'سماركي' اللبنانية تستهدف المنطقة العربية بعد لندن
بعد أن تلقّت الشركة الناشئة "سماركي" Smarke دعماً كبيراً من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حملتها لجمع التمويل، بدأت تعيد النظر في العودة إلى استهداف أسواق المنطقة.
تأسّست "سماركي" التي تصنّع الأقفال الذكية العاملة على الـ"بلوتوث" في العام 2015، وقرّرت التركيز على سوق الإيجارات على المدى القصير في أوروبا، على غرار "إر بي إن بي" Airbnb و"هوم اواي" Homeaway .
شارك مؤسّسو "سماركي" الثلاثة في برنامج تسريع الأعمال من "المركز البريطاني اللبناني للتبادل التكنولوجي" UK Leb Tech Hub في أيّار/مايو 2016، قبل أن ينتقلوا إلى بريطانيا بعد أربعة أشهر للوصول إلى الأسواق البريطانية والأوروبية.
لم تطلق "سماركي" منتجاتها في السوق بعد، غير أنّها اختبرت قابليتها للنمو في انطلاقة تجريبية محدودة في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، حيث تلقّت 75 طلباً من 17 عميلاً لم تكشف عن أسمائهم، بحسب الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي هادي عبد النور.
تواجه الشركة منافسة محتدمة في أوروبا، وتعيد النظر في استراتيجيتها في المنطقة العربية متوجهةً هذه المرّة إلى المستهلك مباشرةً وليس إلى الشركات. حصلت حملة "سماركي" لجمع التمويل على "إندي جوجو" Indiegogo على دعمٍ كبير من المنطقة العربية، غير أنّ هذه الأموال ستخصصها الشركة للتطوير والتصنيع.
فازت "سماركي" بجائزة 50 مليون ليرة لبنانية (حوالي 33 ألف دولار) من مسابقة "جرو ماي بيزنيس" Grow My Business في العام 2016، وجمعت حوالي 400 ألف دولار من برنامج "كفالات" Kafalat ومستثمرين أفراد. وتسعى الشركة إلى جمع 600 ألف دولار إضافية كتمويل تأسيسي.
حملات محفوفة بالمخاطر
يشير عبد النور إلى أنّ فريقه اختار إطلاق حملته على "إندي جوجو" وليس "كيكستارتر" لأنّه رأى أنّ الكثير من الشركات فشلت على الثانية فيما نجحت شركات أخرى على الأولى، كما وجد الفريق أنّ شروط العمل أفضل على هذه المنصّة.
حتى نشر هذا المقال، جمعت "سماركي" حوالي 84 ألف دولار متخطيّةً هدفها الذي بلغ 75 ألف دولار. إلا أنّها في الأسبوع الماضي واجهت مشاكل مع "إندي جوجو" التي أعادت من دون إنذار مسبق بعض المبالغ المجمعة ورفضت مبالغ أخرى. وبالرغم من حلّ هذه المشكلة، يقول عبد النور إنّ 15 ألف دولار دفعت ولكنها لم تظهر على صفحة الحملة.
ويُذكر أنّه في العام 2015، أطلقت "إندي جوجو" آلية لإعادة الأموال المدفوعة تسمح للمتبرعين المتردّدين باستعادة أموالهم خلال الحملة من دون العودة إلى المنظّمين.
ثلاثة أجهزة ومفتاح واحد
يتألّف جهاز "سماركي" من ثلاثة أجهزة تعمل سويّاً أو كلّ على حدة.
يوضع القفل الذي يعمل على الـ"بلوتوث" على القفل العادي من طراز أوروبي Euro cylinder lock، وتسمح رقاقة توضع داخل نظام الاتصال الداخلي، للزوار بدخول المبنى حتى من دون تواجد أحد في المنزل. أمّا الجهاز الثالث فهو لوحة مفاتيح إلكترونية، مصممة لتلبية حاجات سوق الإيجارات على المدى القصير والشقق المشتركة وهي السوق التي تستهدف فيها "سماركي" الشركات. تسمح هذه اللوحة للمستخدمين بالدخول إلى الشقة باستخدام رمز محدد من دون استخدام التطبيق على هاتفهم.
رغم أنّها غير مفيدة من دون القفل الذكي، يلفت عبد النور إلى أنّ الرقاقة هي ما يميّز شركتهم عن المنافسين الكثر الذين يقدّمون أيضاً أقفالاً ذكيّة تعمل على البلوتوث، ومنهم "إنتر" Entr من "مولتي لوك" Mul-T-Lock و"دانا لوك" Danalock و"نوكي" Nuki .
في حالة الطوارئ، أي إذا نفذت بطارية هاتف المستخدم مثلاً، يمكن دائماً استخدام القفل العادي والمفتاح.
المراهنة على سوقين
تركّز "سماركي" على المدى القصير لسنتين أو ثلاث على سوق الإيجارات التي يقول عبد النور إنّ " قيمتها في أوروبا تبلغ حوالي 200 مليون دولار". ويتيح الجهاز لمالكي الشقق إمكانية السماح للأفراد بالدخول إلى الشقة في أوقات محددة بفضل التطبيق.
ويشير المؤسس الشريك إلى أن 90% من الشركات التي تتعامل مع "سماركي" موجودة في لندن وباريس، بينما الـ10% الباقية فتنقسم ما بين الأسواق الأصغر في روما وأمستردام ومدريد.
تدخل "سماركي" إلى سوقٍ ناضجة ومزدحمة، فالكثير من الأقفال الذكية حاولت دخول هذه السوق من قبل. وبعضها سلك مسار جمع التمويل، على غرار "بيكي" Bekey التي فشلت حملتها على "كيكستارتر" في العام 2015.
من جهة ثانية، هناك شركات أخرى إلى دخلت هذه السوق من قبل مثل "لوك ستايت" Lockstate الأميركية. تأسّست هذه الشركة في العام 2004 ثمّ عقدت شراكات مع "إر بي إن بي" و"هوم أواي" لتزوّدهما بقفلها الذكي الذي يعمل عبر شبكة الـ"واي فاي". كماتقدّم خدمة "لوك ستايت كونكت" Lockstate Connct تسمح للمستخدمين بإدارة أجهزتهم المنزلية عبر السحابة الإلكترونية من هاتفهم أو حاسوبهم.