شركة مغربية تجعل من خدمة الـ'واي فاي' أداة تسويقية
تقديم خدمة الـ"واي فاي" مجانية لم يعد خيارا، بل أصبح من المور الأساسية. (الصورة من "نيكستوي")
بات توفير اتّصالٍ جيّدٍ بالإنترنت من الواجبات التي ينبغي على التجار اتّباعها لجذب العملاء وتحسين تجربة الاستخدام. خصوصاً إذا ما علمنا أنّ خدمة الـ"واي فاي" WiFi المجانية تُعَدّ من العوامل الرئيسية التي تؤثر في قرار الحجز في الفنادق بالنسبة إلى 74% من المسافرين، وفقاً لدراسةٍ أعدّتها "إيبسوس" Ipsos لشركة "تريب أدفايزور" TripAdvisor. كما أنّ المقاهي، وبسبب هذه الخدمة أيضاً، باتت بمثابة مكاتب للعاملين لحسابهم الخاصّ والأشخاص الذين يحملون الأجهزة التقنية معهم أينما ذهبوا.
وفضلاً عن كلّ ذلك، يمكن لتوفير خدمة الاتصال بالإنترنت أن يكون له تأثيرٌ أكبر بكثير. يعتقد إسماعيل رشداوي، المهندس الذي يبلغ من العمر 25 عاماً، والشريك المؤسّس للشركة الناشئة المغربية "نيكستوي" Nextwi، بأنّ خدمة الـ"واي فاي" التي توفّرها المتاجر تشكّل أداة تسويقٍ قوية.
بعد إطلاق الشركة عام 2014 في مراكش من قبل رشداوي ومحمد بلغازي، قامَت "نيكستوي" خلال الأشهر التسعة الماضية باختبار خدمةٍ تسهّل الاتّصال بخدمة الـ"واي فاي"، في الوقت الذي تقدّم فيه للمتاجر مزيداً من المعلومات عن المستخدِمين بهدف تحسين إدارة العلاقة مع العملاء.
تجربة أفضل للمستخدِمين والتجار
تهدف "نيكستوي" إلى جعل تجربة المستخدِم سريعةً وبسيطةً وبديهية، بحيث لا يتوجّب على الزبون أن يُدخِل كلمة السرّ أو يملأ استمارةً أو يشاهد إعلاناً قبل الوصول إلى الشبكة المجانية، بل يتّصل بها عبر استخدام حسابه على "فايسبوك" Facebook أو "جوجل بلاس" Google+ وحسب.
تسمح "نيكستوي" للمستخدِمين بالاتصال بخدمة الـ"واي فاي" في المطاعم عبر حساب "فايسبوك".
بعد ذلك، تقوم المنصّة بإنشاء ملفٍّ للمستخدِم بناءً على المعلومات المنشورة على شبكات التواصل هذه. وبالتالي، يحصل التجّار بدورهم على تفاصيل عن العملاء ضمن لوحة تحكّمٍ ومراقبةٍ خاصّة بهم، ويمكنهم استخدام هذه البيانات لإرسال العروضات إلى المستخدِمين إمّا عن طريق البريد الإلكتروني أو من خلال صفحة البداية.
ومن خلال هذه المنصّة، يحصل التجار على ردود الفعل فوراً كما يمكن أن يبقوا على اتّصالٍ مع العملاء بعد مغادرتهم، ويمكنهم أيضاً إرسال رسائل البريد الإلكتروني الترحيبية إلى المستخدِمين الجدد والترويج للفعاليات التي يقيمونها.
المعلومات الأساسية تتيح فهم العملاء بشكلٍ أفضل.
بحسب رشداوي، تتوافق هذه الخدمة مع القانون المغربي 2008/09 الذي يفرض على الشركات إبلاغ المستخدِمين بأنّها تجمع بياناتهم وأن تُطلع "اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي" CNDP على قاعدة بياناتها.
من جهةٍ ثانية، فإنّ هذا المفهوم ليس حديثاً من نوعه في العالم، إذ يوجد شركاتٌ في الخارج تعمل في هذا المجال، مثل "كلاود4وي" cloud4wiالتي جمعَت 4 ملايين دولار كتمويل و"بيربل واي فاي" PurpleWiFi التي جمعَت 5 ملايين دولار بدورها.
وعلى الصعيد المحلّي في المغرب، لم تكن "نيسكتوي" الشركة الأولى التي تركّز على خدمة الـ"واي فاي" في المتاجر. فشركة "أومنياب" Omniup التي تأسّست عام 2007 طوّرت خدمة "أومنياب آدز" Omniup Ads التي تسمح بعرض الإعلانات (فيديو، لافتة، أو صفحة ويب) قبل الوصول إلى الاتصال المجاني بخدمة الـ"واي فاي"، ولكنّه مفهومٌ يختلف عن ذلك الذي تتبّعه "نيكستوي".
خطة طموحة
تحظى هذه الشركة الناشئة حتى الآن بخمسة عملاء في مراكش يدفعون مقابل اختبار المنتَج التجريبي، وهم أربعة مطاعم ومقهى واحد. ويقول رشداوي إنّ "الهدف يكمن في تطوير نسخةٍ تجريبيةٍ مستقرّة، والحصول على شعبيةٍ مبدئية، وإثبات أنّه يوجد سوقٌ لها."
بالإضافة إلى ذلك، يسعى الفريق لإطلاق منصّته رسمياً في هذا العام، والحصول على شريكٍ ثالثٍ لتعزيز تنمية الأعمال.
تقدّم "نيكستوي" المنصّة كخدمة PaaS وتأتي إيراداتها من الاشتراكات، على الرغم من أنّ الفريق ما زال يعمل على التسعير النهائي. وإلى الآن، يصل سعر الخدمة سنوياً إلى 5 آلاف درهم مغربي (450 دولاراً أميركياً تقريباً)، كما يمكن لهذا السعر أن يتغير بحسب حجم المتجر وحاجاته.
إسماعيل رشداوي ومحمد بلغازي خلال "ستارتب ماروك" Startup Maroc عن فئة "كأس الشركات الناشئة التي لديها منتَج قابل للتطبيق بالحدّ الأدنى" MVP CUP. (الصورة لـ ياسر باكير)
في الوقت الحالي، تصبّ الشركة الناشئة جهودها على تحسين نقطتَين رئيسيتَين: إنشاء نسخةٍ من البرنامج تعمل على الأجهزة المحمولة، كي يتمكّن المدراء من الوصول إلى لوحة التحكّم عبر الإنترنت وأينما كان؛ وتوفير خيار تركيب المنصّة على أيّ جهاز توجيه router من دون الحاجة إلى الكثير من الوقت.
بالإضافة إلى ذلك، يأمل الفريق أن يكون قادراً على التوسّع إلى مدن أخرى في المملكة المغربية، ومن ثمّ بقية أسواق المنطقة العربية "في مطلع عام 2017"، وفقاً لما يقوله رشداوي.