قمة ريادة الأعمال التعاونية تنعش التعاون بين الشركات الكبرى والشركات الناشئة
جلسة النقاش الأولى في الفعالية شارك فيها فادي غندور؛ ونجلاء المدفع، مديرة "مركز الشارقة لريادة الأعمال"؛ ومعالي نورا الكعبي، وزيرة الدولة لشؤون "المجلس الوطني" في الإمارات؛ ومؤيد مخلوف، المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "مؤسسة التمويل الدولية"؛ ومدثر شيخة، الشريك المؤسس لـ"كريم". (الصورة من "إكسبو 2020 دبي")
شركة كبيرة، أعمال تجارية كبيرة، شركة متعدّدة الجنسيات، شركة عملاقة - مهما كان الاسم الذي تفضّل استخدامه، فهي بحاجةٍ إليكم أنتم، و'أنتم' تعني هنا الشركات الناشئة والشركات الصغيرة.
"لم يعد الأمر بالنسبة إلى الأعمال أن تكون الأفضل أو أن تساعد العميل، بل إنّها مسألة حياةٍ أو موتٍ الآن؛ ولا يمكننا أن نتجاهل الابتكار من الشركات الناشئة،" بحسب نديم النجار، مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "طومسون رويترز" Thomson Reuters، في حديثٍ عن التحوّل نحو مفهوم ريادة الأعمال التعاونية Collaborative Entrepreneurship.
التعاون بين الشركات الناشئة والشركات الكبرى ليس جديداً، ولكنّه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يحتاج إلى دفعةٍ نحو الأمام.
وفي هذا السياق، وبالقرب من برج خليفة في دبي، أقام "إكبسو 2020 دبي" Expo2020Dubai و"ومضة" القمّة الأولى في المنطقة حول ريادة الأعمال التعاونية، في شهر أيار/مايو، حيث جمعت جنباً إلى جنب مجموعةً مختارةً من الشركات الناشئة والشركات الكبرى، في وقتٍ يتمّ فيه أيضاً دراسة الإنجازات التي حقّقها هذا المفهوم التعاوني حتى الآن.
From panel discussions to workshops, the #Expo2020xWamda Summit is connecting #startups and corporations today. pic.twitter.com/mNmpZq2T2J
— Expo2020Dubai (@expo2020dubai) May 19, 2016
"من جلسات نقاشٍ إلى ورش عمل، تقوم قمة ريادة الأعمال التعاونية من "إكسبو2020" و"ومضة" بربط الشركات الناشئة بالشركات الكبرى".
في "مقهى الإبداع" Creativity Café الذي يطلّ على بحيرة برج خليفة، اجتمعت 15 شركةً ناشئةً من المنطقة لعرض منتَجاتها التي تتراوح بين الروبوتات والواقع الافتراضي. وشكّل الأمر فرصةً كبيرةً لمختلف الأشخاص من الشركات الناشئة والشركات الكبرى لكي يتلاقوا ويتعارفوا أكثر.
ويأتي ذلك في إطار الشراكة التي أطلقها "إكسبو2020" و"ومضة" في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، والتي تهدف إلى جمع الشركات الناشئة مع الشركات الكبرى في المنطقة.
إعادة تصويب الديناميكية
في الوقت الراهن، لسنا في مرحلةٍ "حيث يلتقي الكبير بالصغير، بل حيث يأكل الكبير الصغير؛ وبالتالي نحن نحاول تغيير هذا اليوم،" حسبما قالت معالي ريم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الحكومة الإماراتية، ومديرة "إكسبو 2020 دبي"، في كلمتها الافتتاحية التي أوجزَت فيها موضوع قمّة ريادة الأعمال التعاونية التي تستمرّ ليومٍ واحد.
لا نريد للكبير أن يأكل الصغير، وفقاً لمعالي ريم الهاشم في افتتاحية القمة.
من ناحيةٍ أخرى، فإنّ الشركة الأميركية "صوفا" Soofa التي تصنع مفروشاتٍ تحتوي على لوحاتٍ للطاقة الشمسية لتزوّد مستخدِميها بمنافذ للشحن ومعلوماتٍ عن البيئة في الأماكن العامّة، لم توقّع أيّ شراكةٍ مع شركةٍ كبرى بعد؛ ولكنّ مؤسّستها ساندرا ريتشر حرصت على مشاركة بعض الدروس التي تعلّمتها حتّى الآن.
وقالت ريتشر التي شاركت في جلسة نقاشٍ حول قصص النجاح الإقليمية والدولية وحول أفضل ممارسات ريادة الأعمال التعاونية، إنّه "عندما بدأ الأمر يصبح بطيئاً تراجعتُ خطوةً إلى الوراء". أو بمعنى آخر، عندما تبدأ تتعثّر الأمور أمام الشركة الناشئة ويبدو الناس كأنّهم باتوا غير متحمّسين لمشروع ريادة الأعمال التعاونية، عليك التخلّي عنه.
النجاحات المحققة حتّى الآن
أشار مدير "أرامكس" Aramex في الإمارات، حسين وهبي، إلى أنّ ريادة الأعمال التعاونية CE هي بالفعل جزءٌ من ثقافة شركتهم الداخلية، خصوصاً وأنّ "أرامكس" قد سبق لها وعقدَت شراكاتٍ مع شركاتٍ ناشئةٍ مثل "شيبلي" Sheaply و"ممز وورلد" Mumzworld و"ذا هابي بوكس" The Happy Box.
وقال عن هذا الأمر إنّه "عندما كانت [المؤسِّسة جمانة الدرويش] تتوجّه نحو العالمية، تمكّنّا من دعمها للوصول إلى أسواق أخرى".
ولكنّ الأمر لا يقتصر بالطبع على التوجّه ببساطةٍ نحو شركةٍ كبرى والقول لها "هيا نقوم بعملٍ سوياً".
وفي هذا الإطار قالت مؤسِّسة "ممز وورلد"، منا عطايا، والتي أقامَت تحالفاتٍ طويلة الأجل وأخرى قصيرة الأجل مع الشركات الكبرى، إنّها قدّمت مقاربتها أمام شركات الخدمات اللوجستية مثل "أرامكس" على أساس الاستراتيجية والمهمّة المحدّدة، بدلاً من التركيز على المفهوم وحسب.
وأمام المستمعين المنجذبين إلى الحديث الذي كان يجري ضمن حلفة النقاش، والذين كانوا يحرصون على تعلّم الدروس من أوائل متبنّي ريادة الأعمال التعاونية، ذكرت عطايا أنّ السؤال الذي ينبغي على الشركات الناشئة أن تطرحه على نفسها هو: "ما هو الأمر المميز والفريد من نوعه الذي يمكن أن نأتي به إلى طاولة المفاوضات؟" و"ما الذي يمكن للشركة الكبرى أن تقدّمه لنا من أجل التوسّع وغيره من الأمور؟"
من جهتها، فاطمة الخوري، مؤسِّسة شركة "مسكة" Maska لتوضيب الهدايا في دبي، والتي شاركت أيضاً في جلسة النقاش، قالت إنّ التعاون مع العلامات التجارية الفاخرة مثل "أرامكس" و"لوي فيتون"LVMH قد فتح لها الكثير من الأبواب.
وتوجّهت للجمهور بالقول إنّ "الإرشاد الذي حصلنا عليه من الشركات الكبرى كان ذا فائدةٍ كبيرة؛ لم أكن أعرف ما أفعله، غير أنّ التوجيهات كانت مهمّةً جدّاً".
مدير جلسة النقاش كريس شرودر إلى يمين حسين وهبي من "أرامكس".
عرض الأفكار
لا يمكن لأيّ فعاليةٍ للشركات الناشئة أن تمرّ من دون أن تشهد عرضاً للأفكار.
وفي هذه القمّة، عرضت 22 شركةً ناشئةً أفكارها أمام الشركات الكبرى، ضمن ثلاثة مساراتٍ هي التنقل mobility، والفرص opportunity، والاستدامة sustainability.
وبدا أنّ الشركات الناشئة تبحث عن فرصةٍ للحديث مع الشركات الكبرى التي يمكن أن تساعدها في أيّ شيء، من التوسّع الإقليمي إلى الدعم في مجال التسويق مروراً بالتوزيع، وصولاً إلى السعي لعقد شراكاتٍ مع شركات النفط وشركات السيارات.
مؤسّس "كراود أنالايزر"، أحمد سعد، يعرض فكرته سعياً لعقد شراكة.
بعد ذلك، قامَت سبع شركاتٍ كبرى، ومنها "فيزا" Visa، و"العربية للطيران"Air Arabia، وشركة "ماجد الفطيم القابضة" لتجارة التجزئة والترفيه، بعرض أفكارها أمام حشدٍ من الشركات الناشئة، حيث كانت كلّ شركةٍ كبرى تبحث عن شركةٍ ناشئةٍ لمساعدتها في الابتكار.
من جهةٍ أخرى، وفي جلسة نقاشٍ، أعلن المحاوِر كريستوفر شرودر أنّه لم يعد يشكّك في ريادة الأعمال التعاونية، متوقّعاً أنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "لن يطول وصفها بعد الآن على أنّها بيئةٌ حاضنة ناشئة، فأنتم [في هذه المنطقة] ستكونون طلائع من يحمل هذه البيئة الحاضنة إلى العالم".