English

بطارية من فلسطين تحلّ 'عقدة' شحن الهواتف المحمولة

English

بطارية من فلسطين تحلّ 'عقدة' شحن الهواتف المحمولة

هذا الشاحن الأنيق رغم صغر حجمه لن يدع بطاريتك تنفذ.

في وقتٍ لا تزال التكنولوجيا غير قادرةٍ على تلبية الطلب المتزايد على بطارياتٍ للهاتف ذات عمرٍ أطول، يحاول رائدا أعمالٍ فلسطينيان إيجاد حلٍّ بفضل شاحنٍ جديدٍ للهواتف المحمولة.

هذا الحلّ الذي يحمل اسم "بولد نوت" BOLD Knot، وهو عبارة عن شاحنٍ صغيرٍ وسريعٍ يُضاف إلى حلقة المفاتيح، قام كلٌّ من لما منصور (في الصورة أدناه) وعصمت تفاحة بإطلاق حملة تمويلٍ جماعيٍّ لإطلاقه من خلال "إندي جوجو" IndieGogo. ويقول عنه رائدا الأعمال، إنّه قادرٌ على تخزين ما يكفي من الطاقة لتشغيل الهاتف لثلاث ساعاتٍ أخرى من "وقت الكلام" أو ساعتَين ونصف من تصفّح الإنترنت.

ولكن، بناء نموذجٍ أوّليٍ للجهاز في فلسطين هو المعضلة الحقيقية التي سرعان ما اتّضحت أمام هذَين الرائدَين. فقد انطلقا بالمشروع في أيار/مايو 2014، وجهّزا النموذج الأوّليّ في غضون شهر، وعلى الرغم من أنّهما يعرفان كيفية تشغيل شركةٍ ناشئةٍ وإيجاد مصادر المواد التي يحتاجون إليها، أرغمتهما حالة فلسطين الفريدة على التوجّه إلى الخارج. واليوم، تقع شركتهما الناشئة "بولد جادجت" BOLD Gadget في إستونيا وتعمل مع مسرّعة نموّ لشركات الأجهزة اسمها "بيلد إت" Buildit Hardware Accelerator.

وفي حديثٍ مع "ومضة"، قالت منصور إنّه "عندما وصلنا إلى مرحلة طباعة لوحات الدارات الإلكترونية، اكتشفنا أنّ نصف المكوّنات التي نحتاج إليها غير متوفّرةٍ في فلسطين وأنّه ليس من السهل استيراد أيٍّ منها من الخارج. كنّا قادرين على شحن لوحاتٍ إلكترونية جاهزة من الصين، لكنّ كلّ شحنةٍ كانت تكلّفنا كثيراً وتستغرق نحو شهرٍ للوصول بسبب التفتيش على الحدود." بالإضافة إلى ذلك، لم يكن يوجد طباعة ثلاثية الأبعاد بتاتاً 3D printing ولا حتّى أيّ تسهيلاتٍ لإعداد النماذج الأوّلية، فوجد الثنائي أنّه غير قادرٍ على بناء أيٍّ من أفكاره ليثبت للمستثمِرين أو شبكات دعم ريادة الأعمال أنّ "مشروعه جدّي."

"وبعد تراكم الإحباط بسبب سوء البيئة الحاضنة للشركات الناشئة في فلسطين، والافتقار إلى التسهيلات والموارد، وعدم قدرتنا على نقل شركتنا الناشئة إلى المرحلة التالية، حانت اللحظة الحاسمة،" بحسب منصور التي تشير إلى أنّه بعد الانتقال إلى إستونيا في شهر آذار/مارس من هذا العام، ما زالت مصدومةً بعض الشيء إزاء الفُرَص المتاحة.

وشرحت ذلك بقولها: "انتقلنا من العيش في بلدٍ لم يضمّ يوماً مطبعةً ثلاثية الأبعاد أو منشأةً لإعداد اللوحات الإلكترونية، إلى بلدٍ يضمّ أحدث هذه المنشآت في القاعة التي نجلس ونعمل فيها،" مضيفةً أنّه " بسبب هذه المرافق، نحن بالفعل نقفز بالمشروع من نقطةٍ أوّليةٍ إلى نقطةٍ متقدّمةٍ جداً في وقتٍ قصيرٍ."

"العقدة" The Knot

بدأت حملة تمويل مشروع "بولد نوت" على منصّة "إندي جوجو" في 19 أيار/مايو، وتهدف إلى تمويل مرحلة الاختبار والتصنيع وإيصال المنتَج إلى المنازل في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، بحلول تشرين الأول/أكتوبر.

و"بولد نوت" التي تعمل منصور وتفّاحة على إنتاجها على شكل عقدة، تدمج التقنيات المتاحة حالياً في جهازٍ يمكن حمله، بحيث يتمّ تثبيت وحدات البطارية داخل العقدة بطريقةٍ تتّسع لأكبر عددٍ من الوحدات في المجال المخصّص لها. ويتوافق الشاحن "العقدة" مع الهواتف كلّها، سواء كانت من نوع "آي فون" iPhone أو "أندرويد" Android، ويمكن استخدامه مع الأجهزة اللوحية أيضاً.

تجدر الإشارة إلى أنّه تتوفّر في السوق اليوم أجهزة شحنٍ أخرى بحجم حلقة المفاتيح، مثل "بوب كورد" Popcord الذي أُطلق في شباط/فبراير عام 2014، وكابل لشحن الطاقة ومزامنة البيانات يوضَع في حلقة المفاتيح، وشواحن البطارية المتزايدة التي تتخذ شكل غطاء للهاتف.

ولكنّ مؤسّسَي "بولد جادجت" The Bold Gadget يجدان أنّ ميزتهما تكمن في السرعة والتصميم؛ فالجمع بين الدارة الإلكترونية وكابل USB "سريع" متضمّن في الجهاز، يسمح لهذا الأخير بالشحن أسرع بمرَّتين من الأجهزة الأخرى المتوفّرة في السوق، والطبقة الخارجية المصمَّمة على شكل حبل مظلّة تتّخذ شكلاً عصرياً وتدوم طويلاً.

"خطرَت لنا هذه الفكرة بعد أن بدأنا بتطوير منتَجٍ سابق (شاحن صغير يوضع في مقبس الحائط)،" وفقاً لما تقول منصور، مضيفةً أّنّه "بعد الاستناد إلى أبحاثنا في السوق بشأن ذلك، وجدنا أن 11 في المئة من الناس يحملون معهم حزماً لشحن البطارية عندما يخرجون، لكنّهم لا يحتاجون إليها إلا مع نهاية اليوم. فقرّرنا إنشاء حزمة شحن تحمل ما يكفي من الطاقة لإطالة عمر البطارية لبضع ساعات، مع الحفاظ على صغر حجمها لتكون قابلةً للحمل. فالحلول الأخرى المطروحة في السوق ضخمة الحجم وثقيلة الوزن وتحتاج إلى كابل خارجي."

الخطط المستقبلية

تريد منصور، لشركتها الناشئة "بولد جادجت" التي تقوم بتطوير ثلاثة منتَجاتٍ لا يزال اثنان منها في مرحلة النموذج الأوّلي المبكرة، أن تكون أوّل شركة إلكترونياتٍ استهلاكية في فلسطين.

ولكنّ العمل من خارج المنطقة أمرٌ ضروري، إذ "أنّ إدارة الشركة الناشئة ممكنة في فلسطين، لكنّ إجراء أعمال البحوث والتطوير والتصنيع والنماذج أمرٌ صعبٌ جداً،" على حدّ قول منصور التي تضيف أنّه "لهذا السبب، نجد أنّه إذا تمكنّا من وضع الشركة على الطريق الصحيح، ينبغي أن يكون لدينا على الأقلّ مقرّاً في بيئةٍ دوليةٍ منفتحة."

شكرا

يرجى التحقق من بريدك الالكتروني لتأكيد اشتراكك.