هل حصلت 'فلافل' على أكبر جولة تمويل بين شركات الألعاب في المنطقة؟
أغلق "فلافل جايمز" Falafel Games، أحد أوّل استديوهات الألعاب في المنطقة، جولة تمويل بقيمة 2.6 مليون دولار، بقيادة "شركاء المبادرات في الشرق الأوسط" Middle East Venture Partners والشركة القابضة "أي إس إم إي" iSME، مبادرة البنك الدولي التي تستثمر في الشركة للمرة الأولى.
سبق لـ"فلافل جايمز" أن تلقّت استثمارات من "شركاء المبادرات في الشرق الأوسط" و"أم بي سي فنتشرز" MBC Ventures و"توفور54" Twofour54، لكنّ هذا الاستثمار الكبير يعدّ بمثابة نعمةٍ لمجال الألعاب في المنطقة، بخاصةٍ وأنّ الاستثمارات من هذا الحجم نادرة في هذا القطاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
من المرجّح أن تكون جولة "فلافل" هذه جولة التمويل الأكبر في المنطقة حتّى الآن، رغم الحديث عن سعي "طماطم جايمز" Tamatem Games في الأردن إلى إغلاق جولة تمويل على مليوني دولار.
اقتصرت مبالغ الاستثمارات في الأعوام الأخيرة على مئات آلاف الدولارات وليس الملايين، ولكنّ نقص التمويل في سوق الألعاب ليس بأمرٍ عاديّ خصوصاً إذا ما نظرنا إلى حجم سوق الألعاب الكبيرة في الشرق الأوسط. فقد خلصت دراسة أعدّها "استراتيجي آند" &Strategy و"توفور54" إلى أنّ هذه السوق التي تساوي اليوم مليار دولار، سوف تصل إلى 4.4 مليارات بحلول عام 2022. أمّا على المستوى العالمي، فيشير تقرير من شركة الأبحاث في مجال الألعاب، "سوبر داتا ريسيرتش" SuperData Research، إلى أنّ سوق الألعاب الرقمية في العالم نمت بنسبة 8% منذ عام 2014 وقد وصلت إلى 61 مليار دولار.
في إطار شرحه للأمر، قال وليد فزع، الشريك ومدير الاستثمار في "ومضة كابيتال"، إنّ "المستثمرين المخاطرين في المنطقة ابتعدوا عن منصّات الألعاب لأنّها كانت تفتقر إلى استراتيجيات إضفاء الطابع المحلّي على اللعبة وإلى شبكات توزيع مناسبة، غير أنّ ’طماطم‘ غيّرت ذلك."
وفي مقالة رأي كتبها لـ"ومضة" في أيلول/سبتمبر، ذكر فزع أنّ "طماطم" استعانت بجمهورها المستهدف لتطوير منتجاتها بشكل أفضل. وأجرَت لهذه الغاية استطلاعات عن السيارة التي يفضَل جمهورها قيادتها في الألعاب، وكذلك عن الموسيقى التي يفضّلون الاستماع إليها. وشدّد أنّ هذا "التفاعل الحميم بين مطوّري الألعاب الإقليميين وجمهورهم هو بحدّ ذاته تطوّر ثوري."
بدوره، قال الشريك الإداري في "شركاء المبادرات في الشرق الأوسط"، وليد حنا، إنّ "‘فلافل جايمز‘ حققت أرقاماً تفوق التوقّعات." وبالتالي، فإنّ سبب الاستثمار مرّة أخرى في هذه السوق غير الشعبية يقتصر على أنّها تجني أرباحاً من هذه الخطوة.
وذكرت "فلافل جايمز" في بيان لها يوم الأحد أنها ستخصص هذا التمويل لإصداراتها المقبلة وتوسّعها في السوق، وأنّها ستنقل مقرّها الرئيسيّ من الصين إلى بيروت تزامناً مع جولة التمويل الثانية هذه. وبالإضافة إلى ذلك، تنوي التوسّع إلى بلدان مجلس التعاون الخليجي من مكتبها في أبوظبي.
وكشف الرئيس التنفيذي، فينسنت غصوب، عن السبب الذي يدفعهم إلى العودة، قائلاً في البيان نفسه: "لقد كنّا نأتي بالمواهب العربية إلى الصين كوننا بدأنا هناك. أمّا الآن، فقد وصلنا إلى مرحلةٍ يشكل فيها حضورنا بكامل قوانا في منطقة الشرق الأوسط قراراً منطقياً. فبيروت باتت خياراً مناسباً بسبب توفّر المواهب ورأس المال فيها، وكذلك لأنّ المؤسسين من لبنان وسوريا."
هذه الشركة التي أسسها غصوب ورضوان قاسمية في عام 2010، تركّز على الألعاب كثيفة اللاعبين على الإنترنت MMO. وهي تشتهر بإنتاج لعبة "فرسان المجد" باللغة العربية، وبإنتاج لعبة "حرب الحروب" الأولى من نوعها في المنطقة العربية بحيث يمكن لعبها على منصّات مختلفة من الحاسوب وهاتف الـ"آي فون".
أمّا آخر ألعابها، "أكشن إنمي" Action Anime، فكانت اللعبة الأكثر مبيعاً للشركة حتّى الآن.