نجحت 60 شركة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بجمع تمويلٍ هائل قدره 1.15 مليار دولار أمريكي خلال شهر ديسمبر، وهو أعلى تمويل مسجل في عام 2023، بزيادةٍ ضخمة بنسبة 825% على أساسٍ سنوي وزيادةٍ شهرية بنسبة 55%. وتعود 700 مليون دولار من هذه المبالغ إلى التمويل بالدين الذي حصلت عليه شركة "تابي"، التي تأسست في الإمارات، ويقع مقرها الرئيسي في المملكة العربية السعودية.

ودون احتساب التسهيل الائتماني لشركة "تابي"، جمعت الشركات الناشئة في المنطقة 456 مليون دولار خلال ديسمبر، مسجلةً زيادةً شهرية بنسبة 18% وزيادة بنسبة 253% على أساس سنوي.

وبذلك وصل إجمالي الأموال التي حصدتها الشركات الناشئة خلال عام 2023، بما في ذلك الديون، إلى 3.98 مليار دولار موزعةً على 498 صفقة، أي زيادة أقل من 1% فقط عن إجمالي التمويل البالغ 3.95 مليار دولار في عام 2022 والموزع على 802 صفقة. ويظهر الفرق جلياً عند استبعاد جولات التمويل بالدين من المعادلة، حيث جمعت الشركات الناشئة في المنطقة 2.2 مليار دولار موزعة على 488 صفقة العام الماضي، قياساً مع 3.45 مليار دولار عام 2022 موزعةً على 786 صفقة، وبالتالي انخفضت قيمةُ الصفقات بنسبة 36% وعددُها بنسبة 38%.

ووصل التمويل بالدين عام 2023 إلى 1.77 مليار دولار، أي أعلى بنسبة 256% من نظيره المسجل عام 2022.

على العموم، ارتفع نشاط عقد صفقات التمويل خلال ديسمبر 2023، فسجلت الشركات الناشئة 60 صفقة، بالمقارنة مع 49 صفقة مسجلة في نوفمبر من العام نفسه. ويُعزى هذا الارتفاع إلى زيادة المنح المالية في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ولبنان، وتخرّج 19 شركة ناشئة من برنامج "مسرعة سنابل 500" و"مسرّعة الرياض Techstars".

وحافظت السعودية على صدارتها في تمويل المشاريع الناشئة للشهر الثاني على التوالي، وذلك بفضل الصفقتين الضخمتين لشركتي "تمارا" و"تابي". وجاءت مصر في المركز الثاني بفارقٍ كبير بعد أن جمعت شركاتها الناشئة 12 مليون دولار موزعة على 5 صفقات؛ تليها الإمارات التي شهدت جمع 8 مليون دولار موزعة على 21 صفقة.

وعلى صعيد القطاعات، تركّز التمويل الاستثماري في قطاع التكنولوجيا المالية الذي سجّل 25 صفقة بقيمة تجاوزت 1 مليار دولار (بما في ذلك التمويل بالدين لشركة "تابي")؛ يليه قطاع التكنولوجيا النظيفة حيث جمعت الشركات الناشئة تمويلاً قدره 20 مليون دولار موزعة على 9 صفقات، أبرزها شركة "سوم" للتجارة الإلكترونية، ومقرّها المملكة العربية السعودية، والتي أغلقت جولة تمويلية بقيمة 18 مليون دولار بقيادة شركة "جاهز"؛ وZeroe الإماراتية التي جمعت تمويلاً بقيمة 2.2 مليون دولار لدعم منصتها الخاصة لإدارة الكربون المعززة بالذكاء الاصطناعي.

كما استقطبت قطاعات التكنولوجيا الصحية وتكنولوجيا التعليم والخدمات اللوجستية والنقل اهتماماً ملحوظاً من المستثمرين.

وعادت صفقات تمويل الشركات في مراحلها المبكرة، المدعومة بشكل أساسي من مسرعات الأعمال، لتكون العامل الرئيسي المؤثر على عدد الصفقات خلال شهر ديسمبر، في حين ارتفع تمويل المشاريع المشتركة في مختلف مراحلها مُعززاً قيمة الصفقات.

واستأثرت الشركات الناشئة التي يقودها رجال بنحو 99.1% من التمويل المجموع خلال الشهر الماضي، في حين ذهب أقل من 1% من قيمة الصفقات إلى الشركات الناشئة التي أسستها سيدات وتلك التي أسسها رجال وسيدات معاً.

أبرز التطورات

سجّل الشهر الماضي أربع صفقات استحواذ وصفقة اندماج، شملت استحواذ شركة جيدو (Jedo) على تطبيق جامب إن (Jump-in)؛ واستحواذ شركة "ميرسر" على شركة "ذا تالنت إنتربرايز"؛ واستحواذ "كلارا" على "بوث كوربوريت سيرفيسز ليمتد"؛ واستحواذ "بيور هارفست" على منشأة البحر الأحمر للزراعة المحمية في السعودية؛ إضافة إلى اندماج شركة "مكسب" مع "واسوكو".

كما شهد ديسمبر إطلاق عدة مبادرات تتمحور حول قطاع الطاقة النظيفة، انسجاماً مع مؤتمر الأطراف كوب 28 الذي استضافته دولة الإمارات. وتمثّلت أبرز هذه المساعي في برنامج مسرعة الأعمال الذي أطلقته شركات "بيبسيكو" و"سابك" و"أسترولابز"، وصندوق دعم تكنولوجيا المناخ الذي أطلقته مؤسسة "إنفستكورب" بقيمة 750 مليون دولار. كما أعلن "صندوق حي دبي للمستقبل" تخصيص 200 مليون درهم من إجمالي تمويله البالغ مليار درهم لدعم ريادة الأعمال في تطوير تكنولوجيا المناخ.

وامتنعت 17 شركة ناشئة عن الإفصاح عن قيمة صفقاتها التمويلية، بما فيها 8 شركات متخرّجة من برنامج "مسرعة سنابل 500"، إلى جانب شركات " فيلينتس" و Speaklab Business و"مامو باي" و COINCERTIK و"قناص" و"سول ستورز" و"نعيم" و"بنك إن بوكس" و HyveGeo؛ فوضعنا لكل منها مبلغاً تقديرياً معتدلاً قدره 100 ألف دولار.

تصدر هذه التقارير الشهرية بالتعاون بين ومضة والموجز الرقمي.