هل يغنيك هذا التطبيق عن الورقة والقلم في الاجتماعات؟
خلال الاجتماعات - "هل ستدون أنت الملاحظات أم أنا؟ لا أريد..." (الصور من "راب آب")
"إذا كنتَ تريد تسجيل كلّ شيء فهذا سيكون عديم الفائدة، ولكن إذا أردتَ أن تُظهِر اللحظات الأكثر أهمّيةً والمعلومات التي تعنيك، فعندها يمكنك الدخول إلى عالمٍ كبيرٍ من الإمكانات."
هذا ما يقوله، رامي سلميان، المؤسِّس والرئيس التنفيذي لـ"راب آب" Wrappup، الشركة الناشئة التي تعتبر أنّ الوقت هو المشكلة التي ينبغي الالتفات إليها وحلّها، وتحديداً الوقت الذي يضيع خلال الاجتماعات الطويلة.
التقى سلمان شركاءه في التأسيس، أيوش كورديا وريشاف جلان، في "أنجل هاك" دبي AngelHack Dubai، في أيار/مايو 2015. ثمّ في أقلّ من عام سافر الثلاثيّ إلى وادي السيلكون ليربحوا في يوم العروض من "أنجل هاك" العالمية AngelHack Global Demo Day، ويقابلوا الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت" Microsoft ساتيا نادالا، وليصلوا الآن إلى العمل على جولة تمويل تأسيسية من مستثمِرين محلّيين.
إنّه شيء يمكن الاستفادة منه
تطبيق الإنتاجية هذا الذي أطلِق في برنامج تجريبيّ خاص في تشرين الأول/أكتوبر 2015، يستعمل ميزة التسجيل الصوتي الذكي smart voice recording لتلخيص الاجتماعات وتسهيل البحث عن تسجيلات المقابلات.
ووفقاً لكورديا، فإنّ "راب آب" تساعد على التقاط المعلومات وتصفيتها من أجل تحديد اللحظات الأكثر أهمّية، وأيضاً إنشاء معلومات كافية للتدخل actionable intelligence.
يقول سلمان إنّ "الكثير ممّا تقوله لا يُسجّل، والطريقة الطبيعية للتواصل هي الكلام، فلمَ لا نستفيد من هذا؟ فنحن [كبشر] لا نتخاطر ذهنياً ولا نعتمد على التواصل الصوري بالكامل."
كان سلمان يعمل كمستشارٍ لدى "باين أند كو" Bain & Co في دبي، عندما توصّل إلى فكرة تسجيل جميع الحادثات من حوله، لأنّ إدارة عدّة مشاريع والمشاركة في الكثير من الاجتماعات كان يدفعه لقضاء ساعاتٍ طويلةٍ في الليل وهو يعمل على البنود والملاحظات.
ويقول إنّه كان يفكّر في كيفية "تسجيل المحادثات، وتحديد اللحظات المهمّة منها، وتشغيلها، ومن ثمّ استعمالها ضمن ملاحظاته وإرسالها للمتابعة."
عرض الفكرة والفوز
ذهب سلمان مع هذه الفكرة إلى "أنجل هاك" حيث استغلّ 20 ثانيةً من فترة عرضه التي تألّفت من 60 ثانية، ليشرح فكرته.
في ذلك الوقت، لم يتوانَ كوردياوجالان، اللذان أصبحا فيما بعد طالبان في "معهد بيرلا للتكنولوجيا والعلوم" دبي BITS Pilani Dubai، عن التقاط الفرصة من أجل تطوير الإمكانات. كان كورديا الذي كان يبلغ في ذلك الوقت 21 عاماً قد أسّس شركة ناشئة بالفعل تقدّم تطبيقاً يحمل اسم "فيوز" Fuse. أمّا جالان الذي كان في العشرين حينها، فكان من أفضل مطوّري "ويندوز" Windows في الإمارات، ويحظى بمليونَي تنزيلٍ لتطبيقَيه اللذين طوّرهما كمشاريع شخصية، هما "لايف كريكت ماكس" Live Cricket MAX لنتائج لعبة الكريكت و"تراك ماي تراين" TrackMyTrain لسكك الحديد في الهند.
واليوم...
يدير سلمان في الوقت الحالي استراتيجية الشركة ورؤيتها، فيما يهتمّ كورديا كمطوّرٍ لتكنولوجيا الحوسبة السحابية بالواجهة الخلفية للمنصّة وبتقنية تعلّم الآلة، وفي حين يقوم جالان كمطوّر تطبيقات "أندرويد" Android بتنسيق تصميم الواجهة الأمامية الكاملة لتطبيقهم على "أندرويد".
أمّا التطبيق فهو يسمح للمستخدِمين بتحميل جدول الاجتماعات، وتسجيل اللقاءات والاجتماعات مع تنظيم المعلومات من خلال ميزة "تسليط الضوء" highlight، وإصدار المعلومات على شكل ملاحظات، ومن ثمّ تحميلها على السحابة الإلكترونية المدعومة من "مايكروسوفت أزور" Microsoft Azure.
وبعد الانتهاء من تنفيذ التطبيق على "أندرويد"، يريد الفريق أن يُصدروا تطبيقاً للأجهزة العاملة بنظام "آي أو إس" iOS.
في الآونة الأخيرة، أضاف الفريق ميزةً تسمى ’ملاحظات المجموعة‘ Group Notes التي تمكّن عدّة مستخدِمين من إضافة المعلومات إلى المجموعة نفسها، ممّا يسمح لعدّة أشخاصٍ بأن يضيفوا ملاحظاتهم على اللقاء أو الاجتماع نفسه وفي الوقت عينه. وكإضافةٍ على هذه الميزة، استعانوا بمصادر خارجية للمجيء بخوارزمية من أجل الميكروفون، بحيث بات يمكن تغطية قاعاتٍ أكبر باستخدام عدّة هواتف تشغّل تطبيق "راب آب"، وبالتالي يتمّ مزامنة التسجيلات وتجميعها من كلّ المشاركين.
بالإضافة إلى ذلك، يشتمل التطبيق على ميزةٍ أخرى وهي ميزة تحويل الكلام إلى نصوص، بدعمٍ من برمجية "واتسون"Watson من "آي بي إم" IBM، كما وعلى محرّك بحثٍ صوتيّ - تمّ بناؤه خلال أسبوعٍ واحد - للحصول على نتائج بناءً على الصوت بدلاً من النصوص وحسب، وذلك لمزيدٍ من الدقّة. وفي نهاية اللقاء أو المقابلة أو الاجتماع، يمكن تصنيف الملاحظات النهائية من خلال الوقت والمشاعر [الإحباط، السعادة، الثقة]، ليتمّ تحليلها فيما بعد بكفاءة.
من جهةٍ أخرى، وبالنسبة إلى نموذج تحقيق العائدات، فهو ينقسم بين بناء منصّةٍ مخصّصة للشركات تشبه إلى حدٍّ ما كلاً من "دروب بوكس" Dropbox و"سلاك" Slack، واستهداف جيل الألفية والعاملين في مجال الأرشفة.
وعن هذا الأمر، يقول سلمان إنّ "أبناء جيل الألفية نشأوا وذووهم في ظلّ توثيق كلّ شيءٍ في حياتهم، ولقد بات يتمّ توثيق كلّ شيءٍ في حياتهم فعلاً. وإذا ما طبّقت هذا في مجال العمل، ستريد من الشخص العارف بالتكنولوجيا أن يساعدك على تحقيق نتائج أفضل... المستخدِم المثالي [لهذه التكنولوجيا] هو العامل في الأرشفة، مثل المستشار ومندوب المبيعات والأشخاص الذين يتطلّب عملهم تدوين الملاحظات."
يؤكّد الفريق على أنّ "راب آب" سيكون تطبيقاً يغيّر العادات، وهذا ما دفع ما يقارب 15 شركةً عالمية، مثل "آي بي إم" و"مايكروسوفت" و"طيران الإمارات"، بالإضافة إلى المستخدِمين الأفراد، إلى الاهتمام باختبار التطبيق في مراحله التجريبية.
وفيما كان من بين المستخدِمين الأوائل لتطبيق "راب آب"، الرئيس التنفيذي لشركة كفاء الطاقة "طاقة سوليوشنز" Taka Solutions، تشارلز بلاشك، انضمّ فريق "راب آب" إلى الاجتماعات الأسبوعية لـ"طاقة سوليوشنز" في أواخر العام الماضي، لاختبار فوائد التطبيق.
تعاني الشركة على حدّ قول بلاشك من "عدم الفعالية في الاجتماعات لأنّها تدوم طويلاً"، وتستمرّ لأكثر من ثلاث ساعات؛ ولهذا جاء فريق "راب آب" لتحديد كيفية مضيّ هذا الوقت.
وتعقيباً على النتيجة، يقول الرئيس التنفيذي لشركة حلول الطاقة إنّها "كانت مدهشةَ حقّاً؛ نحن مهندسون ونحبّ الأرقام والتحليلات، وهذا ساعدنا أيضاً على التركيز. فجأة أصبح محضر الاجتماع في البريد الوارد لدينا، وهذا ما لم نعهده من قبل بشكلٍ عام."
فريق "راب آب".
المستقبل
يشرح سلمان أنّهم يعملون على "ابتكارٍ يعتمد على التكنولوجيا في منطقةٍ ليست معروفةً بالابتكارات التكنولوجية، ولكن إذا ما نظرتَ حولك ستجد الكثير من المواهب الريادية والتقنية المبهرة، وسترى أنّه يوجد عقليةٌ للتكيّف والتجاوب في السوق - أنظر إلى هذه المدينة [دبي] والسرعة التي بُنيَت فيها."
أمّا كورديا فيؤكّد أنّ دبي "مكانٌ ممتازٌ لتنفيذ المشاريع، فهي بيئة حاضنة متنامية ويمكنك تعلّم الكثير فيها."
وفيما يقرّ سلمان بأنّ السوق لا تحبّ المجازفة، يشير إلى أنّ المسؤولية تقع على عاتق رائد الأعمال لمواصلة الابتكار، لأنّه "لا يمكنك السيطرة على أيّ شيء - العميل أو المستثمِر أو السوق - يمكنك التحكّم فقط بما تعمل على بنائه."
بتابع هذا الرياديّ حديثه بالقول إنّ "قاعة الاجتماعات هي المكان الذي انطلقنا منه، وهي المكان الذي يتبادل فيه الناس معلوماتٍ قيّمةً للغاية ويحتاجها الجميع." ويختم بأنّه "في المستقبل، سيكون ’راب آب‘ شيئاً يرافقك طيلة النهار، فهذه ذاكرة حياتك... أريد أن أكون مساعداً شخصياً لذهني."