لمَ يتراجع التفاعل على فايسبوك بمعدّل 40% سنويًّا؟
يعتبر العام 2014 عاماً صعباً للأعمال التجارية عموماً والصغيرة خصوصاً على فايسبوك، حيث يعتبر الوصول إلى الزبائن من أكثر الأعمال شقاءً ولا بدّ أنّ الأرقام تؤكّد ذلك.
ففي شهر شباط/فبراير من العام الجاري، أفادت الأرقام أن عدد مشجعي الماركات التجارية قد تضاءل إلى 6% من المشجعين، وذلك يعتبر هبوطاً ضخماً تراوح من 16 % في شهر شباط/فبراير من العام 2012 ولا يزال بانخفاض مستمر وصولاً إلى 100% من تشرين الأول/أكتوبر من العام 2013.
وفي حين أن المستثمرين وأصحاب الأعمال الصغرى يناضلون لكي يبقوا في الواجهة، نلاحظ أن اصحاب الأعمال الكبرى أيضاً، يسعون لإيصال رسائلهم وإظهار مكانتتهم في السوق، فعلى الرغم من أنهم يستثمرون عامل الوقت لجذب قاعدة جماهيرية ضخمة تصل الى حوالي 500 ألف شخص، إلا أنّها لا تطال سوى 2% من الأشخاص الذين يقومون بمشاركات على فايسبوك. والأسوأ من ذلك، يظهر في التقرير الجديد لـ Simply Measured الذي يفيد بأن نسبة المشاركين والمتابعين للماركات العالمية العشرة الأولى قد انخفض بنسبة 40,4% في كل عام، على الرغم من أن المحتوى المنشور على صفحاتهم على فايسبوك يرتفع بنسبة 20,1%.
أضف إلى ذلك تكلفة الإعلانات على فايسبوك التي ارتفعت إلى ما فوق 437% في العام 2013.
لماذا يتراجع التفاعل على فايسبوك؟
لطالما كان فايسبوك عنواناً يستقطب رجال الأعمال على مدى السنين، لا سيما أنه يطال المجتمع بأسره، وهو اليوم يضمّ أكثر من 30 مليون (هذا الرقم ليس خطأً مطبعياً) شركة صغيرة على المنصات الإلكترونية، اي أكثر من 5 ملايين من العام السابق. هذا الواقع خلق تنافسًا على المساحات الإعلانية على صفحة الأخبار في فايسبوك (نيوز فيد)، وبما انّ الزبائن الذين يستخدمون الفايسبوك يريدون ان يظهروا لجماهيرهم ما هو "الأهم" (بعض الإعلانات أيضاً)، غالباً ما يلجأون إلى عملية حسابية لقياس هذه الأهمية في سبيل توزيع محتوى مضامينهم الإعلانية وفقاً لنتائجها.
تسمى هذه العملية الحسابية "إيدج رانك" Edge Rank، وهي تعتمد على أكثر من 100 ألف مؤشر وسنذكر بعضها هنا:
- حجم جماهيرية المعلِن الذي يعرض المحتوى (نقر، تعليق، مشاركة، إعجاب)
- حجم جماهيرية الأشخاص الذين عاينوا المحتوى المعروض.
- حجم جماهيرية محتوى سابق للمعلِن على صفحته.
- هل نوع المحتوى الحالي (صورة، فيديو، رابط، تحديث الحالة) يلائم نوع المحتوى السابق الذي حصد شعبية من قبل؟
- فترة نشر المحتوى.
باختصار، كلّما كان المحتوى شعبيًّا وكلّما كانت نسبة متابعين الناشر عالية، زادت نسبة المشاهدة أكثر.
وهنا يأتي العمل الجدي: معرفة المؤشرات المهمة. لقد باتت مشاركة الجماهير أمراً شخصياً على فايسبوك (هكذا يجب أن تكون) وفقاً للعوامل الخارجية ولمزايا مستخدم الفايسبوك وتاريخه.
ما هي الخطوة الثانية؟
ورداً عن سؤال كيف بإمكاننا إيقاف هذا الإنخفاض الدائم للمشاركين، يمكننا فصل الإجابات إلى فئتين:
- اشتروا إعلانات!
هؤلاء الاشخاص يعتبرون ان السبيل الأفضل للنجاح هو شراء المساحات الإعلانية. وهم لا يخطئون عندما يقولون أن الإعلانات بإمكانها أن تعزز المشاركة وتساعد على مواجهة التحديات. ويقول في هذا الصدد، مسؤول الشركات الصغرى على فايسبوك "دان ليفي"، إن الإعلانات هي طريقة وصول الماركات التجارية إلى المساحة الجماهيرية المتوقّعة والمبتغاة. ولا يمكن بلوغ هذا المدى من دون الإعلانات الذكية: أي إظهار الإعلانات لفئة مهتمّة فعلاً وذلك عبر تجزئة الإعلانات وتقسيمها على منصة فايسبوك.
غير أننا نتساءل: إلى اي مدى تسمح ميزانية الشركات الصغرى بشراء الإعلانات؟ فبالنسبة لهذه الأخيرة تبقى هذه الإجابة غير مرضية على الرغم من كونها مفيدة.
- أقلعوا عن فايسبوك!
يشدد النقاد على فكرة الإبتعاد عن فايسبوك والاستثمار في قنوات أخرى. لكن الابتعاد عن فايسبوك بعد أن استثمر الشخص وقتًا طويلاً في بناء منصة جيدة عليها ليس بالنصيحة الجيدة. بالرغم أنه ضروري استثمار الوقت على منصات أخرى، ما من داعٍ للتخلي عن فايسبوك بصورة كليّة. وعلى الرغم من أنّ الأمور تزداد صعوبةً إلا أنه لا يزال هناك العديد من الأساليب التي تؤدي إلى نجاح عملك.
تابعونا في الجزء الثاني لنقدم لكم تسع نصائح لتعزيز التفاعل على فايسبوك.