفاوضوا معنا لتعرفوا إذا كان صندوق التمويل هذا يناسبكم أم لا. أمّا فريق الصندوق فهو فريقٌ مهمّ، ومعه يمكننا جعل الأفكار أكبر بكثير، ولذلك ابحثوا وقارنوا."
أضافَت الجخّ أنّ "المال الذي يقدّمه المستثمِر هو مالٌ مكلفٌ للغاية؛ وعندما تكون جاهزاً لأخذ المال المكلّف إذهب إلى المستثمِر وتحرّك بسرعة." كما أشارَت إلى أنّ الأمر لا يتعلّق بالفكرة بل بالفريق. وقالت "إنّنا لا نستثمِر في فريقٍ من مؤسِّسٍ واحد، إذ لا نؤمن بالاستثمار في نجمٍ واحد."
ضعوا المخاوف جانباً
حاول الرئيس التنفيذي لـ"بينش بوينت" PinchPoint، خالد أبو الخير، أن يجابه مخاوف الطلّاب من بدء أعمالهم الخاصّة، عبر إخبارهم بعدم الخوف والارتباك بسبب أفكارهم لأنّ المستثمِرين يبحثون عن الفرص.
وقال إنّه "يوجد الكثير من المستثمِرين هنا، والكثير من المال، وهم مستعدّون للمساعدة. إذا ذهبت إلى وادي السيلكون فسوف تكون محظوظاً إذا حصلت على 5 دقائق مع أحدهم. الشجاعة هي الأهمّ، فلا تنتظر أن يطرق بابك أحدهم لأنّ هذا لن يحدث أبداً."
,بدوره، أضاف الرئيس التنفيذي لـ"ماشفايزر" Mashvisor، بيتر أبو الزلف، أنّ "إنشاء منتَجٍ ما هي تجربة رائعة، ولكنّها حتماً ليسَت الأسهل؛ فهي تستهلك جلّ حياتك ولكن عندما ترى كيف تتقدّم ستعرف أنّ الأمر يستحقّ هذا، فهي تجربة مجزية."
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قطاعٌ ينمو في فلسطين
يمتلك قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات في فلسطين الكثير من الإمكانات من أجل روّاد الأعمال والمستثمِرين على حدٍّ سواء، ولكن يدو أنّ الأمر لا يخلو من الإحباط.
لاحظ عددٌ من المستثمِرين أنّ هذا القطاع على وجه التحديد، هو حيث يوجد المال لتأمين الاستثمارات في فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. فإذا أمكن للمستثمِرين إظهار أنّه يوجد قصّة نجاحٍ في هذا القطاع، يمكنهم عندها جذب أموالٍ أكثر مرونة.
وقال أبو الخير عن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات "إنّه النموّ الأسرع والأقوى؛ وإذا فكّر أحدهم بأنّ هذا القطاع لا يمكن أن ينمو فهذه مشكلة."
كما أشار إلى أنّ الشركة الناشئة حتّى لو كانت تُعنى بالتكنولوجيا، فهي ما زالت تحتاج إلى أشخاصٍ من اختصاصاتٍ أخرى لتجسيد الفكرة. ولكن قد يكون من الصعب إقناع هؤلاء بالانضمام إلى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات. وأردف قائلاً إنّه "سواء أحببنا أم لا، فالاستثمارات تأتي إلى هذا القطاع."
من جهته، قال أبو الزلف الذي يعتقد أنّ ريادة الأعمال يمكن أن تحلّ بعض التحدّيات اليومية في فلسطين، إنّ "روّاد الأعمال يعثرون على التحدّيات ويوجدون لها حلولاً." وأضاف أنّه " في فلسطين، تحيط بنا الجدران حرفياً. ولكن مع ريادة الأعمال يمكن أن نجد طرق لنلتفّ من حولها."
أمّا مديرة برنامج تشريع الأعمال في "عربرينير" Arabreneur، حنان خالدي، فقد لفتَت إلى أنّه مع محاولة المستثمرين تغيير الثقافة شيئاً فشيئاً من خلال صناديق التمويل الصغيرة ومسرّعات النموّ، فإنّ مسؤولية التغيير الثقافي تقع على عاتقهم.