كيف أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في قطاع العقارات بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا
مقال بقلم آنا سكيجين، المؤسس المشارك لفرانك بورتر
يمتد تأثير الذكاء الاصطناعي عبر جميع قطاعات الأعمال، إذ أنه أحدث ثورة في ممارسة الأعمال التقليدية . ومع مرو الوقت، اندمج الذكاء الاصطناعي بسلاسة في حياتنا اليومية، حتى وإن كان دون وعي منا بذلك، مما سمح بتعزيز الكفاءة فى أماكن العمل في مختلف القطاعات.
وبغض النظر عن مدى دقته، إلا أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدرات مميزة عندما يتعلق الأمر بخلق تجارب افتراضية مثمرة والتنبؤ الدقيق بالاتجاهات المستقبلية، فضلاً عن تسهيل مهام العمل اليومية. ومن المهام البسيطة اليومية مروراً بتوقع مسار السوق، يعد الذكاء الاصطناعي أداة أساسية للشركات في السوق العقاري.
وقد تأقلم السوق العقاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع التطورات السريعة في هذا المجال، حيث سعى لدمج الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءته، إذ لا يستخدم الذكاء الاصطناعي فقط لتحسين سير العمل، بل وللارتقاء بتجارب العملاء، إذ يوفر لهم زيارات افتراضية تمكن المشترين المحتملين من التجول وشراء العقارات دون زيارتها فعلياً. وعندما يتعلق الأمر بتقييم العقارات، كانت الطرق التقليدية تعتمد على العديد من العمليات اليدوية التى يمكن ان تستغرق وقتاً طويلاً وتسمح بوجود مزيد من الأخطاء البشرية.
تخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي كل من المشتري والبائع، إذ أنها توفر فرصاً لتقييم العقار وتقدم تحليلات واقعية لموقع العقار ومميزاته وتوجهات السوق، مما يجعل من السهل على العملاء تقييم جميع الجوانب قبل اتخاذ قرار الشراء.
في أي قطاع، معرفة المستخدمين وتفضيلاتهم حق المعرفة، يزيد من التواصل الموفق معهم، كما يعزز القيمة المستمدة من كلا الجانبين. ومع التحسينات التقنية التي شهدناها مؤخرا، أصبح المستهلكون يتوقعون الحصول على تجارب شخصية مميزة، وهنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي الذي يسمح للشركات بتقديم مثل تلك التجارب بأقل قدر من التدخل البشري والتكاليف. على السبيل المثال، تقوم الخوارزميات الآلية بالحصول على رؤى وأفكار أعمق حول تفضيلات العملاء واحتياجاتهم، وبالتالي ترفع من مدى دقة توقعات اتجاهات الشراء لدى المستخدمين والوقت الذي يقررون فيه الشراء أو البيع.
في السابق، كانت عملية جمع البيانات تستهلك الكثير من الوقت، ونظراً لأنها جانباً ضرورياً في قطاع العقارات ، فقد خلق الذكاء الاصطناعي طفرة في هذا المجال، حيث أصبح يتيح للوكلاء والمستثمرين إمكانية الوصول إلى رؤى السوق في الوقت الفعلي واتخاذ القرارات بشكل أسرع. كما يقدم الذكاء الاصطناعي تقنية أساسية تساعد في عملية بحث وتسويق وإدارة العقار. وبأي حال من الأحوال، صار من الضروري أن تواصل الشركات تقديم عروض مبتكرة، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في عمليات البحث والتقييم من أجل الحفاظ على ريادتها وسط سوق دائم التغير.
أما فيما يخص سوق تأجير العقارات لمدد قصيرة، فقد اختصر الذكاء الاصطناعى عملية مطولة من البحث والتعامل النقدي بين المالك والمستأجر، عن طريق بتوفير تجربة مبسطة للمستأجر، بداية من تواصله مع المالك قبل الإقامة، مروراً بعملية تسمله الوحدة وإجراءات الاستلام المعقدة، بل وحتى عملية الدفع. ففي السابق، كان المستأجرون يتحملون فترات انتظار طويلة للحصول على أجوبة لاستفساراتهم وصعوبات في التواصل مع ملاك العقارات خارج ساعات العمل التقليدية . وقد أثبتت روبوتات الدردشة والمساعدين الافتراضيين أنها أدوات قوية للوكلاء والملاك لحل تلك المشكلة لأنهم قادرون على الإجابة على الاستفسارات الشائعة عند الحاجة، كما أنهم ليسو بحاجة لفترات راحة أو إجازات، ويمكنهم التواصل عبر الإنترنت على مدار الساعة لمساعدة الضيوف. كما أن إحدى فوائد النظام الآلى هى تبسيط المعلومات وتعدد لغات النظام، مما يحسن بشكل كبير تجربة العملاء .
ويلعب الذكاء الاصطناعي أيضاً دوراً حيوياً في قطاع الإقامة القصيرة، حيث يتيح للمستأجرين تجربة فريدة بناء على تفضيلاتهم الشخصية، إذ يمكنه تقديم توصيات للمطاعم في المنطقة بناءً على تفضيلات الضيوف، بالإضافة إلى التفاصيل الدقيقة فى العقار مثل درجة حرارة تكييف الهواء طوال فترة إقامتهم . وتعكس تحسينات الذكاء الاصطناعي هذه جوهر الضيافة الحقيقي الذي يضمن للضيوف الحصول على أفضل إقامة ممكنة.
وعلى الجانب الآخر، قدرة الذكاء الاصطناعي على جمع البيانات وتخزينها تجعله أداة قيمة عندما يتعلق الأمر بتقديم تجربة مخصصة، إذ تتمتع التكنولوجيا المتاحة حالياً بالقدرة على مطابقة رغبات الضيوف المحتملين وتفضيلاتهم ببساطة بناءً على عمليات البحث والحجوزات والمشتريات السابقة. ومن خلال مطابقة سلوكيات الضيوف مع التفاصيل الفريدة للعقار، يضمن الذكاء الاصطناعي عملية أكثر سلاسة طوال فترة الإقامة، كما يقدم طرقاً لتواصل أكثر كفاءة. كما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الرضا عند العملاء بعد الشراء، حيث أن العقارات المقترحة تكون وثيقة الصلة باحتياجات الضيف.
منصة Airbnb، على سبيل المثال، وظفت تقنية الذكاء الاصطناعي لتقييم سلوك المستخدم، لتكون مثال حقيقي لكيف يمكن للتكنولوجيا أن تحدث ثورة في عالم الإقامة قصيرة المدى. يستخدم تطبيق Airbnb الذكاء الاصطناعي لتعزيز العلاقة بين الضيف والمضيف من خلال البحث التنبؤي الذي يحلل سلوك المستخدم. ويتميز بالقدرة على فحص نشاط وسائل التواصل الاجتماعي لعملائه، مما يمكنه من مساعدتهم في مطابقة تفضيلاتهم مع عقار مناسب. كما يقدم تحليلات لسلوك الضيوف الذين خالفوا القواعد في أحد العقارات المستأجرة والتنبؤ بمدى احتمالية تكرار هذا السلوك. أما بالنسبة لمضيف العقار، تسمح منصة Airbnb له بزيادة الدخل، من خلال تزويده بمعلومات في الوقت الفعلي عن المنافسين واتجاهات الحجز السابقة واتجاهات الحجز الحالية والأحداث التي تحدث في المنطقة المحلية المحيطة به.
لا شك أن الجميع يرغب في إدارة ناجحة لأعماله، ولكن الصدارة تكون لأولئك الذين سارعوا فى تبني الذكاء الاصطناعى وتطويعه لخلق تحولات عميقة داخل أعمالهم في جميع القطاعات. وقطاع العقارات هو أحد أهم القطاعات التي أحدث الذكاء الاصطناعي طفرة بها، وسوف يستمر في تطويرها عن طريق تحسين قيمة العقار ومواءمة أفضل لاختيارات العميل.
إن تبني الذكاء الاصطناعي ليس مجرد خيار، ولكنه ضرورة لشركات العقارات التي تهدف إلى الازدهار في بيئة تنافسية ومتقدمة تقنياً بشكل متزايد.
تمت الترجمة بواسطة محرك tarjama للترجمة الآلية