مسرّعة نموّ عالمية تجسّ نبض الأردن للتوسّع في عمّان
إشعال طموحات إنشاء الشركات الناشئة لدى روّاد الأعمال الذين يخوضون غمار هذا المجال للمرة الأولى، قد يصبح أسهل قريباً، في الأردن.
معهد المؤسِّسين "فاوندر إنستيتوت" Founder Institute الذي يقع مقرّه الرئيسيّ في وادي السليكون، ولديه فروعٌ حول العالم، هو مسرّعة نموٍّ للشركات الناشئة تعمل على تدريب روّاد الأعمال. وها إنّه يطلق الآن فرعاً رسمياً في عمّان ليختبر السوق فيها.
عرض في جلسة لرفع الوعي أقامها مؤخراً "فاوندر إنستيتوت الأردن" (الصورة من "فاوندر إنستيتوت").
ينوي "فاوندر إنستيتوت"، بدءاً من تشرين الثاني/نوفمبر 2015، أن يطلق فصلاً دراسياً تجريبياً في عمّان يمتد على أربعة أشهر في إطار برنامج تدريبه العالمي، بهدف قياس الطلب على برامج تسريع النموّ التي تستهدف روّاد الأعمال الذين لا يزالون في مرحلة مبكرةٍ جداً من مسيرتهم.
وفي حين ما زال "فاوندر إنستيتوت الأردن" فرعاً تجريبياً، فقد أقام جلساتٍ متنوّعةً لرفع الوعي، في شهر آب/أغسطس المنصرم، وهو يختبر الآن مقدّمي الطلبات وينتقيهم. وقبل أن يبدأ الفصل التجريبي، يجب أن يكون قد اختار حوالي 35 مرشحاً ملائماً، وفقاً لأحد مدراء الفرع المحلّي، مروان سعودي.
يُشار إلى أنّ برامج تسريع النمو واحتضان الأعمال ليست بالأمر الجديد بالنسبة إلى مجتمع الشركات الأردنية الناشئة، غير أنّ ما يفرّق تدريب "فاوندر إنستيتوت" عن سواه، بحسب سعودي، هو أنّه برنامجٌ بدوام جزئي لا يفرض على المشاركين أن يتركوا وظائفهم الثابتة والانكباب على العمل على شركاتهم الناشئة فوراً.
ويقول سعودي: "يمكنك أن تخوض برنامج التدريب والعملية بأكملها وترى كم من الجهد يتطلّب منك ذلك، من دون الاضطرار إلى مغادرة وظيفتك الثابتة خلال البرنامج".
إلى جانب انتقاء المشاركين، يعمل سعودي وشركاؤه المدراء أيضاً على توظيف شبكةٍ من المرشدين والمستشارين المحليين لتقديم البرنامج.
ومن أهمّ الذين انضموا إلى هذه الشبكة حتى الآن، أحمد الخطيب، وهو مؤسِّس سوق التبضّع الإلكترونية "ماركة في أي بي" MarkaVIP ورئيسها التنفيذي.
يأمل سعودي أن يجلب المرشدون أمثال الخطيب خبرتهم معهم، ليساعدوا في سدّ فجوة المعرفة التي يراها واضحةً جداً في البيئة الحاضنة للشركات الناشئة في الأردن.
ويضيف أنّ "ريادة الأعمال نزعةٌ آخذةٌ بالنموّ منذ خمس أو ستّ سنوات، وبالأخص في المنطقة. ونرى الناس يخاطرون بكلّ ما لديهم، في الوقت الذي ليسوا مضطرين فيه على فعل ذلك".
مروان سعودي من "فاوندر إنستيتوت الأردن" (إلى اليسار) يخاطب المشاركين في فعالية عُقدت مؤخراً لرفع الوعي.
ويقول إنّ "فاوندر إنستيتوت الأردن" سيركّز على صقل أفكارٍ وشركاتٍ لا تزال في مراحلها المبكرة، لكي لا يتهوّر روّاد الأعمال قبل الحصول على التدريب الملائم.
وفي هذا الإطار، يقول سعودي إنّ "فاوندر إنستيتوت الأردن" سيعمل على تكملة عمل مسرّعات النموّ وحاضنات الأعمال الموجودة أصلاً في المنطقة بدلاً من التنافس معها. كما يشير إلى أنّه "عندما تتكلّم مع أيّ مسرّعة نموّ، تجد أنّ همّها الأكبر هو استمرار تدفّق الأفكار عالية الجودة".
فوفقاً لسعودي، التركيز الذي يضعه "فاوندر إنستيتوت" على التدريب الشامل في مراحل ريادة الأعمال الأولى، ليس أمراً توفّره حاضنات الأعمال ومسرّعات النموّ دائماً، وجزءٌ كبير من روّاد الأعمال لا يتلقّون سوى دوراتٍ مكثّفةً حول أسس الشركات الناشئة.
وبعدما يؤكّد قائلاً إنّه "لا يمكنك تعلّم هذه الأسس في أسبوعين أو ثلاثة أسابيع"، يخبرنا سعودي أنّه بعد التخرّج من "فاوندر إنستيتوت الأردن"، سيكون مؤسِّسو الشركات الناشئة قد استحوذوا على المهارات الأساسية للشروع في ريادة الأعمال، وأنّ مسرّعات النموّ وحاضنات الأعمال ستستفيد من روّاد أقوى.
لكنّ النجاح في التخرّج من البرنامج لن يكون بالأمر السهل؛ يرحّب "فاوندر إنستيتوت" بمقدِّمي الطلبات على أنواعهم، "سواء كان لديهم فكرة أو لا، وسواء كان لديهم شركة أو لا، وسواء كانت فكرتهم/شركتهم معنية بالتكنولوجيا أو بالتجارة، وسواء كانوا يعملون بمفردهم أو إلى جانب فريق". غير أنّ مقدمي الطلبات سوف يخضعون على الرغم من ذلك لعملية انتقاء صارمة، حيث لا يقبل "فاوندر إنستيتوت " سوى 30 بالمئة من مقدمي الطلبات وأقلّ من 40 بالمئة من الذين يقبلهم يتخرّجون في نهاية المطاف عادةً.
ولكي يتخرّج المشارك، على المرشدين أن يصادقوا على صحّة عمله، وعليه أن يبتكر خطّة عمل، وأن يعدّ عرضاً، ويسجّل شركته، ويتمّم كلّ الواجبات المفروضة عليه.
وإذا كان المشاركون قد استوفوا بعد أربعة أشهر كلّ هذه المعايير، يُطلب منهم عندئذٍ أن يتركوا وظائفهم الثابتة وأن يلتزموا بالكامل بالعمل في شركتهم الناشئة.
ولدى القيام بذلك، يُطلب من الخرّيجين أيضاً أن يخصّصوا 3.5 بالمئة من أسهم الشركة لصندوق لدى "فاوندر إنستيتوت"، مخصّصة لتوزيع مكافآت نقدية بعد عشر سنوات على المشاركين bonus pool. وفي حال ابتياع أيّ طرف ثالث لشركة أحد الخرّيجين (liquidity event)، ستُوزّع العائدات عندئذٍ على المتخرّجين وعلى مرشدي البرنامج.
يشير "فاوندر إنستيتوت" أنّه أطلق حتى الآن، من خلال شبكة تسريع أعماله العالمية، 1650 شركةً، كان 80 بالمئة منها لا يزال يعمل حتّى شهر حزيران/يونيو– بما فيها قصص نجاح لامعة مثل udemy.com.
تضم شبكة "فاوندر إنستيتوت" العالمية حالياً فروعاً رسميةً في أكثر من 80 مدينةً في ستّ قارات؛ وقد تصبح عمّان الفرع الأحدث الذي ينضمّ إليها في الأشهر القادمة، إذا أظهر مجتمع أعمال الأردن أنّه واعدٌ بما يكفي.
لمزيدٍ من المعلومات حول جلسات رفع الوعي القادمة التي سيعقدها "فاوندر إنستيتوت الأردن"، يمكنكم زيارة هذه الصفحة من هنا.