English

مؤسّسا ‘جونابِت‘ يجتمعان من جديد للانطلاق في مغامرة أخرى

English

مؤسّسا ‘جونابِت‘ يجتمعان من جديد للانطلاق في مغامرة أخرى

بعد أن كنت جزءًا من فريق عمل دان ستيورت وسهراب جهنباني حين أسّسا "جونابِت" GoNabit، أول موقع للصفقات اليومية في المنطقة العربية، كان واضحًا لي أنّهما يشكّلان الثنائي المهني المثالي.   

سهراب جهنباني، المؤسّس الشريك لـ "جونابِت" GoNabit 

حين استحوذت شركة "ليفينج سوشيل" LivingSocial على الموقع ومن ثمّ أغلقته بعد بضعة أشهر، افترق الاثنان ورحل كلّ منهما في سبيله. عاد ستيورت إلى دياره ليرأس منصب المدير في "ليفينج سوشيل" في كندا، أمّا جهنباني فبقي في المنطقة وأصبح الرئيس التنفيذي للعمليات في موقع "ماركة في آي بي". وعلّق ستيورات على أسباب انضمامه إلى فرع الشركة في كندا قائلاً: "شعرت أنه لا زال هناك بعض الأمور الرائعة التي يمكن تنفيذها مع الفريق في أميركا الشمالية." 

سبعة أشهر قضت واجتمع الاثنان من جديد للعمل على "بيد فاين" Bidvine، منصة في لندن تربط مزودي الخدمات بطالبيها. وبالرغم من أنّ المؤسسان يعملان في بلدين مختلفين، (ستيوارت في كندا وجهنباني الذي هو الرئيس التنفيذي في المملكة المتحدة)، استطاعا إبقاء التواصل منتظمًا. 

بالرغم من أنّ شركتهما الناشئة تتواجد خارج المنطقة العربية، لقد تلقيا استثمارًا من أطراف إقليمية منها "مينا فنتشرز" Mena Ventures Investments، الرئيس التنفيذي لـ "ومضة" حبيب حدّاد، وأمير فرحة، الشريك الإداري لـ "بيكو كابيتال" BECO Capital. ويقول ستيورات عن ذلك: "نحن نقدّر ثقتهم ودعهم لنا. الثقة التي وضعوها في شركتنا والرؤية التي يملكوها ويريدون تطبيقها في شركة خارج المنطقة العربية يعني لنا كثيرًا." 

خلال حديث له مع "ومضة"، ناقش ستيورات كيف يعالجان الجدالات، كيف يتواصلان عن بعد وما الدروس التي تعلّماها بعد إغلاق "جونابِت" إضافة إلى النصائح حول كيفية العثور على مؤسّس شريك جيّد. 

هل كنتما تدخلان في جدالات كثيرة حين عملتما على "جونابِت"؟  

نادرًا. نحن نتعاون يدًا بيد وأسماء منصابنا عكست ذلك بامتياز. فإحدى مبادئنا كانت "كن رئيس شيء" وهذا يعني أنّ كلّ عضو من الفريق له مسؤوليات وأهداف وكلّ عضو يتولى إدارة أمر معيّن وكلّ مهمة تحتاج إلى مسؤول.    

ما أذكره هو أننا وثقنا ببعضنا البعض كي نولي مهام لكلّ منّا وكنّا نطلب نصائح وآراء بعضنا البعض، لكن في النهاية كلّ واحد كان صاحب قرار. وحتى حين كنّا نناقش لفترة طويلة، كنّا دائمًا نقبل مسؤولية وقرار الآخر وكنّا نثق أن كلّ منّا سينفذ ما قرّره وسيقوم بالقرار الصائب. حتى أننا أحيانًا كنّا لا نتناقش كفاية.  

في بعض الحالات، أصرّيت على بعض القرارات التي اتضح أنها لم تكن الأفضل إلا أنّنا كنّا نعمل ونتخذ إجراءات بناءً على المعلومات نفسه ونحاول التوصّل إلى القرار الأنسب. الثقة كانت ولا تزال جزءًا كبيرًا من شراكتنا.

هل تعتقد أنّه من الضروريّ أن يتنازع الشركاء المؤسِسون؟

إذا لم يعارض أحدٌ أبداً فالطرفان على حقّ، إمّا لأنّهما لا يملكان أفكاراً أفضل أو ليس لديهما الشجاعة والرعاية لقولها. فالشريك يجب أن يكون لتجميع المعارف والقيام سويّاً بما لا يمكن لشخصّ واحدٍ القيام به، ولكن يجب أن يكون هناك منظورٌ ثابتٌ وجديدٌ للقرارات الرئيسية. هل يحتاج الأمر للنزاع؟ لا أعتقد أنّ هذا الأمر يساعد أبداً... ولكن يجب الاهتمام كفايةً بمناقشة الأمور وقياس القرارات والتمتّع بالحنكة الكافية ليكون لديك رأيٌ واضحٌ حول الموضوع. ولكن إذا تحوّل هذا الأمر إلى نزاع، أعتقد أنّ بعض المشاكل الأخرى قد تكون سبباً في ذلك، مثل الإحباط والاستياء. وهذا مصدر قلقٍ رئيسيٍّ للشراكة.

ماذا تنصح الروّاد الذين يبحثون عن مؤسّس شريكٍ؟

إذا لم تتوازَ هذه الخطوة مع ما ستلتزم به تجاه العمل، ومع ما تريده منه، ومع مدى الاستعداد لتحمّل المخاطر، ابحث عن شخص آخر. لقد كانت لي شراكةٌ مع شخصٍ عظيم، ذكيٌّ جدّاً، كان يمكن أن يكون مكسباً كبيراً، ولكنّه لم يكن ملتزمًا مثلي. لذلك، سرعان ما باتت هذه الشراكة غير ملائمةٍ لي.

أرغب دائماً في الاطلاع على خلفية الشخص ومدى التزامه بتنفيذ الأمور بدلاً من الكلام فقط. فالمجهود الريادي لا يتعلّق فقط بتشغيل شركةٍ ناشئة؛ من تجربتي الخاصّة، لطالما رأيتُ أنّه يجب أن تكون الشراكة مع أشخاصٍ أذكياء ويفكّرون بالطريقة نفسها التي أفكّر فيها.

في نهاية المطاف، ينبغي أن يكون لديك شريكٌ مؤسِّس ولكن ليس ببساطةٍ أيّ شريك. فإذا لم تكن تحتاج شريكاً في التأسيس أو تعرف واحداً للتوّ، انتظِر قليلاً. فقد يكون من الأفضل أن تكون وحيداً من دون هذا الشريك، خصوصاً إذا كان الشخص الخطأ. وذلك لأنّ الالتزامات القانونية والمالية التي تقوم بها مع الشخص الخطأ، قد تشكّل عاملاً يؤثّر سلباً في أعمالك.

ما هي الدروس التي تعلّمتها من "جونابِت" وتطبّقها الآن في "بيدفاين"؟

كيف ستستثمر وقتك؟ أدركتُ منذ زمنٍ بعيدٍ أنّ الوقت استثمارٌ. يمكنني الاستثمار فيه في عدّة أماكن، ولكن يجب أن يكون أمراً أودّ القيام به وفي مكانٍ أستثمر فيه وقتي ويمنعني من القيام بذلك في أيّ مكانٍ آخر. هل أنتَ على استعدادٍ للتخلّي عن النشاطات، والعشاء مع الأصدقاء، والوقت مع أطفالك، ومكانٍ مستقرٍّ للعيش، وامتلاك سيارة، والذهاب إلى العطلات، وشراء أحدث الحاجيّات، والاعتماد على شخصٍ آخر ليتحمّل أعباء العمل عنك لفترةٍ ما؟ هذه الأسئلة التي طرحتُها على نفسي والتي لم أكن أعرفها في بداية الأمر.

الإجابة بـ‘نعم‘ على هذه الأسئلة يعني أنّه يجب الالتزام بهذا الفريق، وهذا الشريك، وهذه السوق، وهذه الفكرة، وهذا التوقيت. لا يمكنك تأكيد النجاح جرّاء هذا الأمر، ولكن يمكنك على الأقلّ أن تعرف كيف ستمضي وقتك، وبالتالي الاستفادة من هذا الالتزام والشغف لدفع الآخرين إلى استثمار هذه الأمور فيك وفيما تقوم به.

أمرٌ آخر أيضاً، أنّ الناس يتوقّعون الكثير ويتوقّعون أن يحصل ذلك بسرعة. حتّى لو كان هناك كثيرٌ من التوقّعات، يجب أن تعترف أنّ ما تعرفه لا يكفي وأنّه يجب أن تتعلّم أكثر كلّ يوم. الناس الجيّدون يساعدونك على التعلّم، لذلك اعثُر على كلّ من يمكنه [تحمّل] الانضمام إليك.

ما هي الصعوبات التي تواجهك في موضوع التواصل؟

نتواصل عبر البريد الإلكترونيّ و"سكايب" Skype و"سلاك" Slack. لدينا سياقٌ تدريجيٌّ يوميّ تعوّدنا عليه، ولكنّ سهراب تعوّد على السفر كثيراً مع "جو ناِبت" ولهذا لا أراه كثيراً. رغم هذا كانت المرّة الأولى أصعب، ولكنّنا نثق ببعضنا البعض للقيام بتسيير الأمور. من الجيّد أنّه في هذا الوقت يعمل كمديرٍ تنفيذيّ، ما سيمكّنه من القيام بالمهامّ القانونية والمحاسبية.

هل جاء إطلاق خدمة العثور على مزوّد خدماتٍ محلّي بعد حاجةٍ شخصية اكتشفتَها بعد الانتقال إلى كندا؟

راحت تتمظهر الفكرة مع الوقت، وذلك بعد معاناتي في العثور على مثل هؤلاء الأشخاص وكذلك فعل سهراب، ولكن كان لكلٍّ منّا سياقٌ مختلفٌ قليلاً. وكان أن اتّفقنا على أنّه 1) يجب أن يكون هناك طريقةٌ أفضل، 2) يوجد شيءٌ ما يدفع لنشر هدفٍ ما، وبالتالي استخدام هذا الهدف للعثور على شخصٍ يساعدك، 3) هناك قيمةٌ مشتركةٌ بين أصحاب المصلحة من الجهتَين للقيام بعملية المطابقة هذه والوصول إلى الهدف.

وبالنسبة لي تحديداً - أو لزوجتي في الواقع - بعد أن عملنا على تجديد منزلنا ورحنا نبحث عن معلّمي بيانو ومدرّسٍ للّغة العربية للأطفال، وجدنا أنّ الأمور لم تتغيّر منذ عام 2000. لقد بدا واضحاً أنّه يوجد فرصةٌ حقيقيةٌ للقيام بالأمور بطريقةٍ أفضل.

هل تريد العودة إلى المنطقة العربية في المستقبل؟

أزور المنطقة كلّ عامٍ تقريباً. لدى زوجتي عائلةٌ في الإمارات العربية المتّحدة وفي لبنان طبعاً. ولقد جئتُ لفترةٍ وجيزةٍ، خلال شهر آب/أغسطس من العام الماضي، إلى كلٍّ من لبنان ودبي. بالإضافة إلى ذلك، فأنا أعمل كمرشدٍ في "فلات6لابز" أبوظبي Flat6Labs Abu Dhabi. وفي إطار الحديث عن العودة إلى المنطقة، فإنّني عندما قرّرتُ الانتقال إلى الكويت كنتُ أخطّط لقضاء عامٍ واحدٍ فيها. ولكّني بقيتُ هناك لثلاثة أعوام، وقضيتُ بقية السنوات العشر في دبي... يتّضح من هذا أنّ قدرتي على التخطيط ليست جيّدةً جدّاً، لذا لا أريد القول إنّ ذلك لن يحدث.

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.