من التصميم إلى التوصيل: قصّة رياديّ سعوديّ يطلق متجرًا إلكترونيًّا لوحده
تُعدّ المملكة العربية السعودية من الأسواق الثلاث الأكبر للتجارة الإلكترونية على مستوى دول الخليج من حيث معدّلات النمو، وقد ساهم هذا الواقع في ارتفاع عدد مستخدِمي الإنترنت في المملكة وعدد الأجهزة المحمولة المتّصلة به. من جهةٍ ثانية، فإنّ تأسيس متجرٍ إلكترونيٍّ يسهّل الإجراءات القانونية لعدم توفر اشتراطات معقّدة لاستخراج سجلّ تجاري مثلاً، خصوصًا أنّ التسوّق الإلكتروني يعتبر الأسرع والأسهل مع إمكانية الدفع وإيصال المنتَج من خلال شركات الشحن أو التوصيل المباشر.
المتجر الإلكتروني السعوديّ، "متجر نانو" Nano E-Shop الذي انطلق في 8 مارس 2013، يضمّ حوالي 200 صنف من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأكسسوارتها وألعاب البلايستيشن PlayStation وإكس بوكس Xbox، ويقوم أيضاً بالتوصيل لجميع مدن المملكة ابتداءً من ريال واحد فقط. وخلال سنتين تقريبًا، استطاع ريان عبدالقادر المغربي - مؤسِّس ومدير المتجر- أن يتحدّى نفسه ويدير المتجر بالكامل، بحيث يقوم بالتصميم والإعلان وخدمة العملاء وإضافة المنتجات وشحن الطلبات أو توصيلها!
وفي حوار لي مع المؤسِّس، أخبرني بإبجازٍ عن مسيرته قائلاً: "سابقاً، كان لديّ مصمِّمان اثنان وموظّفًا لإضافة الطلبات على الموقع، لكن في الوقت الحالي أعمل لوحدي. خلال الأسابيع القادمة سأبدأ بتوظيف مصمّمٍ مرّةً أخرى، ولديّ عدّة مستشارين لا أستغني عنهم، وأغلبهم من الأهل أو الأصدقاء."
"أسعى لتقديم أفضل تجربة شراء للسلع الإلكترونية بأفضل الأسعار."
هذا هدف ريان لإنجاح المتجر في ظلّ انتشار عدد المتاجر الإلكترونية المشابهة، مشيراً إلى أنّ اختيار اسم "نانو" يعود لوحدة قياس صغيرة جدًا وهي جزء من مليار جزء، وغالبًا ما تستخدم في أبعاد الذرة. كما يضيف أنّه "تمّ استخدام كلمة ‘نانو‘ للمتجر بسبب اهتمامنا بأدقّ التفاصيل وأصغرها ابتداءً من دخول العميل إلى الموقع حتى استلام المنتَج ليحصل على تجربة شراء رائعة."
يقبل المتجر الدفع عند الاستلام في جدّة فقط، وخيار التحويل البنكي في باقي مدن المملكة. هذا في وقتٍ تظلّ الإستراتيجية التسويقية للمتجر من أهمّ الركائز التي يجب أن يعتمد عليها لنشر وتسويق منتجاته، لذلك يركّز "نانو" على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارًا في السعودية مثل "تويتر" Twitter و"إنستقرام" Instagram وتطبيق الـ "واتساب" WhatsApp. وممّا لاحظتُه أنّ حسابات المتجر تتجاوب بسرعةٍ مع استفسارات العملاء، ما يساهم بشكلٍ كبيرٍ في ترك انطباع جيّدٍ للعملاء الجدد. بالإضافة إلى ذلك، يتّبع المتجر أساليب مميّزة للتسويق من خلال نشر مسابقاتٍ ترويجيةٍ عبر "تويتر" من فترة لأخرى. وفي هذا الصدد، يقول ريان: "بدأتُ باستخدام "سناب شات" SnapChat وسأركّز عليه في الفترة المقبلة. وأيضاً استخدم "واتساب"، لأنّ أغلب العملاء يمتلكون التطبيق الذي أصبح معه التواصل مع المتجر أسرع وأسهل. وبعد تحديث "واتساب" الأخير الذي أصبح يدعم استخدام متصفّح الإنترنت على الحاسوب، بات من السهل الردّ على العملاء وانتظار الردّ منهم، بشكلٍ أفضل وأسرع من إرسال رسالةٍ إلكترونية."
يزور المتجر حوالي 15 ألف زائر شهريًا، ويزداد العدد خلال فترة إصدار الهواتف أو الألعاب ليقارب الـ3 آلاف عميل، بحسب المؤسِّس. ويخبرني هذا الأخير بفرحٍ عن عملائه المنتظمين قائلاً: "من ريالٍ واحدٍ للتوصيل داخل جدّة، إلى أكثر من مليون ريال من العائدات عام 2014. هذه لم تكن محض صدفة."
اصغِ إلى عملائك ولا تفكّر في الربح السريع
في نهاية حديثنا، شاركنا ريان بعض الأمور التي تعلّمها من خلال إدارة شركةٍ ناشئةٍ لوحده، ونصح روّاد الأعمال بالحصول على رضى ذويهم وأيضًا ومشاركتهم النجاح؛ التطوير المستمر للفكرة (وهذا نهج مشهور يسمي بـ"لين ميتودولوجي" Lean Methodology، يعتمد على تعديل المنتَج بانتظامٍ بناءً على آراء العملاء)؛ الإصغاء إلى العملاء؛ عدم التفكير في الربح السريع؛ مكافأة النفس عند كلّ نجاح.