خدمات التوصيل هي جزءٌ من نمط الحياة في دبي، حتّى أنّ بعض السكّان يمكنهم الاختيار بين المتاجر الكائنة في أسفل المبنى أو التي تبعد قليلاً. وفي كلتا الحالتَين يمكنك من خلال مكالمةٍ هاتفيةٍ الحصول على أيّ شيءٍ عند عتبة بابك بدءاً من الشوكولا وصولاً إلى الوجبات الكاملة.

مثل هذه الخدمات تُعتبَر مثاليةً لتجنّب حرارة الصحراء التي لا ترحم، أو إذا أصابتك نوبةٌ عرضيةٌ من الخمول.

في هذا الإطار، تسعى "الجروسر" El Grocer إلى تسهيل خدمات توصيل البقالة مع تطبيقها لتوصيل البقالة عند الطلب الذي يلبّي حالياً 11 ألف مستخدِمٍ من 50 متجراً تقريباً في جميع أنحاء دبي.

من خلال هذا التطبيق الذي يمكن تنزيله حالياً من متجر "آبل" Apple، يمكن للمستخدِمين اختيار المنتَجات ومن ثمّ تلقّي إشعارٍ لدى تحضير الطلبات، ولدى مغادرتها للمتجر؛ وعلى ما يبدو تصل معظم الطلبات في غضون 60 دقيقة.

يقول المؤسّس والمدير الإقليمي، مايكل كوستاش، لـ"ومضة"، إنّه من خلال العمل مع العلامات التجارية، تستطيع شركته الناشئة تقديم عروضاتٍ خاصّة وتحسين سلوك العملاء من خلال تحليل البيانات.

اجتمع كوستاش مع كلٍّ من رائد حافظ من "نومايت فينتشر" Nuummite Ventures للبدء ببناء التطبيق، في محاولةٍ لمحاكاة نموذج "إنستا كارت" Instacart في الولايات المتحدة حيث "يحاولون تأسيس عادةٍ" لتوصيل البقالة. يشير حافظ إلى أنّه نظراً لأنّ "شركاء / مستشاري [حاضنات الأعمال] ينحدرون من قطاعات المحمول والتكنولوجيا والسلع استهلاكية سريعة التداول FMCG، فإنّ المشاركة في ’الجروسر‘ لم تحتَج إلى الكثير من التفكير".

على الرغم من الخدمة المباشرة، يشوب خدمة توصيل البقالة "الكثير من المشاكل التي يمكن حلّها مع التكنولوجيا،" بحسب كوستاش، فالمتجر يمكن أن يخطئ في الطلب، أو أن يعبث بالبدائل في حين لا يمتلك العميل أدنى فكرة عن المنتَجات الموجودة فيه، وكذلك بالأسعار.

في حين شكّل جذب مالكي المتاجر إلى المنصّة تحدّياً، نجح في ذلك عرض الأفكار ثلاثيّ النقاط.

ويشرح كوستاش الأمر بأنّهم قالوا إنّ "العملاء الحاليين الذين يتّصلون بك قد يرغبون في حلٍّ أفضل، كما أنّ هناك الكثير من العملاء الذين لا يعرفونك، وبدلاً من افتتاح فروعٍ أخرى في المدينة سنكون نحن مَن يفتح أمامك هذه الأسواق".

سعيد، مدير متجر "بيتر مارت 1" Better Mart 1 للبقالة في "الخليج التجاري"، الذي عقد شراكةً مع "الجروسر" في مطلع هذا العام، كان متفاجئاً من المواقع الجغرافية التي يمكن الوصول إليها.

تقدّم "الجروسر" لكلّ مدير متجرٍ جهاز هاتفٍ ذكيّ لتتبّع طلبات العملاء، ويمكنه الوصول إلى بيانات عادات الشراء لتحسين الأعمال. وفي حين أنّ تحديد الموقع الجغرافي وعملية التتبّع ما زالت قيد التطوير، فإنّ العضوية وخدمات التوصيل تُقدَّم مجّاناً للمستخدِم.

لانا دروان، مِن سكان "أبراج بحيرة الجميرا"، هي من مستخدِمي "الجروسر" المثاليين، فقد انجذبت إلى التطبيق لأنّ "الصيف بدأت للتوّ و[لم] ترِد أن تمشي إلى المتجر في هذه الحرارة المرتفعة".

فيما يخطّط الفريق للتوسّع في سائر الإمارات وإلى السعودية والكويت وقطر، فإنّ العمل انطلاقاً من دبي يُعدّ أمراً بديهياً بالنسبة إلى كوستاش - مع وجود خدمة توصيلٍ لدى كلّ المتاجر تقريباً، لا يبدي الفريق اهتماماً بالخدمات اللوجستية. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ مستثمريهم متواجدون في الإمارة، كما أنّ المؤسّس يرى في هذه السوق فرصةً كبيرةً كفاية.

بعد عامٍ تقريباً على انطلاقها، تعمل "الجروسر" على بلورة مصادر الدخل من خلال تكليف المتاجر بدفع 2% من كعمولة، والسعي إلى تأمين خدماتٍ ذات قيمةٍ مضافة مثل خدمة التسليم السريعة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الشركة مع شركات أبحاث مثل "نيلسن" Nielsen للبناء على تجربة العلامة التجارية.

"العلامات التجارية هي الهدف الأكبر لنا،" كما يقول كوستاش لـ"ومضة"، مضيفاً أنّ "الطريقة التي صمّمنا بها التطبيق هدفت إلى التركيز على العلامات التجارية منذ البداية، والحصول على أكبر عددٍ من المتاجر لإثارة اهتمام العلامات التجارية".

في هذا السياق، وقّعت شركة "هنكل" Henkel للخدمات المنزلية وغسل الملابس "للاستفادة من المنصّة الإلكترونية" والعمل على الترويج للعروضات الخاصّة بمنتَجاتها الرئيسية مثل "برسيل" Persil و"بريل" Prill و"داك" Dac، على حدّ قول جاد سلمان، مدير التسويق التجاري لدى "هنكل" في دول مجلس التعاون الخليجي.

يشير هذا الأخير إلى أنّ "قناة [تسويق] البقالة [لدينا] ليست متطوّرةً كما نريد، لذلك أردنا الاستفادة من الراحة في التسويق التي يوفّرها التطبيق، إضافةً إلى أنّ نموذج ’الجروسر‘ قريبٌ جدّاً من قلوب المستهلكين، وهو مريحٌ وعمليّ".

في شهر تموز/يوليو الماضي، فازَت "الجروسر" بالجائزة الذهبية في "بوبليسيس90" Publicis90 وحصلت على 100 ألف يورو وسنةٍ كاملةٍ من الاحتضان، وهي الآن قريبة من إطلاق جولتها التمويلية الأولى Series A.