كيف حقّق جاد داغر أهداف 62 عاماً في 7 سنوات؟ [صوتيات]
كان جاد داغر يريد أن يدرس الإعلام، ولكن في أوائل التسعينات عانت التلفزيونات في لبنان من مشامل فابتعد عن الأمر. درس العلوم المصرفية والمالية وعمل في المصرف لأربع نوات، ولكن لم يشعر أنّه يمكن أن يقضي بقية حياته هناك، ولا يمكنه تحقيق أهدافه إلّا بعد أن يصبح هرِماً.
ولذلك، في مقابلةٍ مع "أنتربرينرجي" Entreprenergy، يخبرنا المدرّب والمستشار لروّاد الأعمال، كيف أسّس شركة "إكسباند"Expand التي تساعد الأشخاص والشركات على الانطلاق أو التوسّع، وكيف حقّق معظم أهدافه في سبع سنوات.
نقطة التحوّل الأولى كانت عندما قرأ كتاباً عن الأهداف، فعلم أنّه لا يمكن تحقيق الأهداف براتب الوظيفة وحسب، وأدرك ذلك. وفي المقابلة الصوتية يقول إنّ "الموظّفين لا يحقّقون الأهداف الكبيرة، لكنّهم يعيشون حياةً لائقةً وحسب." وعلى الإثر، ترَك المصرف واختار اللجوء إلى ريادة الأعمال، وبدء بتأسيس شركاتٍ منها ما فشِل ومنها ما استمرّ.
يقول داغر الذي يتّخذ من مقولة "الذي يمشي بطيئاً ولكن بخطى ثابتةٍ هو من يفوز" قدوةً له، إنّه مع ريادة الأعمال، "حقّقتُ معظم الأهداف التي رسمتُها لنفسي، وذلك بعد 7 سنوات."
ولكن لم تخلُ المسيرة من المطبّات والفشل بالطبع. وعن هذا الأمر يشير إلى أنّه "لا يحبّ الكثيرون الحديث عن فشلهم، لكنّني فشلتُ مرّاتٍ عدّة، ومنها عام 2008 قبل زواجي بثلاثة أيّام." في ذلك الوقت، كانت شركة داغر تعاني من ضائقةٍ، فقام بدراسة مشروعٍ لكي ينقِذ العمل في فترة غيابه. ولكن قبل 3 أيّام من العرس، لم يتمّ تنفيذ أكثر من 10% من المهام. "كان شعوراً فظيعاً،" يقول داغر عن هذه التجربة مضيفاً أنّ الأمر كان بسبب أنّ "أحد أعضاء الفريق أراد العمل واتّخاذ بعض الخطوات منفرداً، ولكنّها لم تكن مناسبةً وأفشلت المشروع."
"الخطأ لم يكن منه فقط، ولكن منّي أنا أيضاً، لأنّني لم أتابع بما يكفي واعتمدتُ بشكلٍ كاملٍ على التفويض،" حسبما يشرح هذا الرياديّ الذي يلفتُ إلى ضرورة أن يتمّ التفويض للشخص المناسب حتّى لو كان يعمل بدوامٍ حرّ، ولكن من الأهمّ أن يتابع رائد الأعمال شؤون العمل حتّى بعد التفويض.
ولكن كيف جاءت فكرة هذه الشركة وكيف تطوّر عملها؟
بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، كان يقدّم داغر خدمةً لإدارة الإيرادات، ولكن لم يعد يحصل زبائن داغر على أيّ مردود. ولذلك، قام بابتكار أفكار جديدة للشركات من أجل المساعدة على تخطّي المشاكل وإعادة توليد الإيرادات. وبعد الدراسات، اكتشف أمرَين يمكنهما المساعدة: القروض والبيع.
"خطّط، وبِع، ثمّ استمتع،" تقول شركة "إكسباند" التي أسّسها جاد داغر على موقعها.
ولذلك، تحوّل عمله إلى تقديم خدماتٍ تشمل خطط الأعمال وتطوير قسم المبيعات داخل الشركات، و"باتا المصدر الأساسيّ لمدخول شركتنا،" كما يقول.
ونتيجةً لتجربته ربّما، يؤكّد داغر على أنّ الخروج بفكرةٍ رياديةٍ لا بدّ أن ينبع من كيفية حلّ مئكلةٍ ما بطريقةٍ فريدة وجديدة. فيقول إنّه "لا يوجد فكرةٌ مهمّة؛ بعض الأعمال الناجحة عالمياً بسيطةٌ ولكنّها مختلفة. الأهمّ هو إيجاد المشكلة، ومن ثمّ العثور على حلٍّ لها."
هل تعاني من رفض عائلتك وأصدقائك وعدم قبولهم من إطلاق شركةٍ خاصّةٍ بك؟ عليك أن تستمع إلى داغر إذاً، فهو عانى من ذلك إضافةً إلى صعوبة ترك المدخول الثابت الذي يُعتبَر أنّه ‘يوفّر الأمان‘. ولكنّه قارَن بين الأمرَين، فوجد أنّ الراتب الثابت يتطلّب التزاماً كبيراً، أمّا في ريادة الأعمال فتكون ملتزماً مع نفسك ولكن حرّاً في خياراتك إلى حدٍّ كبير.
من جهةٍ ثانية، يشاركنا داغر النصيحة الأبرز التي تعلّمها خلال مسيرته الريادية، وهي تلك التي أعطاه إيّاها شخصٌ قال َله إنّ "القراءة وحدها لا تكفي، فالسوق يعلّمك أكثر." وبعد ذلك يشدّد الرياديّ على أنّ "لا شيء آمن، فكلّ شيءٍ نبنيه يمكن أن نخسره فجأة. لذلك لا بدّ من الإيمان، وأيضاً التوسّع دائماً وعدم الاكتفاء بما تمّ إنجازه."
وفي إطار الحديث عن العادات الناجحة التي يتّبعها يشير داغر إلى التخطيط مشدّداً على أهمّيته. كما يُطلِعنا على الموارد الإلكترونية يمكن الركون إليها، فيدلّنا على كلّ تطبيقات "جوجل" Google Apps خصوصاً التي تساعد في الأعمال، وعلى خدمة "يملي" Yamli التي تساعدك على الكتابة باللغة العربية ولكن بطباعة الأحرف اللاتينية، وعلى برمجيّةٍ تسمّى "مايند ماناجر" Mind Manager.
أمّا الكتب التي قرأها وينصح بقراءتها فهي Awaken the Giant Within لـتوني روبينز، وThe 8th Habit لـستيفن كوفاي.
استمع إلى المقابلة من هنا: