كيف تطوّر 'رؤية' رائدات الأعمال في الإمارات؟
الحاضرات في ورشة عمل "رؤية "لعام 2015 (الصورة من "رؤية")
تقوم النساء في الإمارات العربيّة المتّحدة بقيادة دفّة ريادة الأعمال، ويسعى الأشخاص المساهمون في مبادرة "رؤية" Ro’ya المتابعة على هذا المنوال.
هذه المبادرة التي جاءت نتيجة شراكةٍ بين "ماستركارد" MasterCard و"مجلس سيّدات أعمال دبي" Dubai Business Women Council، في العام المنصرم، تهدف إلى تشجيع وتمكين رائدات الأعمال الإمارتيّات. كما تهدف إلى تقديم الدعم والتدريب لنساء الأعمال أو اللواتي يطمحنَ لذلك، والمساهمة في حثّهنّ من خلال إمكانية ربح تمويل لمؤسّساتهنّ.
استناداً إلى وزارة الاقتصاد الإماراتيّة، تشكّل النساء في الإمارات ما يقارب 50% من قطاع الشركات الصغيرة والمتوسّطة، و48% من هؤلاء هنّ مالكاتٌ لمؤسَّساتهنّ.
وتقول نادين حلبي، مديرة تطوير الأعمال في "مجلس سيّدات أعمال دبي": "أردنا من خلال هذا المعدّل المرتفع من النجاح النسائي أن نخلق بيئةً يمكننا من خلالها تشجيع المواهب، لذلك يريد كلّاً من ‘مجلس سيّدات أعمال دبي‘ بالإضافة لـ‘ماستر كارد‘ أن يشجّعا رائدات الأعمال من خلال متابعة أفكارهنّ".
هذا السنة، وفي الدورة الثانية لهذه المبادرة، تمّ إغلاق باب الترشيح للمسابقة في أيّار/ مايو. وبالتالي، فإنّ المتباريات في النهائيات سيحضرنَ ورش عمل ودورات تدريب، وسيكون هنالك فرصة للفوز بمبالغٍ مالية بدءاً من 50 ألف دولار للمرتبة الأولى، و30 ألفاً للمرتبة الثانية، و20 ألفاً للثالثة. أمّا الإعلان عن الفائزات في هذه الجولة، فسيتمّ في نهاية شهر تشرين الأوّل/أكتوبر.
وبدورها، صرّحَت ناتاشا جمال، نائب رئيس الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة "ماستركارد"، أنّ "التمويل سيتمّ استخدامه من أجل التكاليف الأساسيّة للشركة الناشئة، وستكون المتباريات النهائيات على تواصلٍ مع شركة ‘فانتشر فين‘ VentureFinللمشاركة في برنامجٍ لتُسريع الأعمال يمتدّ على ستّة أسابيع، ومن المفترض عقده خلال شهر تشرين الأوّل/نوفمبر".
ما هو الأمر الجديد الذي ستطرحه "رؤية"؟
الحاجة إلى الدعم والشراكة بشكل كبير.
تقول ناتاشا إنّ "المشارِكات السابقات والحاليات علّقنَ على قيمة المقاربة الإعلاميّة التي تعتمد مبدأ الخطوة بخطوة، لبناء الثقة لتحقيق الأهداف العمليّة". وذلك في حين أنّ الفرصة للتواصل مع "رائدات الأعمال ذوات الفكر المتشابه" تصبّ في المسار نفسه.
أين هي فائزة عام 2014؟
إنّها نادية وهبي، وهي المُؤسّسة لمشروع "بايبي آرابيا" Baby Arabia، برنامجٌ إبداعي لتعليم الأطفال اللغة يتوفّر بعدّة لغاتٍ هي العربيّة والإسبانيّة والفرنسيّة.
رائدة الأعمال ذات الجذور المنقسمة بين الفلسطينيّة/اللبنانيّة والأخرى البريطانية، أنشأت هذه الشركة بعد اكتشافها لنقص مجموعات الأمّهات والأطفال في "دبي" التي تحثّ على استخدام لغاتٍ أخرى فضلاً عن الإنجليزيّة.
نادية وهبي ومشروع "بايبي آرابيا".
" نظراً لكوني امرأةً متعدّدة الجذور ومتزوّجةً من رجل أوروبي، شعرتُ بحاجةٍ إلى دعمٍ من المجتمع لإطلاع نفسي على اللغة العربيّة ومن ثمّ ولدِي." تقول وهبي المالكة الوحيدة لمؤسَّسَتها، والتي تواصلت مع "رؤية" من خلال صديق.
وتضيف قائلة: "بصفتي رائدة أعمال، لا أحد يدفع لي أجراً لأتلقّى التدريب؛ لقد رأيتُ أنّ ‘رؤية‘ عبارةٌ عن فرصةٍ ذهبيّة لمساعدتي في معرفة كيفيّة توسيع عملي وتوضيح ما قمتُ وما لم أقم به. كانت فرصة من العمر، فالتوجيه والدعم كانا رائعَين، كما لو أنّني أتعلّم إدارة الأعمال في إحدى الكلّيات، غير أنّ محاضرةً واحدة كانت كافية لاحتياجاتي وعملي، فالنساء المشاركات كنّ جدّاً داعمات".
بعد مرور سنة، أصبحت وهبي تتمتّع بحظوظٍ أكبر للحصول على شراكةٍ محتملة، وقالت إنّ "رؤية" ساعدتها على رؤية عملها ومخطّطها "بشكل أكبر". كما أضافت أنّ تطوير البرنامج، وإنشاء سلعٍ جديدة والقيام بورش عمل، بالإضافة إلى تأسيس العلامة التجاريّة لمشروع "بايبي آرابيا"، كانوا بمثابة مسارٍ جديد للعمل.
إذاً، ما هي النصائح التي تقدّمها للراغبات في التقدّم إلى "رؤية"؟
" عليك التفكير بما تريدين فعلاً تحقيقه، واللجوء إلى ‘رؤية‘ لمعرفة كيفية تحقيق ذلك. فالأمر ليس حول الفوز فقط".
"تعلّمي بقدر استطاعتك، وتمتّعي بقابلية النجاح، واسألي ما تريدين واقبلي المساعدة المعروضة عليك ثمّ قدّمي خطّةً مبنيّةً ومبتكرةً تؤمنين بها".
مسابقة عام 2016
مع اختتام دورة "رؤية" لعام 2015، لا يزال بإمكان الراغبات بالتسجيل لمسابقة العام القادم أن يزرنَ الموقع الرسمي على الإنترنت للبقاء على علمٍ بكلّ جديد.
ولكن، هل "رؤية" هي المكان المناسب لك؟
تقول جمال بخلاصةٍ حكيمة إنّ "أهم إرشاداتنا للمتقدّمات المستقبليّات هي: "الانفتاح في بداية الأمر، فـ‘رؤية‘ تفسح المجال بشكل ضئيل لتلقّي ردود الفعل من مختلف الأشخاص، سواء كانوا زملاء على تنافسٍ معك أو مدراء شركات ناشئة أو حتّى مدراء شركاتٍ كبرى".
"الأمر الثاني هو التمتّع بالشغف، فسيكون عليك في ‘رؤية‘ الغوص عميقاً داخل فكرة العمل المطروحة ثمّ تحليلها من كافة الجوانب."|
الأمر الثالث والأخير: "الالتزام بالبرنامج. يتمّ وضع الكثير من الأفكار في ورش العمل لضمان تأمين المنتسِب باللوازم التي ستقوده نحو النجاح. في النهاية، الكرة في ملعبك! فكلّما أحرزت هدفاً، كلّما زاد تقدّمك".