خالد السلطان: هذا ما أعرفه عن التسويق في شهر رمضان المبارك
نشرت هذه المقالة سابقاً على "نويت".
فيما يرافق شهر رمضان الكريم تراجع في الناتج الإجمالي المحلي في البلدان الإسلاميّة، تزداد فيه نسبة الاستهلاك أيضاً. لذلك، يجب على الشركات الناشئة بذل جهد إضافي للترويج لمنتجاتها في هذه الفترة من العام.
غير أنّه من الصعب التميُّز في التسويق في شهر رمضان الكريم، بحسب خالد السلطان، المدير العام والشريك والمؤسس لوكالة التواصل الرقمية، "غالية" Ghaliah. يعتقد السلطان أنّ هذا الشهر لا يمكن اعتباره لا سلبيّاً ولا إيجابياً للعاملين في مجال التسويق إذ إنّ الطلب خلاله يزداد على جوانب محددة منه. ينتقل اهتمام الناس في هذا الشهر من خدمات تناول الطعام خارج المنزل إلى خدمات توصيل الطعام؛ كما يعدّ هذا الشهر مناسباً لتقدّم شركات البيع بالتجزئة والسيّارات أفضل العروض لديها.
يعتبر السلطان خبيراً بتوجّهات التسويق إذ عمل لأكثر من ستّ سنوات في مجال التواصل الرقمي في الكويت والسعودية وقطر والإمارات، حيث تعمل "غالية". ويشاركنا هذا الخبير ما تعلّمه حيال إدارة حملة تسويق ناجحة خلال شهر رمضان المبارك.
ليس كلّ منتج مناسباً لحملة تسويق في رمضان. من المرجّح أن تنجح حملة للمنتجات التي تباع بالتجزئة خلال رمضان، لأنّ الناس يشترون الملابس الجديدة (كالدراعات الخليجية، وهي ملابس تقليدية خليجيّة) لعيد الفطر. كما يرجّح أن تنجح خدمات التوصيل لأنّ أغلب الناس يأكلون في المنزل وقد يلجأون إلى خدمات التوصيل وإعداد المأكولات لذلك.
اجعل حملتك متميّزة. قد يكون التفكير بطريقة مبتكرة أمراً بديهياً، غير أنّ كثرة حملات التسويق في شهر رمضان تجبرك على أن تتميز لكي يتذكّرك ويفضّلك الناس على الشركات الأخرى في مجالك وخارجه. على الإعلانات أن تقدّم رسالة وتظهرها بشكل لافتٍ لا يتوقّعه المرء. على سبيل المثال، أطلقت "كوكا كولا" حملة "لا علامة تجارية" للتوعية حيال التحيّز وأزالت علامتها التجارية عن قنانيها مشيرةً إلى أنّ "العلامات التجارية هي للقناني وليس للناس". تضمّنت هذه الحملة رسالة عظيمة لبناء عالم من دون صور نمطيّة وإيصال هذه الرسالة بطريقة مختلفة.
كن مرحاً. احرص على أن يكون هناك عنصر مرح في حملتك بشرط أن يكون مرتبطاً بالمنتج أو الخدمة.
احرص على أن يكون الأمر ذي صلة. كانت حملة "كوالتي نت" Quality Net في العام 2011 من أنجح الحملات في الكويت خلال شهر رمضان. ويعود سبب نجاحها إلى تضمّنها كلّ عناصر الحملة المتميزة، فقد كانت مرحة وذات صلة، وتوجّهت إلى جمهور من أعمار مختلفة ومهن مختلفة. كما أنّها تضمّنت أغنية يمكن تذكّرها بسهولة لا يزال الناس يغنونها اليوم.
حضّر مسبقاً. تبدأ وصفة نجاح أي حملة تسويق بالتحضير المسبق. لذلك خصص الوقت الكافي لتبادل الأفكار والإنتاج والتنفيذ، لأنّ دور الإنتاج والوكالات الأخرى المشاركة في عمليّة التسويق تكون منشغلة للغاية عندما يقترب شهر رمضان.
اختر القنوات المناسبة. لم يسبق لعدد الشبكات الاجتماعية أن يصل لهذا الرقم الكبير. لذلك، على مدراء الحملات الاجتماعية أن يفهموا جمهورهم ويتواصلون معه عبر القناة الأكثر فعالية والأنسب لهم. ومن المهمّ ألا يستخدموا قنوات غير مفيدة من أجل أن تكون الحملة فعّالة بالتكلفة المناسبة.
احرص على اختيار الوقت المناسب. على العاملين في التسويق أن يركّزوا على الأوقات المناسبة حين يكون الناس أكثر نشاطاً على الشبكات الاجتماعية. لا يستيقظ أغلب الناس باكراً خلال رمضان، فمن غير المجدي نشر محتوى تسويقي في الثامنة صباحاً. يجب أن يحدد الوقت بحسب المنتج والخدمة المقدّمة. يجب على العاملين في الشركات في مجال المأكولات مثلاً أن ينشروا محتواهم قبل الإمساك لتشجيع الناس على طلب المأكولات. أمّا شركات السيّارات، فعليها نشر حملاتها بعد الإفطار إذ أنّه من المرجح أن يزور الناس صالات العرض بعد الإفطار وليس قبله بخاصةٍ خلال فصل الصيف.
تجنّب التكرار. يوجد خطّ رفيع بين نشر الوعي والإزعاج، بخاصةٍ في شهر رمضان عندما يتابع عدد كبير من الناس وسائل الإعلام. فلا تريد أن يأخذ جمهورك جرعة مفرطة من رسالتك التسويقية.
لا تكن مملاً. من المرجح أن تستخدم العلامات التجارية الأخرى العبارات التقليدية مثل "أرخص الأسعار" و"كلّ شيء متوفّر" التي تذكر كثيراً في هذا الشهر. لذلك، إذا استخدمت هذه العبارات تعرّض حملتك لخطر عدم التميّز عن الحملات الأخرى في السوق.
الصورة الرئيسية من "غالية".