عربي

إميلين بات دالستروم: هذا ما أعرفه عن الفضاء

English

إميلين بات دالستروم: هذا ما أعرفه عن الفضاء

Emeline Paat

إميلين بات أثناء تواجدها في بيروت، في شهر آذار/مارس، لتجريب أنظمة عزل خيم اللاجئين باستخدام أكياس البلاستيك. (الصورة لـ رايتشل وليامسون)

عام 1977 كان عاماً كبيراً بالنسبة إلى الفضاء، فلقد أُطلِق فيلم "حرب النجوم" Star Wars مع ثورةٍ في المؤثّرات الخاصّة وإلهام جيلٍ كاملٍ بعد إثارة اهتمامه بالنجوم.

وفيه أيضاً انطلقت بعثات "فوياجر" Voyager التي استفادت من تحاذي الكوكب الأكبر في مجموعتنا الشمسية مع الشمس الذي يحصل كلّ 176 عاماً، ممّا سمح لسفينتَي الفضاء باستخدام "جاذبية الكواكب" (وهو مفهومٌ شاع أخيراً في فيلم "المريخي" The Martian.

كما وفي العام نفسه أيضاً، التُقِطَت إشارة راديو لمدّة 72 ثانيةً عُرِفَت باسم "إشارة واو" Wow signal، من كوكب القوس Sagittarius، لا يزال مصدرها والرسالة التي احتوَت عليها مجهولَين.

كذلك، وقعَت إميلين بات دالستروم في حبّ فكرة السفر إلى الفضاء في هذا العام أيضاً، بعد مشاهدة فيلم "حرب النجوم: أمل جديد" Star Wars: A New Hope.

بات دالستروم التي باتت تشغل منصب الرئيس التنفيذي للتأثير في "جامعة التفرّد" Singularity University، كانت بعد تلك الرحلة في عالم السينما اتّخذت قراراً واعياً بدراسة الفيزياء وهندسة الطيران لرفع حظوظها في اختيارها للسفر إلى الفضاء، ثمّ عملَت لكي يصبح بإمكان الشركات الناشئة أن تقوم برحلاتٍ خاصّة إلى الفضاء: "سبايس أدفنتشرز" Space Adventures التي تنظّم رحلات فضاء إلى محطّة الفضاء الدولية، و"أوديسي مون" Odyssey Moon التي تريد إرسال الناس إلى القمر مرّةً أخرى بعد آخر هبوطٍ للإنسان على سطح القمر في عام 1972.

تعتقد هذه الريادية الفيليبينية الأصل والتي تعيش في كاليفورنيا أنّها ستغادر كوكب الأرض في وقتٍ ما، ولكن بعدما تتغيّر بعض العوامل مثل التكلفة المرتفعة والتي تجعل السفر إلى الفضاء حكراً على أصحاب الملايين وروّاد الفضاء الذين تموّلهم الحكومات.

ولكن حتّى لو لم يأتي يومٌ وتصبح فيه هذه الفرصة متاحة، غير أنّ التكنولوجيا والفرص القادمة من القطاع الخاصّ ستغيّر قواعد اللعبة.

الفضاء خطرٌ وجوديّ. منذ مئات ملايين السنين ضرب الأرض كويكبٌ أباد الديناصورات، والآن يوجد عدّة أجرام سماوية بالقرب من الأرض تحلّق ضمن النظام الشمسيّ وكلّ يومٍ نعثر على المزيد منها، فقبل عقودٍ كنّا لا نعرف إلّا بعددٍ قليلٍ منها والآن بتنا ندرك أنّه يوجد الآلاف. بالإضافة إلى ذلك، يوجد الأجرام والنيازك التي يمكن أن تعبر الأرض، وهي عند نقطةٍ معيّنة وفي وقتٍ محدّد، يمكن أن تضرب كوكبنا. فما الذي نقوم به للتخفيف من ذلك؟

لقد ربحنا الكثير من الفضاء. الكثير من الابتكارات التكنولوجية حصلَت بسبب وجود برامج الفضاء، مثل الفيلكرو Velcro (أو شليخ شلاخ)، وأخرى لا نفكّر فيها حتّى [مثل التجفيف بالتجميد، والمعدّات الحديثة لمكافحة الحرائق، والتلفون، وكاميرات الهواتف الذكية].

يجب أن تنخفض تكلفة السفر إلى الفضاء. يوجد شركاتٌ تعمل حالياً على الإعداد لرحلاتٍ إلى الفضاء، مثل "ريتشارد برانسون" Richard Branson و"إكس كور" XCOR، نأمل أن تكون أرخص. ففي الوقت الحالي، تكلّف الرحلة بين 100 ألف و200 ألف دولار، ولكن عندما تترسّخ هذه الشركات وتتواجد المنافسة آمل بأن تنخفض الأسعار.

الوقود سيغيّر قواعد اللعبة. يجب أن نعمل على تغيير نظام الدفع الحاليّ، فالتكنولوجيا التي لدينا الآن باتت تبلغ من العمر 60 عاماً، والصواريخ الموجودة في الوقت الحالي هي نفسها التي أقلّت يوري غاغارين إلى الفضاء في ستينات القرن الماضي. في المقابل، يوجد عددٌ قليلٌ من الشركات التي تعمل على أمور أخرى مثل استخدام الموجات الصغرى microwave ولكنّها لا تزال في المراحل التجريبية. وبالتالي إذا تمكّنا من إيجاد شيءٍ ثوريٍّ يمكن أن يجعل عملية إطلاق الصواريخ أقلّ تكلفةً وآمنةً في الوقت عينه، عندها ستتغيّر قواعد اللعبة.

الأقمار الصناعية الرخيصة تشكّل فرصةً هائلة. بات يمكن اليوم إنشاء أقمار صناعية مكعّبة صغيرة cubesats بتكلفةٍ تساوي جزءاً بسيطاً من تكلفة تصنيع الأقمار الصناعية الكبيرة. ومن الأنواع الأخرى، يوجد الأقمار الصناعية النانو [فائقة الصِغر] الأصغر والأرخص، ويوجد أيضاً أنواع أخرى من أجهزة الاستشعار تُسمّى الكاميرات الطيفية فائقة الدقّة hyperspectral cameras [بات يمكن تركيبها على الأقمار الصناعية المكّعبة]. يمكن لهذه الابتكارات أن تُحدِث ثورةً في الكثير من الأمور. على سبيل المثال، إذا كنتَ تُجري بحثاً عن أرضٍ مدمّرةٍ، يمكن [لهذه الأجهزة] أن تلتقط الإشارات الحرارية والكيميائية، وفي حالات الكوارث يمكن العثور على ناجين مع الكاميرات الطيفية الفائقة.

الشركات الناشئة يمكن أن تصل إلى النجوم. الحوسبة تميل لتصلح أرخص وأرخص، والإطلاق يُحتمَل أن يصبح أرخص بدوره... فبعدما كان يُستخدَم من قبل الحكومات، دخلت الشركات الكبرى على الخطّ مثل "بيونج" Boing   و"لوكهيد" Lockheed، والآن بات يمكن للشركات الناشئة لعب دورٍ في هذا القطاع. هناك شركةٌ ناشئةٌ تُدعى "بلانيت لابز"  Planet Labsتهدف إلى تصوير ورصد الأرض على مدار 24 ساعةً متواصلة، وهذا ما يمكن أن يفيد الزراعة والأمن والمناخ، وكلّ ما كان محصوراً بالمنظّمات الكبيرة.

التكنولوجيا لا تعمل في الفضاء كما تعمل هنا. لأنّ الجاذبية تنعدم في الفضاء، فالمبادئ لا تنطبق جميعها. لهذا، قامَت شركة "مايد إن سبايس" Made in Space (أو صُنِع في الفضاء) [التي ابتكرَت طابعةً ثلاثية الأبعاد للفضاء] بعدّة تجارب على نموذجها الأوّلي في طائرات انعدام الجاذبية، ثمّ حسّنت تقنياتها وعقدَت اتفاقيةً مع "ناسا" NASA. وبالتالي، أطلق المنتَج الأوّل قبل عامَين، وأطلقَت الأخرى [في آذار/مارس الماضي].

إنّها بداية الاكتفاء الذاتيّ لعصر الفضاء. في الأساس، لا يكمن الهدف النهائي فقط في إنشاء أدواتٍ باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، لأنّه إذا كان هناك شيءٌ يتحلّل عليك أن تنتظر للإطلاق المقبل حتّى تتمكن من استبداله. ولكنّ الهدف يتمثّل في طباعة الهياكل الكبيرة في الفضاء باستخدام مواد من كويكباتٍ أو من أجسام أخرى، وحيث لا يمكن الحصول على المواد باستمرار.

فيلم "حرب النجوم" هو المسؤول عن جيلٍ من المهووسين بالفضاء. لقد شاهدتُ فيلم "حرب النجوم" فعلاً حالما عُرض في صالات السينما لأوّل مرّة، فلاقى صدى لديّ. لم تفارقني صورة الأرض من الفضاء ولطالما أردتُ رؤيتها بأمّ عيني. لم أفكّر بكوكب المرّيخ أو الذهاب في رحلةٍ لاستكشافه، لقد أردتُ فعلاً رؤية الأرض [من الفضاء] لأنّها موطننا، ومجرّد القيام بهذا سيجعلك تشعر بالغرابة.

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.