شهد الشهيل: هذا ما أعرفه عن الأعمال التجارية الخيرية
أطلقَت المواطِنة السعودية شهد الشهيل شركة "بروجكت جاست" Project Just عندما كانت في الهند منتسبةً إلى "أكيومن" Acumen Global Fellow كزميلةٍ عالميةٍ. و"بروجكت جاست" هي قاعدة بياناٍت على الإنترنت تتيح للمتسوّقين بالحصول على معلوماتٍ عن الممارسات المستدامة والأخلاقية للعلامات التجارية التي تبيع الملابس. هذه الشركة الناشئة التي المحتضَنة حالياً في "أسترولابز" Astrolabs دبي، هي من الشركات الاجتماعية القليلة في البلاد.
تأسّست "بروجكت جاست" قبل عامٍ ونصف، وشارك في تأسيسها ناتالي جريلون، وهي زميلةٌ أيضاً في "أكيومن". وبالرغم من أنّ المشروع لا يدرّ الربح بعد، غير أنّه أثار اهتمام وسائل الإعلام ومتاجر الأزياء العالمية التي نشرَت الكثير من المواد عنه بسبب عمله الرائد.
في حديثٍ مع "ومضة"، تناقش الشهيل (الصورة أدناه) عملية تأسيس مؤسّسةٍ اجتماعية بالإضافة إلى إمكانية تحقيق المال إلى جانب عمل الخير.
ابدأ مع الكثير من البحث. كنّا نعرف أنّ هناك مشكلةً لا بدّ من حلّها، وإذا تمكّنّا من إيجاد حلٍّ لها بطريقةٍ هادفة، فإنها ستكون مشكلةً جديرة بالحلّ من منظورٍ اجتماعيّ أو تجاريّ. توجّب علينا إجراء مكالماتٍ على "سكايب" Skype مع مصمّمين من نيويورك في الساعة الثانية بعد منتصف الليل للتعرّف إلى سلسلة المورّدين، والقيام بجولةٍ في الهند للتعرّف إلى المسائل هناك، بالإضافة إلى الحديث مع المستخدِمين. وبالتالي، أيّ شخصٍ يريد التحدّث إليكم، تحدّثوا معه.
ركّز على المشكلة. أدركنا أنّ مقاربتنا للمشكلة يمكن أن تؤثّر على تفكيرنا بشكلٍ كبير. فالفكرة تغيّرَت مئات المرّات، وأعدنا النظر فيها مرّاتٍ عدّة، حتّى تساءل بعض ألداعمين الأوائل عمّا نقوم به. في النهاية، استقرّينا على فكرةٍ لمشروع "بروجكت"، وذلك بعد سنةٍ من العمل والبحث والاختبار.
استفِد من شغفك وعثر على قاعدةٍ لك. تحدّثنا مع "أكيومن" حول مدّى جدّيتنا تجاه هذه المسائل، خصوصاً أنّنا كنّا نؤمن بشدّة أنّنا نمتلك المهارات اللازمة لحلّ مشكلة الملابس المستدامة؛ كنّا نعرف الناس من خلال التماس المباشر معهم، وبالتالي شعرنا بالحاجة الملحّة لحلّ هذه المشكلة. ولكن لم يكن باستطاعتنا القيام بذلك وحدنا، لذا احتضتنا "أكيومن" وقدّمَت لنا مساحةً مكتبيةً في مدينة نيويورك حيث حصلنا على الدعم الماليّ ووصلنا إلى شبكة علاقات هائلة.
تحديد نموذجٍ لاتّباعه قد يكون أمراً صعباً. كنّا نقوم بشيءٍ لم يسبق لأحدٍ أم قام به، ولقد ألهمَنا وأثار حماسنا قطاعُ الأغذية الذي جعلنا نفكّر بمسار الأغذية العضوية والمحلّية والصحّية، والنموّ الذي رافقه خلال السنوات الـ10 أو الـ15 الماضية. الحركة التي تحصل في قطاع الأزياء والملابس مماثلةٌ لما سبق ذكره، خصوصاً مع وجود شريحةٍ من جيل الألفية ممّن يعتقدون حقّاً أنّ عليهم مجاراة قيمهم مع المنتَجات التي يستهلكونها. كما أدركنا أيضاً أنّه لن يكون بمقدورنا تغيير أساليبهم إذا لم نوفّر لهم بديلاً.
نماذج الإيرادات هي تحدياتٌ من نوعٍ خاصّ. ينطوي تحقيق الأرباح من مؤسّسةٍ اجتماعيةٍ على طبقةٍ إضافيةٍ من الصعوبة - فهي أوجِدَت في الأساس لحلّ مشكلةٍ اجتماعية، لكنّ هذا لا يعني أنّه لا يمكنك حلّها في الوقت الذي تكسب فيه المال. وإذا كان ينبغي المفاضَلة بين الأمرَين، فلا يجب التنازل عن المهمّة الاجتماعية.
تحقيق المال ليس دائماً الحلّ. مع نموّ قاعدة مستخدِميك، تصل إلى نقطةٍ يكون فيها بناء المصداقية أمراً بالغ الأهمّية. هذا ما يجب أن تراهن عليه على المدى الطويل، ما قد يعني الاضطرار إلى التخلّي عن بعض أنشطة تحقيق الربح. قد يكون عليك وقف اختبارات تحقيق المال، وتتوصّل إلى شيءٍ آخر من خلال بعض بحوث موقعٍ تجاريّ على الإنترنت.
خذ الاستثمارات حيث يمكنك. لا بأس أن تأخذ المال حتّى لو كنتَ تشغّل مؤسّسةً اجتماعية. ونحن، مثل أيّ شركةٍ أخرى، لدينا استثمارات، كما عملنا على مشاريع استشارية لتحقيق بعض الإيرادات ودعم بحوثنا مادّياً.
اعمَل على توجيه الآخرين. عندما تتحدّث مع أشخاصٍ حديثي المعرفة بهذه القضايا أو لا يعرفونها، فإنّ التحدّي هنا يتمثّل في إقناعهم بوجود فرصةٍ كبيرة. فنحن كامرأتَين تعملان في مجال التكنولوجيا والأزياء والأخلاق، كان من الصعب أن يأخذنا بعض اللاعبين على محمل الجدّ. ولكن على الجانب الآخر، كان هناك أشخاصٌ يأخذون الأمر بكلّ جدّية ويقدّمون الدعم بشكلٍ كبير.
استفِد من الثقافة الإقليمية. على الرغم من أنّ مفهوم ريادة الأعمال الاجتماعية حديث النشأة، غير أنّ هناك قيماً ثقافيةً ودينيةً تدعو لفعل الخير كجزءٍ من كونك مواطناً على هذه الأرض؛ وهذا يمكن أن يكون عاملاً مساعداً جدّاً.