طالبان لبنانيان يبتكران روبوت يقوم بعمليات التطهير لمكافحة فيروس كورونا
بقلم: كيث جيه. فرنانديز
ثبُت أن التطهير والنظافة الشخصية هما أفضل وسيلتيّ دفاع ضد فيروس كورونا المستجد، ولكن في ظل تنظيف المنازل والمستشفيات بانتظام وبشكل أكثر صرامة عن ذي قبل، نجد أن عملية التطهير اليدوي تٌعرض كلاً من عمال النظافة وأي شخص يتعاملون معه لخطر العدوى. ومن هنا، يأتي الدور الهام للروبوتات.
قرر طالبا هندسة لبنانيان المساهمة في جهود بلادهم لمكافحة فيروس كورونا من خلال ابتكار روبوت منخفض التكلفة يٌجرى استخدامه بالفعل في تطهير المستشفيات والمنازل في جميع أنحاء لبنان.
ومن جانبه، يقول علي محمد حسن، أحد مبتكريّ الروبوت: "يهدف المشروع إلى تقليل المخاطر، التي يتعرض لها البشر من خلال الاستعانة بالحلول التقنية. ومن ثم، تكمن الفكرة في تعقيم الأماكن والأسطح الملوثة كما هو الحال في المستشفيات والأحياء الموبوءة وغرف العزل من أجل حماية الأطباء والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية والمتطوعين من خطر الإصابة بالعدوى."
فكرة قديمة وتنفيذ جديد
كان علي وزميله عبد اللطيف عطوي، وكلاهما يبلغ من العمر 23 عاماً و يدرسان في الجامعة اللبنانية الدولية، قد قاما بتصميم هذا الروبوت في وقت سابق من العام الجاري. ويحتوي النموذج الأولي للروبوت على ما يتراوح بين 15 و 20 لتراً من المطهر، ويمكنه الرش في مساحة تبلغ نحو 3 أمتار مربعة. ويعمل الروبوت بثلاث بطاريات بجهد 12 فولت لكل منها، ويمكن التحكم فيه عن بُعد من مسافة تصل إلى كيلومتر واحد.
ويشير عبد اللطيف إلى أن هذا الروبوت الحالي هو عبارة عن إعادة صياغة لمشروعهما، الذي قاما بإنجازه في ربيع عام 2019 وكان عبارة عن تصميم جهاز لرش المبيدات الحشرية.
واستغرق العمل على النموذج الأولي الجديد ثلاثة شهور وبلغت تكلفته نحو 700 دولار أمريكي مع تخصيص 100 دولار لشراء مضخة كان يتعين استيرادها من الكويت، حيث يعمل علي في شركة للهندسة الميكانيكية. وطرح الثنائي اختراعهما للعمل الميداني في تطهير الأجنحة وغرف العمليات بمستشفى نبيه بري بالإضافة إلى نحو 25 منزلاً. وتتراوح قيمة الخدمة بين 50 إلى 75 دولاراً اعتماداً على نطاق كل جهاز. ويمكن للعملاء التواصل مع القائمين على المشروع طلباً لخدمة التطهير من خلال صفحتهما على الفيسبوك.
ويقول علي: "نركز في عملنا على الأماكن المغلقة لتجنب التلامس البشري، لكن الأداء الأمثل يعتمد بشكل مطلق على التدخل البشري حتى يجري تنظيف جميع الأسطح الموجودة في أي مكان مغلق".
ولا توصي منظمة الصحة العالمية بالرش العشوائي للمطهر في الأماكن المغلقة، مستشهدة بدراسة وجدت أن الرش غير فعال في إزالة الملوثات خارج مناطق الرش المباشر.
ويوضح علي قائلاً: "لهذا السبب أنت بحاجة إلى تدخل بشري لتشغيل الروبوت لضمان تطهير كافة الأسطح، بما في ذلك الأسطح الأكثر عرضة للتلوث".
التطلع إلى مزيد من الإنجازات
يركز الثنائي حالياً على تسويق اختراعهما لمستشفيات أخرى، ويأملان كذلك في تصميم العديد من الروبوتات الأخرى، ويريدان أيضاً تزويد الروبوت بماسح حراري لرصد الأشخاص، الذين ربما أُصيبوا بالحمى بسبب عدوى فيروس كوفيد-19.
يواصل عبد اللطيف الحديث قائلاً: "بذلك، سيقوم الجيل التالي من الروبوت بأداء وظيفتين. لكن الكاميرا الحرارية، التي نريد إضافتها، ستكلفنا نحو 10 آلاف دولار؛ ولذلك سنستغرق بعض الوقت لجمع هذا المبلغ".
لم يسعى علي محمد وعبد اللطيف عطوي جدياً للحصول على تمويل لمشروعهما بعد، لكنهما يأملان أن يتمكنا من تمويل المشروع ذاتياً على الرغم من ترحيبهم بالاستثمار الخارجي. ويقول عبد اللطيف: "إذا تمكننا من زيادة عدد أفراد فريق عملنا سنتمكن من تصميم المزيد من الروبوتات".
ويوضح علي محمد أنهما واجها بعض التحديات قبل أن يتمكنا من الوصول إلى هذه المرحلة من المشروع، مشيراً إلى أن التوجهات العامة قد تكون سبباً في تثبيط الهمم والنيل من معنويات المرء.
وعن تلك التحديات، يقول علي بصراحة شديدة: "في بلادنا لا يشجعك الناس على العمل في مثل هذه المشروعات، بل وستتعرض للسخرية لمجرد محاولة إيجاد حل لمشكلة ما. بالإضافة إلى ذلك، هناك القليل من المجالات المتاحة لمساعدة المخترعين الشباب. ولكن، لحسن الحظ تلقينا الدعم من جامعتنا، ولولا ذلك لم نكن لنتمكن من تحقيق النجاح".
على كافة الأحوال نجد أن قصة الشابين علي محمد وعبد اللطيف عطوي من القصص الملهمة للجميع. والآن، حان دوركم لتقديم يد العون، وأن تخبرونا عن الأغراض الموجودة حولكم، التي يمكن إعادة استخدامها للمساعدة في مكافحة جائحة فيروس كورونا؟