جاذبية المحتوى الرقمي تزداد في رمضان
تؤثر التكنولوجيا والاتصالات الرقمية على تفاعلات الناس وأنشطتهم خلال شهر رمضان.
ففي هذا الشهر، تصبح بعض التطبيقات المجانية "فريميوم" freemium أكثر استخداماً، مثل"آي قرآن" Iquran، و"مسلم برو" Muslim Pro الذي انطلق في رمضان 2010 وأضاف الكثير من الميزات / إلى أن أصبح بمثابة منصّة تربط المسلمين في مختلف أنحاء العالم.
وبدورها أطلقت شركة "جوجل" Google تطبيق "محدّد القِبلة" Qibla Finder الذي يساعد المسلمين على تحديد اتجاه القِبلة.
البحث عن المعايدات والموسيقى الدينية ووصفات الطعام أعلى من أيّ وقت آخر
يتبادل أفراد العائلة والأصدقاء ملايين رسائل التهنئة في رمضان عبر شبكات الإعلام الاجتماعي وتطبيقات الدردشة. حتى أنّ موقع "تويتر" أنشأ رموزاً تعبيريةً (إيموجي) خاصّةً بشهر رمضان، بما فيها إيموجي للهلال وآخر للمسجد يَظهَران عندما يغرّد أحدهم مستخدماً وسم (هاشتاج) "رمضان" بالإنجليزية أو العربية أو "رمضان كريم" بالعربية.
في تقرير "فكّر مع جوجل" Think with Google الذي نشر في كانون الثاني/يناير 2017، ورد أنّ البحث عن وصفات الطعام في المنطقة العربية خلال شهر رمضان ارتفع بنسبة 50% أكثر من أي وقت آخر في السنة. وأشار التقرير أيضاً إلى أنّ أوقات مشاهدة فيديوهات الطهي على "يوتيوب" Youtube ارتفعت بنسبة 30% عن المتوسط السنوي خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان 2016، وهو ما يمثل الذروة في هذا العام.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفع استهلاك الموسيقى الدينية، وهي الأكثر تفضيلاً في هذا الشهر، بنسبة 20 إلى 30% خلال الأيام الأولى والأخيرة من رمضان 2016.
إنّه وقت العطاء
يعتبر الشهر الفضيل وقتاً مناسباً للعطاء، والشركات الكبرى تقوم بذلك رقمياً من خلال حملات تندرج ضمن المسؤولية الاجتماعية للشركات CSR. ومن الأمثلة على ذلك، ما قامت به شركة "تجوّل" Tajawal الناشئة لحجوزات السفر في دبي بالتعاون مع شركاء لها في السعودية. فقد أطلقت الشركة الناشئة حملة في شهر رمضان بعنوان "نحن نعرف أن رمضان شهر الخير" للتبرّع بمبلغ 10 دراهم إماراتية (2.7 دولار أميركي) لمنظّمة "دبي العطاء" Dubai Cares عن كلّ حجزٍ في فندق أو طائرة يجري عبر المنصّة خلال شهر رمضان.
وشركة "كريم" Careem من جهتها تتبرّع بمبلغ 3 دراهم (0.8 دولار) لمساعدة اللاجئين من خلال شراكة مع "مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" UNHCR، مع كلّ حجزٍ لـ"سيارة UNHCR".
إلى جانب المسؤولية الاجتماعية للشركات، أطلقت بعض الشركات خصومات خاصة مثلما فعلت شركة "دو" Du للاتصالات في دبي التي قدّمت خدمات فيديو مجانية عند الطلب إضافة إلى تخفيضات على باقات الإشتراك بشبكة الهاتف المحمول.
نهايات سعيدة
بدأت الشركات خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان، نشر محتوى يركّز على عيد الفطر، مثل الإعلانات الاحتفالية لشركات الاتصالات التي تتمنى للجميع عيداً مباركاً.
تشير زين المصري، مديرة تسويق المنتجات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى شركة "جوجل"، إلى أنّ المحتوى الذي ينشأ في المنطقة على موقع "يوتيوب" خلال شهر رمضان يحصل على عدد كبير من المشاهدات حتّى بعد انتهاء الشهر.
مثال على ذلك: فيديو "الجاي أفضل" الذي أعدّته شركة الاتصالات السعودية "موبايلي" Mobily ليُعرَض على التلفزيونات بمناسبة العيد. يتضمّن الفيديو أغنيةً ملهمة يؤديها المغنّي السعودي الشاب والناشط على "يوتيوب" بندر السلامي، ثمّ يَظهَر إلى جانبه المغني السعودي حمزة هوساوي. يتطرّق هذا الفيديو إلى مواضيع مثل الأمل والإيمان، وقد عُرِض على شاشات التلفزيون في جميع أنحاء الخليج، ووصل عدد مشاهداته على "يوتيوب" إلى أكثر من 5.6 ملايين مشاهدة، كما حصل على جوائز في مهرجانات تسويق رائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
في غضون ذلك، سوف تنظّم "يوتيوب" النسخة الثانية من "جائزة الفانوس" The Lantern Award لتسليط الضوء على أفضل الإعلانات الرقمية.
من التاس إلى الناس
عندما يتعلق الأمر بإنشاء محتوى قصير، يمكن القول إنّ "سناب شات" Snapchat هي المنصّة الأولى في هذا المجال في المنطقة وغيرها من المناطق التي يوجد فيها مجتمعات إسلامية.
أثناء الاحتفال بعيد الأضحى في العام 2014، نشر فريق "سناب شات" في الولايات المتّحدة "قصة" story (وهي عبارة عن مجموعة من السنابات snaps) عن حياة مسلمين في مناطق مختلفة من العالم باستخدام التطبيق.
#Ramadan is only a few days away. Here’s how Muslims around the world shared their excitement about the holy month https://t.co/HDSP4Z0CCI
— Twitter Faith (@TwitterFaith) May 24, 2017
وفي إطار متابعة هذه المبادرة، عمل فريق المقرّ الرئيسي لـ"سناب شات" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي توسّع في دبي، على إضافة مجموعة واسعة من المزايا التي لم يسبق نشرها في المنطقة. فقدّم التطبيق "فلاتر جغرافية" geofilters باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى عدسات lenses ذات طابع رمضاني (تغيّر الصور والفيديو) وسلسلة من القصص stories التي تركّز على كيفية الاحتفال بشهر رمضان من قبل مستخدمي "سناب شات" في أنحاء مختلفة من العالم.
أحمد الكباب هو رائد أعمال يمني مقيم في دبي، شارك في تأسيس "فرينزي براندز" Frenzy Brands التي تسمح للعلامات التجارية بالتفاعل مع الناس عبر الهواتف الذكية من خلال مسابقات ومكافآت؛ يرى أنّ هناك حاجةً إلى طريقة جديدة للتفكير وهي: إضفاء طابع شخصي personalization [على حملاتها التسويقية].
يقول إنّ "تلبية رغبات العملاء الذين ينبغي النظر إليهم كأفراد وليس كأعداد، هي أفضل تقنية للتسويق. ويمكن تحقيق ذلك باستخدام منصّات التسويق المتاحة وأدوات تحليل المستهلكين، وذلك من أجل تتبّع وفهم سلوك المستهلكين عبر الإنترنت والتنبّؤ به تمهيداً للتعامل معه على أساس شخصيّ".
فيما نقبل على طيّ النصف الأول من العام، ويقترب شهر رمضان المهمّ للمسوّقين في المنطقة من نهايته، علينا أن ننتظر لكي نرى إذا كانت العلامات التجارية ستضفي طابعاً شخصياً على جهودها التسويقية (مثل الموقع الإلكتروني المصغّر "رمضان مع جوجل" Ramadan With Google) في ما بقي من العام 2017.