سايفنجز: تطبيق يكافئ الجماهير
على مدار الأعوام القليلة الماضية، ظهرت عدة شركات ناشئة تخدم الأشخاص الذين لا يملكون حسابات بنكية وتستهدف الراغبين في الحصول على الخدمات المالية الأساسية، ووَفقًا لقاعدة بيانات المؤشر العالمي للشمول المالي 2021 الصادرة عن البنك الدولي، فإن قرابة نصف السكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا يملكون حسابات بنكية، وقد أصبحت الحاجة إلى دمج السكان الذين لا يملكون حسابات بنكية مسألةً واضحة في السنوات القليلة الماضية بعد انتشار الرقمنة.
يرى كاشف أحمد خان أن توفير الخدمات البنكية الأساسية ليست إلا خطوة أولى للوصول إلى الشمول المالي، وأن المزايا والخدمات التي يحصل عليها أصحاب البطاقات الائتمانية يجب توفيرها للأفراد الذين لا يتمتعون بإمكانية الوصول إلى هذه الخدمات.
ويقول: "أدركت حقيقة الفجوة الكبيرة في الخدمات المقدمة للأشخاص باختلاف أنماط حياتهم، إذ يبلغ عدد سكان الإمارات العربية المتحدة 10 ملايين نسمة، منهم 7 ملايين عمال ذوي ياقات زرقاء وعمال يحصلون على دخول متوسطة، والأفراد الذين تتراوح دخولهم ما بين 5 آلاف و7 آلاف درهم لا يملكون حسابات بنكية ولا يستطيعون الحصول على المكافآت والخصومات المختلفة؛ فهم لا يتمتعون بهذه المزايا.
في عام 2019، أسس خان منصةً باسم سايفنجز Savings وهي أول برنامج مكافآت للجماهير يقدم لهم خصومات على الخدمات المختلفة ومنها: التحويلات المالية والطعام والانتقالات من المطارات وإليها.
ويقول: "قدمنا كل هذه المزايا في صورة حزم من الخدمات وعقدنا شراكات مع 4 آلاف تاجر في الإمارات في مختلف الفئات منها الطعام وتنظيف الملابس والرعاية الصحية، وعقدنا شراكة مع شركة في مجال الرعاية الصحية قدمت 58 اختبارًا طبيًّا مقابل 100 درهم إماراتي".
وفقًا لدراسة أجرتها شركة نيلسن Nielsen، فإن 84% من المستهلكين تزداد احتمالات تفاعلهم مع العلامة التجارية التي تقدم لهم برامج ولاء، والميزة التي يحصل عليها هؤلاء التجار تتمثل في فرصة الاستفادة من قاعدة عملاء كبيرة والتشجيع على تكرار تعامل العملاء معهم.
يقول خان: "قدمنا لهم منصةً تساعدهم على توفير عروض فورية والوصول إلى قاعدة عملاء كبيرة بنقرة واحدة، فنحن نرى سلاسل مطاعم بيتزا عالمية تقدم مكافآت مع البنوك والعميل في هذه الحالة لديه القدرة على الدفع، لكنهم لا يقدمون هذه العروض للجماهير التي قد تكون قاعدة عملاء كبيرة أخرى".
أما العملاء، فيحصلون على مكافآت مقابل ولائهم في صورة خصومات عن طريق التطبيق، وهذه المبالغ الإضافية الصغيرة التي يستطيعون ادخارها تتراكم وتسمح لهم بادخار "مدخرات صغيرة".
تعمل الشركة الناشئة بنظام الاشتراكات، ويدفع المشترك درهمًا إماراتيًّا واحدًا فقط شهريًّا، وهو نظام بتكلفة معقولة تتناسب مع عمال الياقات الزرقاء في المنطقة، وتجدر الإشارة إلى أن منصة سايفنجز Savings أتاحت حزمة مزايا للشركات إذ يدفع أصحاب الشركات الاشتراكات نيابةً عن موظفيهم.
وتضم قاعدة عملاء الشركة الناشئة مليوني عميل في الإمارات بعد إطلاق المنصة العام الماضي، وقد استطاع خان الحصول على جولة تمويل ملائكي من أصدقائه وأسرته، لكنه تجنب طلب الحصول على تمويل إضافي بسبب السرعة التي تمكنت بها المنصة من تحقيق الأرباح.
أما في المستقبل، تتطلع سايفنجز إلى إضافة مزيد من الخدمات لتشجيع مستخدميها على تنمية عاداتهم الادخارية وتشمل تقديم خدمة حساب ادخاري.
يقول خان: "بإمكان المستخدمين ربط حسابات رواتبهم، وبذلك يستطيعون ادخار مدخرات صغيرة، فكثير من رواد الأعمال والشركات الناشئة يقدمون منتجات في هذا المجال ونريد تقديم مزيد من الخدمات المكملة لمنتجاتهم".
وتسعى الشركة إلى التوسع في المملكة العربية السعودية والهند وشمال إفريقيا، والتركيز على استكشاف المغرب وتونس. ويمثل السوق المستهدفة للشركة قرابة 60% من السكان العاملين -وفقًا لخان- وتستهدف الوصول إلى 5 مليون عميل بحلول الربع الأول من العام القادم في الإمارات.
لا يخلو مجال الشمول المالي من التحديات، بدءًا من توعية العميل ووصولًا إلى تأهيل تجار التجزئة.
يقول خان: "هذا المنتج جديد في سوقنا المستهدفة ويحتاج المستخدمون إلى بعض الوقت لتبني المنتج واستخدامه كل يوم، والتحدي الأكبر هو تأهيل التاجر؛ لأن تأهيل 4 آلاف تاجر أمر يحتاج إلى وقت ومجهود".
أما التحدي الآخر، فهو أن كثيرًا من العملاء لا يملكون الهواتف الذكية ولا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت بسهولة، ولذلك طورت سايفنجز بطاقة مطبوعًا عليها كود رمز الاستجابة السريع QR Code يمكنهم استخدامه في منافذ البيع بالتجزئة والحصول على خصم.
يقول: "الثروة موجودة في أسفل الهرم، والجميع يحققون المكاسب منها بدلًا من تقديم خدمات أفضل، ونحن نساعد الناس على ادخار نسبة تتراوح ما بين 10% إلى 20% مع كل شراكة نعقدها، ونركز على الاحتياجات اليومية وترك أثر كبير في حياة الأشخاص الذين لا يملكون حسابات بنكية، ولديهم مبالغ نقدية محدودة".