عربي

"فلات6لابز" تتوّج عامها الأوّل مع الدورة الثانية من يوم عروض الشركات الناشئة!

English

"فلات6لابز" تتوّج عامها الأوّل مع الدورة الثانية من يوم عروض الشركات الناشئة!

نظّمت مؤسسة تسريع النمو "فلات 6 لابز" Flat6Labs المصرية المنشأ، في 17 سبتمبر/أيلول، يوم العروض الثالث، تحت عنوان "يوم عروض الشركات الناشئة – الدورة الثانية". يأتي هذا الحدث اختتامًا لثلاثة أشهر احتُضِنت فيها ستّ مؤسسات ناشئة، وتتويجًا لعام تشغيلي كامل بالنسبة لـ"فلات 6 لابز". ويبدو أنّ بعد مضي سنة على تأسيسها، بدأت "فلات 6 لابز" بتحقيق مستوى نموّها الأقصى.

مضى ذلك اليوم بترتيبه كغيره من أيام العروض التي سبقته، أي انطلق بجلسة افتتاحية تتواصل خلالها الفرق مع الإعلام، تلاها عروض المؤسسات الناشئة أمام حشد من أسياد مجتمع مصر الريادي، فتبعها التشبيك والتعارف. يزداد الترف حدثًا بعد الحدث، فنزلنا هذا المرّة في محيط فندق ماريوت على ضفاف النيل. صحيح أنّ الجوار فخم، لكن تبيّن أنّ الطعام عادي يقدّمه أي فندق 5 نجوم، أي، وبمعنى آخر، منظر شهي رائع وطعم بعيد كلّ البعد عن الطعم... إنّما، ولحسن الحظ، طرحت المؤسسات الناشئة أطباقًا لذيذة أتينا أصلاً لتذوّقها هي دون غيرها.

افتتح فريق فكرة2 اليوم بعرض "سولفرماين" (SolverMine.com)، المنصّة الأولى من نوعها في المنطقة والقائمة على حلّ المسائل عبر التعهيد الجماعي. ثم حان دور "إيه ستار أبس" (A*Apps) الذي كشف النقاب عن منصّة اختبار عبر التعهيد الجماعي، مخصّصة لتطبيقات المحمول. أمّا أعضاء Hub43، فعرضوا ألعاب إجتماعية مبنيّة على البحث عبر المنصّات. قدّمت بعد ذلك شركة Integreight  لوحة تركيب الدوائر الإلكترونية التي تقلّص مدّة الوقت والجهود اللازمة لتصميم دوائر إلكترونية. من ناحيتها عرضت شركة "غايمز بوند" (GamesBond) الألعاب التثقيفية المطابقة لمبدأ ألعاب مايكروسوفت التي تستدعي الحركة التفاعلية (Kinect). ونهايةً، عرضت مجموعة "يدوية" منصّة التجارة الإلكترونية المصرية الأولى في العالم المخصّصة لبيع الأعمال اليدوية المحليّة المصرية.  

عوامل عدّة ميّزت يوم العروض هذا عن غيره. أولاً، طغى التنوّع. فرغم ارتكاز المؤسسات  على المبتكرات التكنولوجية، جرت تغطية صناعات مختلفة، فضلاً عن عرض مكوّنات مادية لأوّل مرّة، واشتراك أّول فريق نسائي بحت يتخرّج من مصنع "فلات 6 لابز". ثانيًا، حقق كلّ من "إيه ستار أبس" و Hub43 وIntegreight إنجازًا عالميًا لم ينحصر على الإقليمي. وثالثًا، كان مستوى العروض أفضل بشكل عام، لا سيما عرضي "سولفرماين" و"يدوية". وأخيرًا، وأهمّ ما في الأمر، امتلك كلّ فريق صورة محدّدة كلّ عن سوقه، بالإضافة إلى استراتيجية تموّل واضحة صريحة تستدعي تطوّرًا وليس ثورة على مستوى ذهنيّة العملاء وعقليّتهم.

من جهة أخرى، يصعب تحديد مدى التحسّن المحرز عبر عملية اختيار أفضل، وتوجيه أفضل، ومجموعة مشتركين أوسع، وتطوّر المجال المحلّي عامّةً. على أي حال، من الواضح أنّ جماعة "فلات 6" هي الرابح الأكبر، إذ كشف رئيس شركة "صواري فنتشرز" (Sawari Ventures) أحمد الألفي في كلمته عن بعض الإحصائيات المثيرة للاهتمام...

أنفقت "فلات 6 لابز" إلى اليوم ما يناهز 900 ألف جنيه مصري (أي 150 ألف دولار أمريكي). وقد قدّمت مجموعات من أوروبا واليمن طلب الاشتراك في الدورة المقبلة. وأعلن أحمد علاوةً على ذلك أنّ "فلات 6 لابز" تنظر بالفعل في تأسيس فرع لها في تونس ومدن أخرى. تجدر الإشارة هنا إلى أنّ ست شركات من أصل 12 سبق وتخرّجت أمّنت لنفسها جولة ثانية من التمويل الذي عكس تقييمًا لحجم الشركات تخطّى حجمها الأساسي بعشرة أضعاف.

للمصادفة، سبّبت تلك الأرقام الهائلة نوعًا من المعارضة والاحتجاج ذلك المساء، من قبل بعض الأشخاص الذين تستخدمهم "فلات 6" كمرشدين ومتحدّثين ومدرّبين. فهم اكتشفوا فجأةً أنّ وقتهم كرّسوه مجّانًا، في حين أدرّ هذا الوقت بالكثير على آخرين. القاعدة في مصر الآن هي أن يهب هؤلاء الموجّهين والمتحدّثين والمدرّبين وقتهم من دون مقابل، ولكن إلى المنظات التي لا تبتغي الربح عادةً. وغالبًا ما يسرّ الموجّهون تحديدًا بالتطوّع مجانًا من أجل اكتساب الخبرة أو تحقيق اسمٍ لهم، حتى في البلدان النامية. لكن، ومن ناحية أخرى، تجري العادة أن يتقاضى المدرّبون والمتحدثون حقّهم وأجرهم في تلك البلدان رغم تقديمهم خدمة مماثلة.  

لبّ المسألة يكمن هنا في كون العديد من المصريين يشهدون تقاضي نظرائهم الأجانب أجرًا مقابل خدماتهم، في حين لا يحظى المصريون بشيء في المناسبات عينها. وقد يؤكد أي متموّل محنّك في هذه الحالة أنّ ما من حاجة البتّة للدفع مقابل خدمة، مهما كانت ثمينة بالنسبة للمعنيين، إن علمت أنّ بإمكانك الحصول على تلك الخدمة مجّانًا. إذًا، من المشوّق مراقبة كيف ومتى سيبدأ المصريون بتقييم وقتهم على نحو مختلف في حالات مشابهة. غالبًا ما اشتكى المصريون من قلّة الاحترام من قبل أجانب، ولا شك في أنّ الخطوة الأولى نحو تصحيح الوضع هي باحترام المصريين أنفسهم أولاً. ومع ذلك، في مجال الأعمال، بوادر الاحترام لا تتجلّى إلاّ في عملية تناقل الأموال.

واقع واحد لا ريب فيه، هو أنّ مؤسسة تسريع النمو المعروفة بـ"فلات 6 لابز" ستكتسب احترامًا أكبر بعد. وأنا أتطلّع بشوق لحضور يوم عروض جديد.

Thank you

Please check your email to confirm your subscription.