يشهد الاستثمار في قطاع الرعاية الصحية في الشرق الأوسط ازدهارًا كبيرًا. لا سيما مع ضخ 144 مليار دولار أمريكي في المنشآت الصحية في كافة أرجاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع نهاية عام 2020. وحسب ماسة كابيتال*، فإن دول مجلس التعاون الخليجي تساهم بأكثر من نصف هذه المبالغ المنفقة. 

ولكن مع إيلاء اهتمام كبير في تزايد الأمراض غير السارية في المنطقة، تشدد صوفي سميث، مؤسِسة شركة "نبتة" التي يقع مقرها في إمارة الشارقة، على ضرورة التركيز بشكل أكبر على المشاكل الصحية النسائية.

وتضيف، "تعاني صحة النساء من قلة الأبحاث والتمويل غير الكافي منذ وقت طويل. إذ تُجرى الكثير من الفحوص حول العالم على الرجال فقط، مما يعني وعلى سبيل المثال أن النساء ما زلن يعانين من تفاعلات دوائية ضارة ".

تهدف شركة نبتة التي تصفها صوفي بشركة تقدم "حلول الرعاية الصحية الهجينة" لسد الفجوة في قطاع الرعاية الصحية المقدمة للنساء محليًا وتوفير رعاية معتدلة التكلفة والمتاحة بسهولة للجيل التالي من النساء.

وحسب سميث، يجب أن نتوصل إلى نموذج جديد للرعاية الصحية "نموذج يحسن النتائج السريرية من خلال إلغاء مواطن الضعف الكامنة في منظومة الرعاية الصحية".

يستخدم تطبيق نبتة مزيجًا من الحلول الرقمية والبحوث المتطورة لاختصار الوقت والنفقات اللازمة لمعالجة المشكلات الصحية التي تواجهها النساء في المنطقة.

كما تدعم هذه المؤسسة الاجتماعية النساء من خلال نشر مئات المقالات المتعلقة بالصحة عبر بوابتها الإلكترونية  ومجموعات الدعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

"مسارات" الرعاية الصحية

يرتكز نموذج عمل شركة نبتة على نماذج مسارات الرعاية. ويُعنى المسار الأول الذي سيطلق في يونيو 2020 بمشاكل الخصوبة ويتيح تشخيص متلازمة المبيض متعدد الكيسات وهي حالة صحية مسؤولة عن 70% من حالات العقم في المنطقة.

يمزج الحل الذي تقدمه نبتة بين استشارة افتراضية مسبقة الدفع وتحليل دم تظهر نتائجه خلال 48 ساعة. تقول سميث، "يمكننا تشخيص الحالة خلال ثلاثة أشهر بدلًا من أن يستغرق ذلك سنوات ولقاء مقابل مادي أقل من العيادات. كما يوفر حلنا للنساء المزيد من الخصوصية والاعتماد على الذات".

تطمح نبتة ان تطرح في السنوات القادمة المزيد من مسارات الرعاية الصحية لأمراض مثل الانتباذ البطاني الرحمي وسكري الحمل وأمراض القلب وسرطانات الجهاز التناسلي والرعاية بعد علاج متلازمة المبيض متعدد الكيسات. 

وبالمقارنة مع نظام الرعاية الصحية "القائم على مزودي الرعاية الصحية والخاضع لقيادتهم" في الإمارات العربية المتحدة، تؤكد سميث أن نبتة شركة مستقلة تسعى لتحسين الرعاية الصحية المقدمة للنساء.

وفي هذا الخصوص تقول سميث "إن قطاع الرعاية الصحية المحلي تجاري للغاية. والكثير من المختبرات ومزودي الرعاية الصحية يتلقون العمولات، ففي معظم الأحيان يخضع المرضى لفحوص غير ضرورية. ولكننا لا نقبل بالعمولات، ويسرنا أن نرى تلاشي هذا الجانب في نظام الرعاية الصحية الإماراتي إلى غير رجعة".

البحوث السريعة

يقع مقر نبتة في مجمع الشارقة للابتكار، وتتعاون مع جامعة الشارقة للمساعدة في تسريع تطلعاتها في مجال البحث والتطوير.

توضح سميث، "تتلخص خطتنا لهذا العام في الحصول على رأس المال المخاطر لنتمكن من تطبيق الابتكار الفعال ضمن مسارات منفصلة ونحقق تغييرًا جذريًا في الرعاية الصحية المقدمة للنساء".

كما تركز المؤسسة الاجتماعية على إنهاء جولة التمويل التأسيسي قبل إطلاق جولة التمويل أ في شهر يونيو.

تقول سميث التي أسست نبتة بمبلغ 110,000 دولار أمريكي بتمويل من المؤسس المشارك أنها تطمح لتؤسس شركة "عالمية رائدة في مجال صحة النساء".

وتضيف، "نريد أن نستحوذ على الشركات التي يمكنها مساعدتنا في إضافة الكثير إلى خدماتنا. فكلما جنينا المزيد من المال ستتسع دائرة المستفيدين منا".

يعمل في نبتة حاليًا 21 موظفًا في جميع أنحاء المنطقة من ضمهم خمسة مطورين يعملون من مصر.

تضيف سميث، " في المنطقة نمو هائل محتمل لحلول الرعاية الصحية المتمحورة حول النساء.  وفي نهاية المطاف سنتوسع حول العالم ولكننا نركز الآن وبالدرجة الأولى على الشرق الأوسط. 

ستدعم نبتة، التي تشير باللغة العربية إلى البراعم المتفتحة، الرعاية الصحية المقدمة للمرأة التي تُزهر في جميع مراحل حياتها".