طريقة ذكية ومنخفضة التكلفة لبناء موقع للتجارة الإلكترونية [رأي]
يترك التوسّع الكبير للإنترنت والتكنولوجيات المرتبطة به أثراً على روتين حياتنا وحتى طرق تفكيرنا وتصرفاتنا. كما غيّرت التكنولوجيا الطريقة التي يتخذ الناس فيها قرارات الشراء (لماذا وكيف وأين ومتى)، وهو ما أثّر كثيراً على عالم الأعمال بشكل عام. على سبيل المثال، أفلست شركة "كوداك" Kocak الشهيرة التي تأسست قبل مئة عام، لأنها لم تقتنص فرصة انتشار الكاميرات الرقمية في الوقت المناسب.
شركات أخرى مختلفة تأثرت أيضاً بالتكنولوجيا الجديدة الناشئة، مثل قطاع سيارات الأجرة مع شركة "أوبر" Uber، والفنادق مع شركة "إر بي إن بي" Airbnb، وتأجير السيارات مع شركة "تيرو" Turo (التي تعمل مثل "إر بي إن بي" ولكن للسيارات). في المقابل، تعاني شركات كبرى مثل "راديو شاك" RadhioShack و"بايليس" Payless بسبب تنامي قوة شركات مثل "نتفليكس" Netflix و"ريد بوكس" RedBox و"أمازون" Amazon وغيرها.
كُن حاضراً على الإنترنت أو عد إلى بيتك
مع دخول العالم العصر الرقمي، ينبغي على كلّ شركة، بغض النظر عن نوعها وطبيعتها، أن يكون لديها ذراع على الإنترنت لكي تضمن وجودها واستمراريتها. وعلى الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة على حد سواء، أن تحافظ على وجودها على الإنترنت، جزئياً أو كلياً، لكي تروّج لمنتجاتها/خدماتها وتسوق لها و/أو تبيعها.
وحتى لو كانت الشركة لا تبيع الخدمات مباشرة على الإنترنت، يجب أن يشبه موقعها الإلكتروني، مكاتبها، ويجب أن يقدّم المعلومات والخدمات اللازمة لمساعدة المستخدمين كما لو أنهم يزورون مكاتب الشركة أو مبناها أو متجرها. وبالتالي، يجب أن يضمّ الموقع الإلكتروني خيارات للمحادثة المباشرة، ونماذج لطلب الخدمات، ونماذج عن الأسعار، وبوابة للدفع مقابل الخدمات، بالإضافة إلى معلومات عن حالة الخدمات.
ابنِ موقعك الإلكتروني بالشكل المناسب
تعتبر متاجر التجزئة على الإنترنت أبرز نماذج الخدمات على الإنترنت وأكثرها توسّعاً وشهرة.
يتطلّب إنشاء متجر إلكتروني من الصفر بين ستة وتسعة أشهر، ويمكن أن يكلّف 20 ألف دولار وقد تصل التكلفة إلى 60 ألف دولار أميركي. وللاستمرار في تشغيله وتحديثه وصيانته، تحتاج الشركة إلى التعاقد مع مطوّرين أو توظيفهم بدوام كامل. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب المتجر الإلكتروني خدمة استضافة hosting، وخدمة تخزين storage، وتكلفة سنوية من أجل الأمن والحماية تبدأ بكلفة 100 دولار سنوياً.
ومع ذلك، يمكن إنشاء متجر إلكتروني بطريقة ذكية وسريعة وتكلفة مقبولة، بغض النظر عن حجم الشركة، وذلك عن طريق منصات لبناء المتاجر الإلكترونية مثل "شوبيفاي" Shopify. يساهم هذا الحل في حصول الشركة على متجر إلكتروني يتمتع بتصميم جيد، خلال أسبوعين أو ثلاثة، مع تجربة استخدام وواجهة مستخدم (الخصائص والمظهر) وفقاً لأحدث التوجهات وأفضل ممارسات التجارة الإلكترونية، ما يساهم في توفير الوقت والكلفة على الشركة.
تسمح هذه المنصات للمستخدم ببناء موقعه للتجارة الإلكترونية بنفسه. وتبدأ تكاليف تصميم تجربة الاستخدام وواجهة الاستخدام وإنشاء علامة تجارية والتسويق بنحو ألفي دولار. وهناك تكاليف إضافية مثل الاشتراك الشهري الذي يبدأ بـ20 دولار أميركي، إضافة إلى بعض الرسوم على التعاملات مثل خدمات الاستضافة والتخزين والأمن وغيرها.
تمكّن هذه المنصّة المستخدم من صيانة وتحديث متجره الإلكتروني (إضافة وتغيير وتعديل المنتجات والخصائص والصفحات)، كما تقدم أدوات تسمح للمستخدم بإدارة تجارته الإلكترونية بالكامل وليس فقط متجره الإلكتروني. كذلك، يمكن لأي شخص القيام بهذه الأمور ولا حاجة إلى توظيف مطورين لتحديث وصيانة المتجر الإلكتروني.
هذا الحلّ ليس مؤقتاً أو مخصصاً فقط للشركات الناشئة، فهناك شركات كبرى تستخدمه منذ سنوات.
حدّث موقعك بشكل دائم
ينبغي على منصّات التجارة الإلكتروني أن تحدّث تجربة الاستخدام وواجهة المستخدم لديها سنوياً، وذلك بحسب ردود فعل المستخدمين وأفكارهم. ففترة الأشهر الستة إلى 12 شهراً اللاحقة لإطلاق موقع جديد للتجارة الإلكترونية، مرحلة للتعرّف على حاجات المستخدمين وتجربتهم بشكل عام. أضف إلى ذلك أنّ توجهات تصميم مواقع التجارة الإلكترونية تتغير كل سنة أو سنتين. وبالتالي، من الأهمية بمكان أن تحدّث المنصة التي تعمل عليها لأن ذلك يمكن أن يكون جزءاً من خططك التسويقية.
تنشئ شركات قائمة وجديدة آلاف المتاجر الإلكترونية كلّ يوم، ولهذا من الضروري أن تبني موقعاً للتجارة الإلكترونية بدءاً بالمنتج القابل للاستمرار بالحد الأدنى MVP، وهو منتج/خدمة يمتلك الخصائص الضرورية الأساسية التي تلبي حاجات العميل.
بعد إطلاق الموقع الإلكتروني، يمكن للمرء أن يبدأ بفهم تفاعل مستخدميه مع الموقع بحيث يمكنه تعدليه وفقاً لذلك. يساعد هذا النهج في توفير الكثير من المال والوقت على خصائص غير ضرورية. وبهذه الطريقة، يمكن للموقع أن يواجه المنافسين.
الصورة الرئيسية من "بيكساباي".