منصة للارتقاء بعملية البحث عن التعليم العالي تصل إلى دبي
تتطلع الشركة السويسرية الناشئة في مجال تكنولوجيا التعليم، "سكول أبلاي" Schoolapply، إلى استخلاص المعلومات من خرّيجي الجامعات من أجل مساعدة الطلاب الذين يبحثون عن تخصّصاتٍ تعليمية في الجامعات والكليات حول العالم.
ومع أنهّا ما زالت تشقّ طريقها في هذا المجال، تعمل بشكلٍ سريع على تحسين عملية البحث عن التخصّص الصحيح للأشخاص الراغبين بتطوير مسيرتهم الأكاديمية مع اكتساب دروسٍ مفيدة حول كيفية تطوير أساليبهم في استخدام محرّكات البحث.
تعمل "سكول أبلاي" بالتعاون مع الوكالة العالمية لتصميم العلامات التجارية، "يونيفيرسام" Universum، على إجراء مسح لحوالي ألفي مؤسّسةٍ تعليمية وجمع المعلومات من خرّيجيها حول مسيراتهم المهنية بعد التخرّج. و"يُمكن عندئذٍ توظيف هذه المعلومات في تجربة البحث،" كما يقول دانيال بيارني، مؤسّس "سكول أبلاي" ورئيسها التنفيذيّ، في حديثه لـ"ومضة".
"هناك أبعاد أخرى كثيرة تدخل في عملية [اختيار الجامعة]،" بحسب بيارني الذي يشرح أنّه "ليس من الضروريّ أن يكون التصنيف العالمي للجامعة هو العامل الأهم في اختيارها، فربما يكون الأهم هو الرسوم المالية مقابل مستواها التعليمي أو مستوى رعايتها بالطلّاب الدوليين." يعود ذلك إلى أنّ الدراسات أوضحت لهم أنّ للميزانية على وجه الخصوص أثرٌ كبير في طريقة اختيار الشخص للتخصّص الذي سيدرسه في الجامعة، ما أوجب عليهم إضافة الرسوم الدراسية إلى البحث.
خلال حملة استقطاب الطلّاب من قبل الجامعات، لاحظ بيارني مشكلةً كبيرة تتعلّق بمستوى الشفافية في هذه العملية: "كان الطلّاب يُعامَلون كأنّهم سلعة، إذ تقوم الوكالات المحلية باستقطابهم نيابةً عن الجامعات ولا تكترث بهم بعد ذلك، فلا تأخذ بعين الاعتبار حاجة الطلّاب للنصيحة أو فرص نجاح مسيرتهم المهنية أو حتى تزويدهم بأفضل قيمةٍ مقابل المال الذي سيدفعونه كرسوم للدراسة". أمّا "سكول أبلاي"، فيؤكد المؤسّس أنّها ستُساعد الطلّاب في اختيار أفضل جامعةٍ ممكنةٍ لهم، سواء كانت تتشارك معها أم لا (علمًا أنّ "سكول أبلاي" تملك 100 عقد شراكة حاليًا).
تأسيس "سكول أبلاي"
بدأت عملية تصميم شركة "سكول أبلاي" في أوائل شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 2015، وأُطلِق موقع الشركة الإلكتروني في شباط/فبراير 2016.
بعد ذلك، وفي وقتٍ سابق من هذا العام، انتهى بيارني وشريكه المؤسّس إريك فان ديلدن من تنفيذ حملة تمويل أثمرت عن جمع مليون دولار أمريكي بقيادة "يونيفيرسام" Universum، وبيتر جيتزل، المدير التسويقي في "جوجل" أوروبا الشمالية Google Northern Europe، ووكيل الأعمال الموسيقية السويدي آش بورنوري - فبلغ إجماليّ التمويل الذي جمعته هذه الشركة الناشئة 2.2 مليون دولار أمريكي.
تضمّ "سكول أبلاي" 4 آلاف جامعة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا، في حين يأتي غالبية الطلّاب الذين يستخدمون المنصّة من الإمارات وقطر والكويت والسعودية. وبعدما نجحت إلى الآن بتسجيل نحو 50 طالبًا في جامعات مختلفة، تهدف الشركة إلى تسجيل 4 آلاف طالب في جامعات عالمية بحلول عام 2017.
في أوائل عام 2016، افتتحت الشركة مركزًا لخدمة الطلّاب في دبي يعمل فيه موظّفو القبول لديهم. وذلك لأنّ "هناك اهتمامٌ كبير في الخدمات التي نُقدمها من الإمارات والسعودية وقطر، وقد وجدنا في هذه الدول طلّابًا بإمكانياتٍ عالية المستوى فعلًا ويملكون فكرةً واضحةً حول التخصّص الذي يريدون دراسته،" بحسب بيارني.
لم تلحظ "سكول أبلاي" إلى الآن تدفّق عددٍ كبيرٍ من الطلّاب نحو المؤسسات التعليمية في الشرق الأوسط، وتقول إنّها لا تروّج لخدماتها في المملكة المتحدة والولايات المتحدة بشكل فّعال. أمّا عند البدء بالترويج لخدماتنا في هاتين الدولتين، فيرى بيارني أنّ عددًا كبيرًا من الطلّاب سينتسبون إلى الجامعات والكليات في المنطقة.
يقوم موظفو القبول الذين يشكلون غالبية طاقم عمل شركة "سكول أبلاي" بمساعدة الطلّاب الباحثين عن المساقات التعليمية على فهم الأسلوب البيروقراطي والصعب أحيانًا للقبول في الجامعات. وبحسب بيارني، فإنّ تركيز شركته على هدف الطلّاب من التعليم العالي هو ما يميّزها عن شركات استقطاب الطلاب للجامعات، الأمر الذي تشير إليه العبارة التعريفية للشركة: "نحن ننشر ونسهّل الدراسة الدولية".
يدفع مستخدمو الموقع 50 دولارًا أمريكيًا مقابل الخدمة الاستشارية من "سكول أبلاي"، وبالمقابل تُساعد الشركة الناشئة الطلّاب بعملية تقديم طلباتهم ثم تنصحهم حول الجامعات والبرامج والتطبيقات.
لا تدفع الجامعات أية رسوم للمشاركة في المنصّة، ولكن يمكنها أن تفعل ذلك لترفع من نسبة زوّارها من خلال إجراء الحملات التسويقية ومنشورات المدوّنات أو نشر المقالات على "فايسبوك".
وجدت "سكول أبلاي" في دبي موقعًا ملائمًا للعمل في أسواق شرق آسيا والشرق الأوسط، وتطمح كذلك للعمل في أميركا اللاتينية. وكانت سابقاً عند تأسيسها قد عملت مع كليات وجامعات بريطانية وأمريكية معروفة، ثمّ أضافت عليها كلياتٍ وجامعاتٍ أخرى من كندا واستراليا وسنغافورة ومالطا.