English

تحديات ريادية لبنانية تطلق تطبيقًا من دون دعم ماليّ وفنيّ

English

تحديات ريادية لبنانية تطلق تطبيقًا من دون دعم ماليّ وفنيّ

هذا المقال هو جزء من سلسلة جديدة حول التحديات التي يواجهها روّاد الأعمال الشباب عند إطلاقهم شركات ناشئة معتمدين على سياسة الحدّ من النفقات.  فإن كنتم تعرفون أحداً يواجه تحديا كبيرا أثناء إطلاقه شركة أخبرونا عنه. 

بعد مواجهة الكثير من العقبات، قامت رائدة الأعمال اللبنانية عليا الخطيب مؤخراً بإطلاق "فيد إتش" Feeditch وهو تطبيق للمحمول مصمم لخدمة محبي الطعام في العالم العربي. ويعمل التطبيق كجهاز اختبار للذوق على المحمول ما يسمح للمسخدمين باستكشاف ومراجعة أطباق معينة في مطاعم حول الشرق الأوسط. 

حلمت الخطيب في البداية بالمشروع حين كانت تعيش في دبي وتعمل في شركة توزيع بعد تخرجها بشهادة في التسويق. وحين كانت تخطط للخروج ليلاً وجدت من الصعب الوثوق بمواقع مراجعات المطاعم التي كانت موجودة آنذاك خصوصاً حين أرادت أن تجرّب مطابخ لبلدان مختلفة. لذلك رأت أن بإمكانها أن تطلق شيئاً أفضل من ذلك.      

تقول الخطيب "كنت أتعلم (في دبي) ولكن في مرحلة ما لم أعد أكتسب أمرًا جديداً لذلك أردت أن أجرّب شيئاً آخر وأذهب إلى شركة أخرى. ولكن عندها فكرت "بما أني شابة لماذا لا أبدأ شيئاً الآن لأني لاحقاً حين أكبر بالسن لن يمكنني بسهولة أن أبذل التضحيات لبدء شركتي الخاصة". 

وأخيراً، بعد عامين في الإمارات، تركت عملها وعادت إلى لبنان في العام 2011 لتحاول تأسيس شركتها الناشئة الخاصة. وتوضح قائلة "عندها حين جئت إلى هنا، أجريت بحثا وكان هناك مطعم جديد سيفتتح وكان الجميع يتحدث عنه ولكن الطعام لم يكن جيدا جدا. لذلك ينتهي بك الأمر تفكّر أنك قمت بالأمر الخطأ". 

يأمل "فيد إتش" بأن يغيّر هذا الواقع.

التطبيق، الذي لا يزال في نسخته التجريبية، بسيط جداً ويعتمد على الصور. وهو متوفّر باللغة العربية على الآيفون، ويقدم للمستخدمين القدرة على "التوق" (itch) إلى مطبخ جديد وأطباق معينة يودون تجربتها، ومن ثم يوصي بالأطباق عبر التقاط صورة وترك تعليقات صغيرة (قد يبدو الاسم غريباً بعض الشيء إلى أن تعرف كيف تستخدم "itch"). 

يعرض التطبيق صفحات عن مطاعم معينة يأخذها من "فورسكوير" Foursquare ويجمع هذه المراجعات المستقاة من الجمهور حول أطباق معينة على قوائم المطاعم. وحين تتجول في المدينة، يقوم التطبيق بتحديث البيانات لكي يعلمك بالأطباق التي تنال أعلى التقييمات في جوارك.  

حتى الآن، تم تنزيل التطبيق 1600 مرة، بعد إطلاقه رسمياً في أواخر تموز/ يوليو، 36% من السعودية و31% من لبنان، مسقط رأسها، و18% في الإمارات والباقي موزع على دول أخرى في المنطقة. 

في الوقت الراهن لا يجني التطبيق المال، وتأمل الخطيب أولاً في بناء قاعدة مستخدمين مخلصة ومحتوى لا بأس به. ولكن حين يجذب التطبيق المزيد من المستخدمين، ستخطط لجني المال من خلال تقديم عروض معينة في مطاعم وحسومات، والسماح للمستخدمين برؤية العروض الأفضل تقييماً القريبة منهم. 

التميّز

ليست فكرة "فيد إتش" جديدة فشركات ناشئة أخرى مثل "فود سبوتينغ" Foodspotting تقدم خدمة مشابهة باللغة الإنكليزية والخطيب بنَت التطبيق في البداية بالإنكليزية ليكون تكراراً لذلك النموذج. ولكن خلال فعالية "التواصل والإرشاد ـ بيروت" العام الماضي، قام أحد مرشدي الخطيب بدفعها إلى العثور على طريقة لتمييز نفسها والعثور على أمر متخصص قد يدفع الزبائن إلى الانخراط أكثر معها. وقررت أن العربية هي هذا التخصص إذ لا يوجد تطبيق باللغة العربية لمراجعات المطاعم. 

تقدم تطبيقات قليلة أخرى مثل تطبيق "بيروتنا" اللبناني، مراجعات بالإنكليزية للمطاعم، وهي موجهة إلى جمهور محلي ولكن "فيد إتش" مصمم ليكون إقليميًّا. 

والتطبيقات الأخرى مثل "جيران" أصبحت إقليمية ولكنها لا تركز بالضرورة على أطباق ومأكولات فقط (على الرغم من أن هذا أمر كان ليث زريقات يجربه في أولغوت Olgot).  

تشرح الخطيب قائلة "فكرت أنه لماذا قد يرغب أي كان باستخدام فيد إتش؟ فهناك إنستاغرام وفورسكوير وفودسبوتينغ لذلك لماذا لا أجد تخصصاً وأتحوّل إلى المجتمع العربي؟ "، وتضيف أنه من دون واجهة عربية، لن يملك فودسبوتينغ سوى مجموعة صغيرة من المستخدمين في العالم العربي. 

تحديات إطلاق شركة ناشئة بمفردك 

أظهرت دراسات أجريت أخيراً أنه من المرجّح أكثر أن تؤسس النساء شركات بمفردهن وليست الخطيب باستثناء. لكنها واجهة صعوبة، فهي ليست مطوّرة، وقد بحثت عن مواهب تقنية لبناء المنصة. 

عام 2011 ، وظّفت مطوراً هندياً لبناء المنصة الأولى باللغة الإنكليزية. وحين قررت إعادة تصميم التطبيق، وظفت مطوراً في دبي لإعادة بنائه باللغة العربية، وأطلقت النسخة التجريبية في شهر تموز/ يوليو. ولكن هذا المطور كان يستعد للانتقال إلى مشاريع أخرى، لذلك تبحث الخطيب الآن عن مطوّر جديد، يحتمل أن يكون من الأردن، للمضي قدماً. 

ليست مطاردة الموظفين المستقلين حلاً مستداماً على المدى الطويل، لذلك فهي تأمل بالعثور على مؤسس شريك تقني. وكان هذا أحد أكبر التحديات التي واجهتها، فعندما  تقدمت بطلب للمشاركة في "سيد ستارتب" في دبي، "لم أستطع الانضمام لسبب واحد وهو أني لا أملك مؤسساً شريكاً تقنياً". 

والآن يؤثر هذا الواقع على بحثها عن الاستثمار. وحتى الآن تقوم بتمويل المشروع ذاتياً وتعترف بأنها بحاجة إلى مصدر تمويل جديد بحلول نهاية العام. لذلك تواصل تقديم طلبات إلى حاضنات أعمال محلي وإقليمية ومسابقات.

تقول الخطيب "أكثر ما أندم عليه هو أني لم أشارك في مسابقات في وقت مبكر. لا تبحث عن التمويل بل شارك في مسابقات. حتى إذا خسِرت مرة أو مرتين، واصل التقدّم للمشاركة في كل مسابقة، فسيرى أشخاص مختلفون خطة عملك ويطورون فكرتك". 

السير قدماً 

من دون مؤسس شريك وتمويل، تجد الخطيب نفسها أمام حائط مسدود. وهي بالتأكيد ليست أول من يواجه هذا التحدي ولكنه صعب ولا يجب أن يقلل رواد الأعمال الطموحون الآخرون من أهميته. ومن الصعب بشكل خاص العثور على مؤسس شريك يرغب في الانضمام مقابل نسبة من الأسهم، لا سيما حين تكون الشركة الناشئة، مثل "فيد إتش"، غير مربحة بعد. ولكن الخطيب تسعى إلى العثور على مؤسس شريك يشاركها شغفها أو أن يتم قبولها في حاضنة أعمال في المنطقة لتحقق الاستمرار لفكرتها. 

شاركت الخطيب اليوم في المعسكر التدريبي لـ"أويسيس500" واختيرت "فيد إتش" مؤخراً من بين 22 تطبيقًا وصل إلى المرحلة النهائية في مسابقة "ويبيت كونغرس ستارتب تشالنج" Webit Congress Startup Challenge، حيث سيكون لدى الخطيب الفرصة للسفر إلى إسطنبول لعرض تطبيقها وفكرتها أمام مستثمرين وشركاء محتملين. 

على المدى القصير، سيكون التطبيق متوفراً على "أندرويد" وبالإنكليزية أيضًا للوافدين أو الذين قد لا يرغبون في القفز إلى النسخة العربية أولاً. وقررت أن تهتم بالجمهورين على حد سواء. 

ما هي أبرز تحديات إطلاق شركة مع الحدّ من النفقات؟ ما مدى أهمية أن يكون لديك فريق لتؤسس شركتك الناشئة؟ أطلعنا على رأيك في قسم التعليقات أدناه.

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.