الشركات الناشئة تنشئ فرص عمل ولكن هذا لا يكفي [تقرير]
بالرغم من أنّ غالبية مَن شملهم الاستطلاع من القوى العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يرون أنّ الشركات الناشئة تجسد خطوة مهنية جيدة، إلّا أّن قلة منهم يعربون عن استعدادهم للعمل في شركةٍ من هذا النوع.
التقرير الأخير الذي أجراه "مختبر ومضة للأبحاث" WRL بعنوان "وصول رواد الأعمال في المنطقة العربية إلى أصحاب المواهب" Access to talent for MENA’s entrepreneurs، أثمر عن نتائج ساعدت في استعراض العمليات والاستراتيجيات والقيود التي يواجهها رواد الأعمال في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا فيما يخصّ آليات التوظيف والاحتفاظ بالموظفين.
هذا وقد طرح التقرير الذي صدر قبل أيام بالاشتراك مع "مؤسسة التمويل الدولية"IFC وموقع "بيت.كوم"Bayt.com و"منطقة بيروت الرقمية" BDD، وجهة نظر رواد الأعمال فيما يتعلق بتطلعاتهم المهنية وآرائهم حول العمل في شركات ناشئة.
يأتي هذا التقرير مكمّلًاً للتقرير السابق "الخطوة التالية: تخطي العقبات أمام رواد الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، والذي أشار إلى أنّ ما نسبته 24% من رواد الاعمال اعتبروا أنّ بناء الفريق هو من أبرز التحديات التي تواجههم لتوسيع شركاتهم.
على صعيد المنافسة
في الوقت الذي شهدت فيه البيئة الحاضنة لريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموًا متسارعًا على مدى العقد الماضي، يبقى السؤال ما إذا كانت ريادة الاعمال قد حققت انتشارًا في صفوف عامة الشعب وتؤثّر على نظرتهم لمصداقية الشركات الناشئة ومخاطر العمل فيها.
خلُصت الدراسة إلى أنّ 64% و41% من القوى العاملة على التوالي يفضّلون العمل في شركةٍ كبرى والقطاع الحكومي بدلًا من العمل في شركةٍ ناشئة. وتبين أنّ الربع تقريبًا من هؤلاء الذين عملوا في شركة ناشئة تركوا وظائفهم للعمل في شركات كبيرةٍ، نظرًا لما تقدّمه الأخيرة من مزايا ورواتب أعلى.
ولأنّ الشركات الناشئة لا تستطيع دومًا الوصول إلى مستوى المنافسة مع الشركات الكبيرة من حيث الرواتب، فقد ارتأى مؤسّسو تلك الشركات استقطاب المواهب والكفاءات عبر توفير مزايا متنوّعة غير مرتبطة بالراتب وتتماشى مع ثقافة الشركة الناشئة مثل منح حقوق ملكية وتوفير فرص للابتكار والسماح بساعات عمل مرنة. ولكن على الرغم من ذلك، كشفت الدراسة أنّ القوى العاملة تفضّل المزايا غير المادّية التي تمنحها الشركات الكبيرة والجهات الحكومية - مثل التأمين الصحّي وأيام العطلة - وترى أنّها أهمّ وأعلى قيمة مقارنة بما تقدمه الشركات الناشئة.
على صعيد الرضا
وجدت الدراسة أيضًا أن روّاد الأعمال – باستثناء الذين في منطقة الخليج – يشعرون بمستوى رضا عالٍ إزاء المواهب التي أمكنهم استقطابها والتي كانت معظمها من سوق العمل المحلي. وفي هذا الإطار، فإنّ روّاد الأعمال في كلٍّ من لبنان ومصر وتونس وفلسطين هم الأكثر رضاً عن المواهب والكفاءات المحلية.
وفي الوقت نفسه، أشار مؤسّسو الشركات الناشئة إلى ندرة أصحاب المهارات الصلبة والناعمة محلياً. والجدير بالذكر أنّهم عبّروا عن بعض التحديات التي تواجههم في عملية البحث عن موظفين مستقلين ومحفزين يمتلكون مهارات في مجال المبيعات وتطوير الاعمال.
يمكن تفسير تلك التحديات والعقبات بالنظر إلى حقيقة أنّ رواد الأعمال لا يعملون على تنويع قنوات التوظيف الخاصة بهم؛ حيث يستخدم أنّ الثلث منهم فقط الشبكات المهنية للعثور على موظفين جدد، و7% فقط يعتمدون على الجامعات لجذب الكفاءات. وهذا يمكن أن يشكّل فرصة مهدورة لرواد الأعمال، لا سيما وأنّ الجامعات لديها مجموعة واسعة من المرشّحين المتعلمين والراغبين بدخول سوق العمل.
على صعيد توفير فرص العمل
أظهر البحث أنّ رواد الأعمال ينوون تنمية فرق عملهم خلال السنة القادمة، ولكن لا يزال للقوى العاملة تحفّظات عدّة فيما يتعلق بالأمن الوظيفي في حال قرّروا العمل في إحدى الشركات الناشئة.
في حال لم يبادر روّاد الأعمال إلى توفير حوافز مجزية للموظفين، فإنّ فرص توسيع الفرق ستصبح ضئيلة. بالإضافة إلى ذلك، لا يغيب هنا أنّ صانعي السياسات والجامعات ووسائل الأعلام يضطلعون بدورٍ حيوي في تعزيز ثقافة ريادة الأعمال عند عامة الشعب.
لتحميل التقرير بالكامل، يرجى الانتقال للأعلى والنقر على المربع الأخضر إلى اليسار.