محمد العيوطي: ريادي من داخل فودافون مصر
"لا أؤمن حتى بقيمة التعليم الرسمي. وما يحركني هي الرغبة في البناء"، يقول محمد العيوطي، المدير الأول في فودافون زون، وحدة دعم الريادة في فودافون ـ مصر.
كان العيوطي ريادياً لحسابه الخاص حين أسس شركته الخاصة لتطوير الويب عام 1998. واليوم في فودافون إكسون، يصف نفسه بأنه "ريادي من الداخل" Intrapreneur يساعد الرياديين المصريين في تطوير منتجاتهم.
تخرج العيوطي من جامعة القاهرة حيث حصل على شهادة في هندسة الكومبيوتر عام 2000، ولم يمارس الهندسة أبداً وتوجه بدلاً من ذلك فوراً إلى البناء. وقد يكون بدأ مع الليغو وهو صغير، ومن ثم ارتقى إلى البرامج ثم المواقع الإلكترونية ثم شركته الناشئة والآن وحدة الريادة في فودافون مصر. وهو يتطلع انطلاقاً من فهمه العميق للريادة في مصر والذي راكمه خلال 15 عاماً، إلى دعم "بيئة حاضنة للمساعدة في بناء شركات ناشئة".
حين انضم العيوطي إلى فودافون مصر عام 2008، كان مشروعه الأول خلق وإطلاق خدمة "إنترنت المحمول" التي كانت الأولى في مصر. وبعد إدارة تطويره لاحقاً كمنتج للسوق العام، تولّى عدة مشاريع ذات صلة بينها الهواتف الذكية وخطط البيانات وتطبيقات للمحمول بالتدريج. وقال "كل دور قمت به في فودافون هو تطوّر عن الدور الذي سبقه".
فودافون زون
لا يختلف دور العيوطي الحالي كمدير أول لـ"فودافون زون". ويشرح قائلاً إن "دوري الحالي يقوم على تقديم مجموعة من التطبيقات ومنتجات المحتوى من خلال العمل مباشرة مع مصدر الإبداع أي الرياديين التكنولوجيين".
وتضم "فودافون زون" وحدة لرأس المال المخاطر وخدمات الاحتضان ومختبرات النسخ التجريبية ووحدة لدعم البيئة الحاضنة. وأطلقت لأول مرة في النصف الثاني من عام 2012 وخلال الأشهر الماضية أطلقت تدريجياً مختلف مكوناتها. ويلفت العيوطي إلى أن "فودافون زون هي شركة ناشئة بحد ذاتها".
يشرح العيوطي بأن الشركة يمكن أن تقدم للرياديين "بالإضافة إلى التمويل والإرشاد، مساعدة عملية في تصميم المنتج والتجارة والتكنولوجيا فضلاً عن خدمات دعم مثل الدعم المالي والقانوني والموارد البشرية وغيرها".
وأجرى قسم المشاريع في فودافون زون خمسة استثمارات حتى الآن تم الإعلان عن ثلاثة منها فقط. ويقول العيوطي إن الصندوق لديه خط إمداد صحي للمستقبل القريب. أما طموحه الشخصي فهو أن يرى فودافون تضع قوتها وراء تسويق شركتها الناشئة الأكثر وعداً وتعزيز مكاتب فودافون زون في مصر ووادي السلكون من أجل إعادة نقل شركة ناشئة مصرية عبر المحيط.
البيئة الحاضنة للريادة في مصر
حين سألنا العيوطي عما يحتاج الرياديون في مصر أن يركزوا عليه، شرح لنا آراءهم للمدى القصير والمتوسط والبعيد: فعلى المدى القصير، يعتقد أن الشركات الناشئة تحتاج إلى العناصر الاعتيادية أي الحصول على رأس المال والمرشدين والتسويق. أما على المدى المتوسط، فيعتقد أن البيئة الحاضنة تحتاج إلى المزيد من اللاعبين المؤسساتيين ويجب أن ترى قصة نجاح واحدة على الأقل. وعلى المدى البعيد يأمل بأن تصبح الريادة مفهوماً مقبولاً اجتماعياً وتعتمد كأمل مصر الوحيد لتحقيق الازدهار الاقتصادي الطويل الأمد.
ويختم العيوطي بالإشارة إلى احدى المجالات التي يعتقد أنها تحتاج إلى الجزء الأكبر من الاهتمام من الرياديين في مصر. ويقول "إن كان عليّ أن أختار شيئاً واحداً فسوف أختار التجارة الإلكترونية. فعلى العالم أن ينتقل من التجارة التقليدية إلى التجارة الإلكترونية. ومصر حتى الآن بعيدة جداً عن ذلك. وهو مثل القول إن العالم انتقل بعيداً من التجارة بالمقايضة إلى التجارة التي تقوم على المال ونحن عالقون في المقايضة".