عربي

'أويسيس500' تحلّق بعيداً بشراكة مع 'الملكية الأردنية'

English

'أويسيس500' تحلّق بعيداً بشراكة مع 'الملكية الأردنية'

وقّعَت أوّل حاضنة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، "أويسس500" Oasis500، شراكةً مع خطوط الطيران الرسمية للأردن، "الملكية الأردنية" Royal Jordanian، قبل يومَين، داخلةً بذلك إلى قطاع الطيران الهائل والمتين، في إطار البحث عن روّاد أعمالٍ يمكنهم إحداث التغيير في هذا القطاع.

وهذا الارتباط سوف ينتج عنه إطلاق مختبرٍ للابتكار لدعم الأفكار التي من شأنها تبسيط أو تقديم حلول تكنولوجية جديدة لعمليات الطيران.

ويمكن أن يشمل هذا تبسيطَ الأعمال الورقية التي يتوجّب على شركات الطيران الحفاظ عليها بموجب القانون، أو الاستفادة من البيانات الضخمة في شبكات التواصل الاجتماعيّ. وذلك بهدف دمج المعلومات عن المسافرين الدائمين، وإيجاد وسيلةٍ لقياس تجارب العملاء خلال عملية السفر كاملةً.

وسوف تستفيد هذه الأفكار من الإنترنت الصناعيّ لوصل الآلات التي يمكن الاستفادة من بياناتها مع شبكة الإنترنت، واستخدامها لإجراء تغييراتٍ عميقةٍ في كيفية إدارة الركّاب والأساطيل الجوّية. (للاطّلاع على شرحٍ عن إنترنت الأشياء والإنترنت الصناعي، شاهد هذا المخطّط البياني [إنفوجرافيك]).

مركز "أويسيس500" في عمّان. (الصورة من "ومضة")

وقال مسؤول العمليات في "أويسيس500" عبد شملاوي، في حديثٍ إلى "ومضة"، إنّ هذا الاتّفاق الذي يمتدّ لعامٍ كاملٍ في الأساس يهدف إلى جذب الأفكار من روّاد الأعمال وموظّفي شركة "الملكية الأردنية". أمّا الطلبات فيمكن تقديمها عبر موقع "أويسيس500" مباشرةً.

لم يتمّ وضع اللمسات الأخيرة على هيكلية مُلكية للشركات الناشئة التي ستؤسَّس مستقبلاً ضمن هذه الشراكة. ولكنّ شملاوي قال إنّ شركة "الملكية الأردنية" لم تقرّر بعد ما إذا كانَت ستأخذ أسهماً، مرجّحاً أن تتقاسم مع "أويسيس" حصّةً تتراوح بين 10 و20%، بحسب الشركة الناشئة.

وشركة الطيران الأردنية الرسمية التي لم تشأ التعليق على الأمر، من المتوقَّع أن توصِل إلى موظّفيها مفاهيم يمكن أن تحسّن عمليات ما قبل الرحلة، وخلالها، وبعدها. أمّا حاضنة الأعمال فهي تخطّط للقيام بحملاتٍ تسويقيةٍ من خلال الاعتماد على شبكتها وعلى قاعدة بيانات الموارد البشرية لشركة "الملكية الأردنية"، بهدف تعقّب شركات التكنولوجيا والأشخاص الذين يحملون أفكاراً يمكن أن تناسب قطاع الطيران.

من جهةٍ ثانية، أشار شملاوي إلى أنّ قطاع الطيران لم يكن يُعتبَر ناضجاً للابتكارات الريادية حتّى هذه اللحظة. وقال إنّ "هذا مجالٌ جديد؛ لطالما اعتقدنا أنّ قطاع الطيران يخضع لتنظيمٍ صارمٍ ولن يسمح لنا أن نفعل شيئاً كشركاتٍ ناشئة."

عبد شملاوي (الصورة من "تويتر")

هذا ويُعتبَر أنّ قطاع الطيران من أصعب القطاعات في العالم: في عام 2011، قام الرئيس التنفيذيّ لشركة "كانتاس" Qantas بإيقاف أسطول الشركة عن الطيران بالكامل خلال مواجهةٍ مع الموظّفين، ما أدّى إلى إدانة هذا الفعل من شتّى أنحاء العالم؛ بالإضافة إلى ذلك، يمكن للكوارث الطبيعية أن تكلّف كثيراً، مثلما حصل إبّان ثوران البركان في أيسلندا عام 2010، حيث قيل إنّ الخسائر اليومية في هذا القطاع بلغَت نحو 203 ملايين دولار أميركي في اليوم الواحد؛ كما أنّ خدمة العملاء في بعض البلدان تنخفض ​​بشكلٍ كبير.

وبالتالي، لفت شملاوي إلى إنّهم يرون في التكنولوجيا حلّاً ممكناً لهذه المشاكل، وقال: "أفهم أنّ قطاع الطيران يواجه تحدّياتٍ ليسَت سهلة، ولكن يمكن للتكنولوجيا أن تكون الطريق التي تؤدّي إلى خلق مزيدٍ من الجدوى ضمن هذا القطاع."

ومختبر الابتكار الجديد الذي هو ثاني حاضنة لأعمال الطيران في المنطقة، يشكّل وسيلةً لشركة "الملكية الأردنية" كي تتنافس مع عشرات شركات الطيران الخليجية القوية أكثر من أيّ وقتٍ مضى، والتي تحقّق معدّلات نموٍّ سنويةٍ في نقل المسافرين تصل إلى 14%.

ولكن في عصرٍ تكلّف فيه القطع الكثير من المال، لا يمكن للأفكار المبتكرة أن تمرّ بسهولة. وعلى سبيل المثال، أنتجَت الشركة الناشئة السنغافورية "إر جو" AirGo مقعداً جديداً عام 2013، ولكنّها تريّثَت في إطلاقه حتّى عام 2016 حيث ستبدأ بتجربته، كما أوردَت العام الماضي.

وكانَت شركة "برايس وتر هاووس كوبرز" PriceWaterhouse Coopers للخدمات المهنية واستشارات المحاسبة قالَت في تقريرها عن توجّهات قطاع الطيران الذي صدر هذا العام، إنّها تتوقّع أن يتضاعف الطلب على النقل الجوّي بحلول عام 2035، ولكن على الرغم من ذلك يجب على هذا القطاع أن يبدأ بالتكيّف - وبسرعة - مع تحدّيات البنى التحتية وأسعار الوقود والمواهب. وهذا يعني المطارات، ومراقبة الحركة الجوية، والبحث عن كفاءةٍ أفضل في استخدام الطاقة، وإيجاد مصادر جديدة للوقود، والحاجة إلى توظيف وتدريب موظّفين جدد في جميع الأقسام المرتبطة بعمليات الطيران.

أكّد شملاوي إنّه يمكن تأسيس شركةٍ ناشئةٍ مع فكرةٍ رائدة في هذه السوق، وخاصّةً في الشرق الأوسط التي تُعدّ سوقاً "ضخمةً" نظراً لعدد الناقلات الجوّية الكبير فيها. وقال إنّه "لو استطعنا تطوير تقنياتٍ جديدةٍ يمكن دمجها في عمليات الطيران، سوف نبحث عن تلك التي يمكن الاستفادة منها في العمليات، بغضّ النظر عن أداء قطاع الطيران. نحن نبحث في ذلك كآليةٍ للحدّ من المخلّفات، ما ينبغي أو سوف يزيد من ربحية شركات الطيران."

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.