English

'سكوب سيتي' للعروض اليومية في لبنان 'تلعبها صح'

English

'سكوب سيتي' للعروض اليومية في لبنان 'تلعبها صح'

الأخوان عبدالله وغيث يافي (الصورة من مجلة "إكزاكوتيف")

كان موقع "سكوب سيتي" ScoopCity من أوّل منصّات العروض اليومية الإلكترونية في لبنان ولا يزال صامداً بعد خمسة أعوام من المنافسة الشرسة، حيث تستهدف منصات أخرى مثل "مخصوم" Makhsoom و"جو سوا" GoSawa السوق عينها بعروض مشابهة. كلّ ذلك، ناهيك عن أنّ العمل في مجال العروض اليومية عملٌ شاق، إذ تنشأ عنه الكثير من المشاكل يومياً سواء بشأن قبول القسائم في المتاجر، أو التزام التجّار، أو التأخر في التوصيل، أو الدفع عبر الإنترنت وغيرها.

لذا، ما تحاول "سكوب سيتي" فعله هو أن تميّز نفسها عن منافسيها بأكثر من طريقة. في هذا الإطار، كان لـ"ومضة" حديث مع الشقيقين التوأمين المؤسِّسين، عبدالله وغيث يافي، اللذين أشارا عدّة مبادرات جديدة يعتقدان أنّها ستعطيهما ميزةً تنافسية في السوق اللبنانية الضيقة.

التميّز هو المفتاح للصمود في لبنان

قامت المنصة بتجديد موقعها، بعد أيام قليلة من إضافة ميزةٍ ترويجية جديدة تعمل وفقاً لنموذج الإعلانات.

ويقول عبدالله بهذا الشأن، إنّ "السوق اللبنانية شديدة التنافس. لذا عليك أن تميّز نفسك بطرق مبتكرة". ويتابع مضيفاً أنّه "في العروض، نحاول الابتعاد عن نموذج تشارك العائدات التقليدي والاتجاه نحو نموذج الإعلانات...فهذا النموذج لا يقوم سوى على الإعلان عن العروض، ونحن لا نأخذ أي نسبة مئوية من الأرباح من عائدات التجار."

وبدلاً من ذلك، تقوم المنصة بفرض كلفة على الإعلان بالاستناد إلى عدد الزيارات التي يردها.

من المبادرات الأخرى التي يتحمّس المؤسّسان لها، استحداث تطبيقين لنظام "أي أو أس" iOS و "أندرويد" Android يتضمنان ميزة نظام تحديد المواقع GPS. إذ باستخدام هذا الأخير، يبلّغ التطبيق المستخدِمين عن العروض والصفقات القريبة منهم. وذلك لأنّ "هذا الأمر يساعد جداً إذا كنت تتبضع أو كنت في منطقة في وسط المدينة،" بحسب عبدالله.

والآن، يبدي المؤسِّسان تفاؤلهما بأنّ هذه الميزة الجديدة ستخوّلهما زيادة عدد المشتركين الذي يبلغ الآن 100 ألف مشترك، وحتى بأنّها ستساعدهما على التوسّع أكثر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

هذه الاستراتيجية المبتكرة والمكلفة التي أطلقتها "سكوب سيتي" جاءت إثر جولة تمويل أولى تهدف إلى جمع 1.4 مليون دولار، من بينها 400 ألف دولار سبق أن أمّنتها. ومن شأن هذا المال أن يصبّ في شقّين اثنين: أوّلهما إمكانية التوسّع إلى السوق السعودية، والثاني إطلاق استراتيجية تسويقية شاملة. حيث يقول غيث: "نشعر أنّنا أصبحنا جاهزين للقيام بهذه الخطوة الآن." 

موقع العروض الترويجية الجديد لـ"سكوب سيتي"

القصة

لم تبدأ رحلة غيث وعبدالله بهذه السلاسة في عام 2010، عندما كان الدفع الإلكتروني لم يترسّخ بعد في المنطقة. وفي الواقع، لا يزال الدفع عند التسليم حتّى الآن طريقة الدفع المحبّذة لدى المستخدِمين عند التسوّق عبر الإنترنت.

لكنّ الأخوين اللذين ألهمهما نجاح موقع للتجارة الإلكترونية كانا قد أسّساه وباعاه في كندا يُدعى "ذا فولتز" TheVaults، لم يدعا التحدّيات المحتملة في السوق اللبنانية تردعهما. فالوقت حان لتعريف هذه الأخيرة إلى التجارة الإلكترونية، فقد "كنا نعلم أنّ التجارة الإلكترونية مجال يافع جداً، وأردنا أن نركب هذه الموجة منذ البداية، إذا صحّ التعبير،" على حدّ قول غيث.

موّل الأخوان الشركة بنفسيهما بحوالى 100 ألف دولار ووضعا نصب عينيهما ما اعتبراه الأركان الأساسية لنجاح "سكوب سيتي": تجار من الدرجة الأولى، ومتبضعون من الدرجة الأولى. وعن هذا الأمر يقول غيث: "توجّهنا فوراً إلى المؤسَّسات التجارية الراقية مثل ‘إدّه ساندز‘ Eddé Sands و‘آ بي سي‘ ABC و‘كوكلي‘ Couqley، وأمضينا الكثير من الوقت لنجتذب مجموعةً ملفتةً من التجار الذين سيهتّم المستخدمون لأمرهم."

في المقابل، استعمل رائدا الأعمال هذان المستخدِمين كأصولٍ قيّمة تساعدهم على جذب التجار الراقين، إذ يقول عبدالله: "اعتمدنا مقاربة تقضي بأن نتوجه إلى هذه الشريحة الضيقة من المجتمع التي يحمل أصحابها بطاقات الائتمان والتي تتمتع بقدرة إنفاق عالية."

وذهب رائدا الأعمال خطوةً أبعد بعد عبر جعل الدفع على الإنترنت الخيار الوحيد المتوفر لدى "سكوب سيتي"، وكانا مسرورين عندما تلقّى الموقع ألف صفقة في الشهرين الأوّلين، وخيار الدفع عند التسليم لم يضيفاه سوى بعد عامين. ويتذكر غيث قائلاً: "كان العرض الأول الذي قدّمناه على الإطلاق من مطعم ‘كوكلي‘ في الجميزة. بعنا حوالى 100 قسيمة منه في ساعتين، ما أفادنا نحن والمطعم في الاستحواذ على عملاء جدد."

ويضيف أنّ "80 بالمئة من مستخدمينا اليوم يدفعون عبر الإنترنت، فيما يستخدم الباقون خيار الدفع عند التسليم. في حين تكون هذه الأرقام معكوسةً في العادة في سائر منصات التجارة الإلكترونية الأخرى."

أمّا أحدث مشاريع الأخوين كان صندوق الاستثمار "واي فينتشر بارتنرز" Y Venture Partners الذي أطلقاه العام الماضي، وقالا عنه لمجلة "إكزكوتيف ماجازين" Executive Magazine  إنّه يساوي مليوني دولار، علماً أنّه سبق أن استثمر في 5 شركات ناشئة في مراحلها المبكرة. 

نصيحة لروّاد أعمال التجارة الإلكترونية الصاعدين

أبقِ عملاءك مسرورين

يقول عبدالله: إنّه "عليك أن تبني علاقات ممتازة مع تجّارك؛ فالتجار الذين يعاودون التعامل معك فيما تنمّي عملك، مهمِّين جداً لنجاحك." ويأتي ذلك عن تجربة شخصية، حيث عاوَد أكثر من نصف التجار الذين تعاملوا مع "سكوب سيتي" التعامل معها على مرّ السنوات. ويضيف عبدالله أنّهم قاموا بالأمر لأنّ "نهجنا يسرّهم، وهو الذي يقوم على محاولة اجتذاب العملاء الجيدين القادرين أن يصبحوا عملاء معتادين في ما بعد، وكان ذلك أساس عرضنا منذ البدء".

الصبر فضيلة

مع أنّ غيث وعبدالله كانا راضيين بنمط نموّ موقعهما الإلكتروني، استغرقهما الأمر سنة ونصف ليبدآ بتحقيق ما يكفي من الأرباح لكي يوسّعا فريقهما الذي لم يكن يتضمّن سوى ثلاثة أشخاص. "أردنا الانتظار لكي يصبح نموّنا الطبيعي ثابتاً قبل أن نطلب استثمارات بقيمة 150 ألف دولار من العائلة والأصدقاء،" حسبما يقول غيث. ومع أنّ الأخوين أرادا أن يضمّا إلى الفريق شركةً مستثمرة، اضطرّا إلى الانتظار لسنة أخرى قبل أن يجمعا 250 ألف دولار من مستثمِرٍ، لم يرغبا في الإعلان عن اسمه، وجد نفسه راضياً عن نمط نمو "سكوب سيتي".

وبدوره يضيف عبدالله أنّه " للحصول على مستوى النموّ الطبيعي الذي نريده، كان علينا اعتماد نمط ثابت من العروض عالية المستوى. وذلك كان مليئاً بالتحديات؛ فقد أمضينا الكثير من الوقت في اجتماعات من أجل المبيعات."

حافظ على علاقات جيّدة مع المنافسين

من أشد منافسي شركة "سكوب سيتي" كان "مخصوم" إلى جانب "جو نابت" GoNabit التي استحوذت عليها بعد سنة فقط "ليفينج سوشال" LivingSocial، السوق الإلكترونية التي تأخذ من الولايات المتحدة مقراً لها. وبحسب غيث، فقد "كان بيننا وبين ‘جو نابت‘ منافسة سليمة جداً، حيث كنّا نكمّل بعضنا البعض."

وعندما قررت "ليفينج سوشال" الخروج من مجال التجارة الإلكترونية في لبنان، تقدّموا إلى "سكوب سيتي" بعرض لاكتساب أعضاء "جو نابِت" وخدماتها. اليوم، يأتي حوالي ثلث المشترِكين من "جو نابِت"، بالإضافة إلى أنّ خمسة موظفين انضموا منها إلى "سكوب سيتي" التي نما فريقها منذ ذلك الحين إلى 16 موظّفاً. ويقول عبدالله بفخر، إنّ هؤلاء الأشخاص "شكّلوا إضافةً قيّمةً للفريق، وهم عملياً يقومون بتشغيل العمليات اليومية."

 

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.