English

هل تتأثر منصة 'لامودي' بركود العقارات في السعودية؟

English

هل تتأثر منصة 'لامودي' بركود العقارات في السعودية؟

سوق العقارات تأثرت أيضاً بسبب انخفاض أسعار النفط. (الصورة من news.weetas.com)

أعلنَت المنصة الإلكترونية "لامودي" Lamudi للعقارات، إحدى الشركات التابعة لـ"روكيت إنترنت" Rocket Internet الألمانية، عن تلقّيها استثمارات بلغت 29 مليون يورو من جانب مجموعة "آسيا إنترنت جروب" Asia Pacific Internet Group التابعة للشركة الألمانية، ومجموعة "هولتز برينك" Holtzbrinck وهي شركة أوروبية متخصّصة في الاستثمار بالشركات الناشئة، ومجموعة "تنجلمان" Tengelmann الدولية المتخصّصة في قطاع التجزئة.

وكانت "لامودي" قد تلقّت في شباط/فبراير من العام الماضي 16 مليون يورو من الاستثمارات لتعزيز عملياتها والتوسّع في الأسواق الناشئة التي تعمل بها.

"لامودي" هي منصّة عقارية إلكترونية تم إطلاقها في أكتوبر 2013 من قبل شركة "روكيت إنترنت" الألمانية، تقوم بمساعدة الأشخاص في سوق العقارات على إيجاد المنزل المثالي أو الأرض أو العقار التجاري. تعمل الشركة في 34 دولة وتركّز على الأسواق الناشئة في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، ولديها 100 موظف في ألمانيا وحدها، و500 موظف حول العالم.

أمّا شركة "روكيت إنترنت"  فتتواجد في السعودية والمنطقة من خلال عدّة شركات، مثل شركة طلب الطعام "هيلوفود" Hellofood، وشركة الملابس والأزياء "نمشي" Namshi، وشركة إعلانات السيارات المبوبة "كارمودى" Carmudi، وشركة التاكسي تحت الطلب "إيزي تاكسي" EasyTaxi.

أعرب الرئيس التنفيذي لشركة مجموعة "آسيا إنترنت جروب"، السيد هانو ستيقمان، عن سعادته "لتنويع محفظتنا الاستثمارية عبر المنصّة الإلكترونية ’لامودي‘، مما سيمكّن الشركة من استغلال الفرص بشكلٍ أكبر في منطقة الشرق الأوسط."

وبدوره، تحدّث كيان مويني، الشريك المؤسّس لـ"لامودي" ومديرها عن النموّ السريع للشركة موضحاً هدف الشركة بأنّه يكمن في "بناء أكبر منصّة عقارية من الفلبين إلى المكسيك"، مضيفاً أنّ هذا التمويل سيعزّز من حضورهم في الأسواق الناشئة.

ترافق إعلان "لامودي" عن هذا التمويل مع الكشف عن خططها للاستثمار والتوسّع في الأسواق الرئيسية التي تقدّم خدماتها بها في أمريكا الجنوبية وآسيا، وستستخدم مبالغ الاستثمار في خططها للنموّ. وقد أعلنت الشركة بأنّ حجم النموّ في عام 2015 بلغ ما يقارب 460 في المائة مقارنة بالعام الماضي، وهي ترغب في مواصلة هذا النمو للعام الجديد.

وفي حديثٍ مع "ومضة"، قال سلمان متعب الجوهر (الصورة إلى اليسار)، مدير الاتصال والعلاقات العامة في الشرق الأوسط لشركة "لامودي"، إنّ السوق السعودية تشكّل السوق الأكبر لشركة "لامودي" في منطقة الشرق الأوسط. ففي وقتٍ يتجاوز فيه عدد زوار منصّة "لامودي" عالمياً أربعة ملايين زائر شهرياً، شهد الموقع في عام 2015 زيادةً في نسبة الزيارات عن عام 2014 تقدّر بـ32.17% عبر تطبيقات الجوال مقارنةً بأجهزة الكمبيوتر بشكلٍ عام، أمّا في دول الخليج فإنّ الارتفاع كان بمقدار 21.16 في المئة.

أما فيما يخصّ عدد الصفقات على المنصّة، فقال الجوهر إنّه يصعب حصرها بسبب طول عملية الصفقة التي تمر بالكثير من المفاوضات و المناقشات، شارحاً أنّ "أكثر من 100 ألف عملية يتمّ ربطها بين العملاء و الوكلاء العقاريين أو مالكي العقارات".

كيف تفوّقت "لامودي" في السعودية؟

في حين أخبرنا الجوهر أنّ "لامودي" تتبع للشركة الأمّ "روكيت إنترنت"، أقرّ بوجود الكثير من المنافسين في السوق لكنّه واثق بالتفوّق بسبب عقود المطوّرين العقاريين الموجودين حصراً على المنصة: "لدينا عقارات ’مدينة الملك عبدالله الاقتصادية‘ ومشاريع ’داماك‘ حصراً على المنصّة".

تعمل "لامودي" على تحفيز الوكالات العقارية أو مالك العقار على إضافة عقاراتهم للمنصّة من خلال تقديمها لبياناتٍ عن عدد الزوار لديها، ولا تأخذ أيّ رسوم في الفترة الأولى إّلا إذا تمت صفقة شراء العقار عبرها.

وبحسب الجوهر، فإنّ التفوّق على المنافسين المحليين في السعودية جاء بسبب تواجد الشركة في عدّة أسواق في وقتٍ واحد، إذ تتواجد "لامودي" في 34 دولة ما يعطيهم خبرةً أكبر في الأسواق.

وبالنسبة إلى النموذج الربحي، فهو يختلف بحسب كلّ سوق وبناءً على عدد المطوّرين العقاريين. تبدأ "لامودي" في كلّ سوق باستراتيجية شبه ثابتة، فخلال الأشهر الستة الأولى يكون الاشتراك مجانياً للمطوّر العقاري، بحسب الجوهر. وبعد انتهاء الفترة وعند اقتناع المطور بجدوى المنصة، تقدّم أمامه عدة خيارات منها اشتراك سنوي محدّد بعدد عقارات معين يمكنه إضافتها، أو تتمّ محاسبته على كلّ عملية؛ ولا يتحمّل المستخدم الشاري أيّ تكاليف أثناء استخدامه المنصة.

القليل من المنافسة لا يضرّ

تستحوذ المنصّات العقارية الإلكترونية في السعودية على جزء كبير من السوق، ومن ضمن هذه المنصّات نذكر محرك البحث عن الشقق المفروشة "شقتي" Shgatie، ومنصة "تسكين" Tskeen التي تؤمّن السكن المشترك، أو تطبيق "عقار" Aqar الذي تم إطلاقه حديثاً، ومحرّك البحث عن العقارات "زاهب" Zaahib، ومشروع "عقار ماب" Aqarmap، بالإضافة إلى "جوميز" Jumeez للبحث عن العقارات في مواقع العقارات و منتديات العقارات، وغيرها الكثير.

ركود السوق العقارية السعودية

تعيش سوق العقارات السعودية حالياً فترة ركودٍ من تبعات انخفاض أسعار النفط. وفي هذا الوقت، يتمّ التحضير لتطبيق حزمة قرارات حكومية، لعل أهمّها قرار فرض رسوم على الأراضي البيضاء (أي غير المستغَلّة أو المطوّرة) لا تتجاوز الـ 100 ريال (حوالي 26 دولار) للمتر الواحد، وتهيئة البيئة الاستثمارية التنظيمية مثل التمويل العقاري.

من جهتها،  قامَت مجموعة "جيه أل أل" JLL بنشر تقرير عن أبرز توجّهات السوق العقارية السعودية لعام 2016، حيث حدّد سبعة توجهات رئيسية ستؤثر على هذه السوق، وهي: تأثير ضريبة الأراضي البيضاء، وإصلاح أنظمة تمويل بناء المنازل، وتخفيض الإنفاق على البنى التحتية لقطاع النقل، وتأخّر إنجاز المشاريع ما يخفف مخاطر التخمة، والمزيد من التحرّك لتوفير مساكن ذات أسعار معقولة، مع قطاع فندقي حافل بالتحديات، وتراجع خروج رؤوس الأموال.

ولدى سؤالنا الجوهر عن خطة "لامودي" مستقبلاً في السعودية في ظلّ هذا الركود الحالي، أجاب قائلاً: "سنحاول استغلال الفرص بعد عودة السوق من حالة الركود الحالية".

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.